المتطوعة “آمنة البش” من كوادر “الخوذ البيضاء” المتطوعة “آمنة البش” من كوادر “الخوذ البيضاء”
شبكة شام
اختارت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، المتطوعة “آمنة البش” من كوادر “الخوذ البيضاء” ضمن قائمتها السنوية التي تضم أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة حول العالم لعام 2023، لتكون أمنة السورية الوحيدة الممثلة عن النساء السوريات حيث أسهم هذا التكريم بإيصال صوت النساء السوريات وتسليط الضوء مجدداً على معاناة السوريين.
هذا الاختيار يُسلط الضوء على الجهود الجبارة التي تبذلها آمنة وزميلاتها من متطوعات “الخوذ البيضاء” والعاملات في المجال الإنساني في سوريا، لتحسين حياة مجتمعاتهن في الحرب والكوارث، رغم صعوبة الظروف، والتحديات التي تواجههن، آمنة اليوم هي صوت كل سيدة سورية لم تستسلم للظروف وأخذت زمام المبادرة واستطاعت القيام بمهام إنسانية عظيمة في حياتها ولمجتمعها.
“آمنة البش” سيدة سورية، قصتها تشبه قصص الكثير من النساء في سوريا، فهنّ الحلقة الأضعف في هذه الحرب وهنّ أكثر من قدمنَّ التضحيات، لكن آمنة قررت ألا تستسلم وأن تأخذ زمام المبادرة وجدت بالعمل مع “الخوذ البيضاء” مهمة إنسانية عظيمة لتساهم في تخفيف المعاناة عن المجتمع المحلي وبشكل خاص النساء بسبب تصاعد الأعمال العدائية والوحشية التي أدت لتفاقم الوضع الإنساني في سوريا.
لم يكن عام 2018 عادياً بالنسبة لها أبداً كان نقطة تحول كبيرة، تغيرت حياتها بشكل كامل، كان هذا العام من أصعب السنوات على السوريين بسبب حملات القصف والتصعيد الوحشية وتهجير السكان من مختلف المناطق السورية إلى شمال غربي سوريا، لم تستطيع آمنة البقاء مكتوفة الأيدي ومشاهدة ما يجري، وقررت الانضمام للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) دون أن تكترث بالمخاطر التي قد تتعرض أثناء عملها في إنقاذ الأرواح وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين والمتضررين بسبب القصف.
استمرت آمنة بشغف بعملها وكانت الأعمال العدائية قد تصاعدت، وعاشت التهجير والنزوح المتكرر، دون أن تتخلى عن مهامها، ولم تكن ترى مهمتها فقط في إنقاذ الارواح وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، كانت تكافح أيضاً من أجل تحسين حال المجتمع النسائي حيث أصبحت واقع النساء بسبب تداعيات وعواقب الصراع أكثر قساوة عليهن، ومكنها عملها بالقرب من النساء من سماع قصصهن، حيث تسعى إلى أن ترفع من معنويات النساء اللواتي تعرضن لخسائر كبيرة وأصبحنا تحت الكثير من المسؤوليات ضمن مجتمع لا يملكن به الكثير من الفرص للنهوض بأنفسهن.
توقفت آمنة عن متابعة تعليمها مع بداية الانتفاضة السورية والحراك المطالب بالتغيير، بسبب ظروفها العائلية، وزادت الحرب من صعوبة الظروف، كل يوم كانت تحلم بالعودة إلى مقاعد الدراسة، كانت تعلم تماماً أهمية العالم لبناء سوريا ومستقبلها، إلا أنها وبدعم من زوجها تمكنت من العودة متابعة تعليمها، وتدرس الآن إدارة الأعمال وهي في السنة الثانية، وتقدر الدعم الذي يقدمه لها زوجها الذي أيد قرارها في العمل وشجعها أيضاً بالعودة لمتابعة التعليم، قد يكون هذا الأمر طبيعيا بالنسبة للكثيرين لكن في المجتمعات الريفية أو المحافظة حيث تقييد حرية النساء يتحول هذا الدعم لإلهام للآخرين وهذا ما حصل.
تعتبر آمنة، اختها الكبيرة دلال قدوة، لمدى الجرأة والقوة التي تمتلكها دلال حيث قامت بكسر القيود والأحكام المفروضة عليها وبدأت في نضالها من أجل الدفاع عن حقوق النساء خلال أصعب الظروف.
ورغم الظروف الصعبة، تمكنت آمنة من بناء أسرة رائعة من خمسة أطفال، وتعيش مع أطفالها وزوجها في قرية بجبل الزاوية، والتي تتعرض لقصف مستمر بسب قربها من خطوط الاشتباك، في كل صباح عند مغادرة منزلها تودع أطفالها، ولا تدري عندما تعود هل ستجد منزلها أم يكون قد تعرض لغارة جوية، بالنسبة للسوريين جميع المناطق خطرة وجميع المناطق تتعرض للقصف والهجمات الجوية.
حالة صراع من نوع آخر تعيشها آمنة كمتطوعة بـ “الخوذ البيضاء” خاصة أن المتطوعين هدف دائم للهجمات والغارات الجوية والمزدوجة بسبب عملهم الإنساني، في أي لحظة قد تتحول آمنة من منقذ لضحية، لكن مع ذلك تستمر لأنها مؤمنة بأن الطريق الذي سلكته يحتاج للتضحية.تكافح آمنة من أجل جعل ظروف الحياة أفضل للسكان وأن ترفع من قدرات ومعنويات النساء في سوريا، وتحلم أن تتمكن من الحصول على شهادتها الجامعية، وأن تنتهي الحرب على السوريين، لكي تتمكن من العمل بشكل أكبر في الدفاع عن حقوق النساء بعيداً عن الاستجابات الطارئة، وفي بناء مستقبل سوريا والسوريين.
وجاء الترشيح كثمرة للدور الذي تقوم به آمنة وزميلاتها خلال عملهن في الدفاع المدني السوري، حيث تم اقتراح ترشيحها بعد أن لاحظ فرق عمل الـ BBC القائم على انتقاء النساء للقائمة السنوية الدور المهم والتأثير الذي تصنع آمنة من خلال عملها في الاستجابة لأماكن المستهدفة والعمل على تخديم خدمات الطوارئ والاسعافات الأولية للسكان، وكان ذلك عبر بعض المواد الاعلامية التي تم نشرها عبر منصات الدفاع المدني السوري او ووسائل الاعلام الكبرى.