نيويورك- ابتسام عازم
العربي الجديد:27/4/2022
قال غير بيدرسون، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية، إن “سورية تعيش صراعا متأججا وليس خامدا. حيث شهدنا قصفاً جوياً في الشمال الغربي وصدامات مكثفة حول عفرين والشمال الشرقي، في ظل تبادل إطلاق النار بالقذائف والقصف على طول حدود التماس، بالإضافة إلى العبوات الناسفة والسيارات المفخخة”.
وأشار بيدرسون إلى أن النزاع يهدد السلم والأمن الدوليين، معبرا عن قلقه من وجود خمسة جيوش أجنبية على الأراضي السورية، بغض النظر عن وضعها القانوني.وجاءت تصريحات المبعوث الأممي خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الوضع في سورية.
بحثا عن طريق سياسيواستدرك بيدرسون بقوله: “إن الحوادث المتكررة التي تضطلع فيها أطراف دولية مقلقة. وشهدنا مجددا هذا الشهر قصفا على سورية يعزى لإسرائيل، وهجمات بالطائرات المسيرة في الشمال الشرقي تعزى لتركيا، وقصفاً في إدلب وشرق الفرات يعزى لروسيا، وتقارير تفيد بإطلاق صواريخ على قوات أميركية في دير الزور تعزى لمجموعات مدعومة من إيران”.
وعبّر عن خشيته أن تتفاقم “نقاط التوتر هذه بسبب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة خارج سورية”. وعن قلقه إزاء” نشاط المنظمات الإرهابية والتي تشكل مصدر قلق وتهديد كبير”. وقال: “تنفذ مجموعتان إرهابيتان عمليات وتحتل الأراضي. كما يثير القلق أن هجمات تنظيم داعش تتصاعد مجددا بعد فترة هدوء نسبي في شهر فبراير”.
وتابع موضحا، أن سورية تشهد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في عصرنا، وأن المدنيين السوريين “لا يزالون يتعرضون للقتل بسبب العنف” وأن معاناتهم الإنسانية وصلت “إلى أعلى مستوياتها منذ بدء النزاع، ونزوح الملايين منهم داخل وخارج البلاد”.وحذر من تبعات ذلك على “نسيج المجتمع السوري والاستقرار الداخلي والإقليمي، إذا لم يكن هناك طريق سياسي للخروج من هذا الصراع”.
ورأى في أن الجمود الاستراتيجي الحالي على الأرض “وغياب سورية عن العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام لا يعني أن الصراع يحتاج إلى اهتمام أقل أو موارد أقل، أو أن الحل السياسي ليس عاجلاً”. مؤكدا أن صراعا بهذا الحجم يتطلب حلاً سياسيًا شاملاً يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254.
وأشار بيدرسون عن جولة المحادثات السابعة للجنة الدستورية، وإلى نيته عقد جولة ثامنة في جنيف ولخمسة أيام بدء من الـ 28 من الشهر القادم. ثم تطرق إلى قضية السوريين المختطفين والمفقودين والمحتجزين. وشدد على أن محتنهم تشكل عنصرا أساسيا في معاناة الشعب السوري. ثم عبر عن احباطه لعدم تحقيق تقدم في هذا الملف في الوقت الذي تعلن فيه الأطراف عن الحاجة لإحراز تقدم فيه.
ولفت إلى ضرورة ذلك وأن اتخاذ خطوات مهما كانت متواضعة، لكن ملموسة، يمكن أن تساعد في بناء الثقة اللازمة لخطوات أكبر.كي لا تصبح سورية “أزمة منسية”ومن جهتها قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة، جويس ميسويا، خلال إحاطتها أن سورية على شفير تحولها لأزمة منسية في الوقت الذي يكافح فيه ملايين السوريين لتوفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم.
وونبهت ميسويا إلى أن الأوضاع الإنسانية في سورية، لم تكن بهذا المستوى من السوء منذ اندلاع النزاع. وقالت: “تحققت المفوضية السامية للاجئين، في شهر فبراير ومارس، من مقتل 92 مدنيا من بينهم أكثر من عشرين طفلا”.
واستدركت ميسويا متطرقة للوضع الكارثي الذي يعيشه اللاجئون في مخيم الهول وأغلبهم من النساء والأطفال.ومضت قائلة: “تتكرر حالات القتل والتخريب والنهب، حيث قتلت خمس نساء في المخيم في الأسبوع الماضي لوحده.
إن هذا المخيم ليس آمنا والظروف المعيشية تظل بالغة الهشاشة ويعاني القاطنون فيه من الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية والحماية وغيرها من الخدمات الأساسية”.
وشددت مساعدة الأمين العام على إعادة التوطين الكامل للمواطنين من الدولة الثالثة المتواجدين في المخيمات في شمال شرق سورية. كما دعت لتحسين الظروف الأمنية بما يتناسب مع طبيعة المخيمات المدنية.
وفي ما يتعلق باستمرار الأزمة الاقتصادية في سورية. نبهت إلى أن “شح الوقود والافتقار للكهرباء يؤثر سلبا على الحصول على الخدمات الأساسية، بما فيها تلك التي في قطاع التعليم والصحة. كما تزداد أسعار الأغذية والوقود بشكل مضطرد شهرا بعد الآخر، مما يجعل من السلع الأساسية والعيش الكريم بعيدة المنال للملايين”، منوهة إلى زيادة أسعار الأغذية بقرابة 18 بالمئة بين فبراير ومارس.
أما بخصوص شحّ المياه وتأثيره السلبي، خاصة في شمال سورية، والذي يطال المزارعين ايضا، فذكرت أن بعض المديريات في الشمال الشرقي أعلنت أنها “خسرت حوالي 75 بالمئة من محاصيلها. وهذا سيفاقم نسب انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وتتأثر النساء والبنات بشكل كبير بذلك نظرا لدورهم المحوري في القطاع الزراعي”.
وبررّت ميسويا عجز الأمم المتحدة عن توفير أدنى مساعدة لعدد هائل من السوريين بعدم تقديم الدول المانحة ما يكفي من الدعم المادي لصناديق الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأعطت مثالا حول وجود أكثر من أربعة ملايين سوري في الشمال الغربي لوحده، هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية وقرابة المليون من بينهم يعيشون بالخيام ويعتمدون على الأمم المتحدة للعيش.