عندما بدأت الحشود الروسية على أوكرانيا خرج الرئيس الأمريكي بنفسه ليقول بأن بلاده لن تتدخل في لوقف الحرب على أوكرانيا إذا شنتها روسيا، ثم انهمرت تصريحات المسؤولين الأمريكيين عشرات المرات في اليوم الواحد لتأكيد ذلك، وإضافة لها خرج مسؤولون عسكريون من البنتاغون مرات عديدة ليؤكدوا بأن القوات الروسية ستصل كييف في 96 ساعة إذا شنت تلك القوات الحرب على أوكرانيا، مع أنه لا يمكن أن يكون قد خفي عليهم كم هو مهلهل حال الجيش الروسي.
من سمع تلك التصريحات ويرى ما يحدث لا يمكنه إلا أن يفهم أن ذلك لم يكن إلا لتشجيع بوتين ليدخلوه في ورطة بحرب ستغير وجه روسيا والعالم للأبد، ولن يساعدوه بالخروج منها إلا مهزوماً مدحوراً.
وما العقوبات غير المسبوقة إلا لتحكم عليه الطوق وتضع نهاية لعجرفته وعنجهيته وظنه أن ضم القرم وشرق أوكرانيا وتدمير سورية أمر يمكنه تكراره، وها قد جاءت نهايته من نوع عمله.لو كانوا فعلاً يريدون منع الحرب لكانت هناك تصريحات أخرى ولجرت تحركات ديبلوماسية نزعت فتيل الأزمة بشكل أو بآخر، لكنهم فعلوا بالمثل القائل: “ادفشه وشوف ما أجحشه”