• الخميس , 28 نوفمبر 2024

بوتين يقر هدنة الغوطة: 5 ساعات للتهجير و19 للتدمير

أقر مجلس الأمن هدنة السبت؛ أقل ما يقال عنها إنها هشة ولا تختلف عما سبقها من قرارات اتخذها مجلس الأمن لا كي تُطبق بل لترفع عنه الحرج، وكما عادتها أحالتها روسيا إلى حرب بغطاء دولي، تتكئ على شماعة الإرهاب الذي زرعته ومن معها في خاصرة الأرض السورية، لتعاود قتل أهل الغوطة وتعلن حرب إبادة، وتقر هدنتها الخاصة والمحددة بـ 5 ساعات يومياً، لتصبح الصورة في الغوطة: تغيير ديمغرافي قبل الظهر وإبادة من يرفض التغيير بعد الظهر!.
حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجرى مشاورات عاجلة مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، اليوم الاثنين، بحث خلالها معهم الأوضاع في الغوطة الشرقية، ليعلن بوتين شخصياً إثر ذلك عن “ممرات إنسانية” في الغوطة لخروج المدنيين يومياً من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية ظهراً، فيما يعتبر تفريغاً للغوطة من سكانها، في سيناريو مطابق لما حدث في حلب مهاية عام 2016.

وحول ما يجري في الغوطة وتداعياته، يقول “جيان عمر”: “على خلاف الاعتقاد السائد فإنّ روسيا لا تملك كامل مفاتيح الحل السوري، بل هي ضمن تحالف مع تركيا وإيران، وتحاول تمرير مصالحها ضمن هذا التحالف المثقل بالمتناقضات وخاصةً التركية والإيرانية في سوريا.”
وأضاف لبلدي نيوز: “روسيا تعمل على التوصل إلى حل توافقي بحدوده الدنيا يضمن إقامة نظام حكم في سوريا يحافظ على مصالحها في المنطقة، في وقت تسعى إيران عبر تحالفها مع روسيا إلى إنقاذ مشروعها (الهلال الإيراني)”.
وأردف “التخوف هو أن نشهد سيناريو مشابهاً لسيناريوهات حمص وحلب وداريا.. ويتم إفراغ كامل الغوطة الشرقية من سكانها مقابل تحقيق توافق بالحدود الدنيا بين هذه المصالح المتشابكة، وهذا السيناريو هو الكابوس الذي يخشى منه السوريون، حيث هذا ربما سيعني بالضرورة أنّ سوريا تتجه نحو التقسيم لتصبح تحت وصاية هذه الدول وتحت حكم المليشيات إلى أجلٍ غير مسمى”.

من جهته الكاتب الصحفي “مشعل العدوي” يرى أن “روسيا تُمارس الحل الأمني، ولا تريد أن تسجل إيران نصرا في دمشق لأنها العاصمة”.
ويتساءل العدوي “هل أعلنت روسيا كل فصائل الغوطة إرهابية؟”، ويضيف في حديث لبلدي نيوز: “روسيا مستمرة بالحل الأمني وإبادة وتهجير أهل الغوطة، والروس يسعون لحلب جديدة وهذا ليس سرا، فالنظام رفض إخراج (النصرة) كي لا يفقد ذريعة الهجوم عليها، ولافروف صرح بذلك علناً بأن الغوطة حلب جديدة”.
وأردف بأنه “فقط الأغبياء والجهلة هم من أخذ كلام مجلس الأمن على محمل الجد، و(النصرة) تعمل بأوامر إيرانية عن طريق وسطاء عرب”.
ولفت العدوي إلى أنه “قد يكون هناك تدخل دولي خارج مجلس الأمن خلال الساعات القليلة القادمة، لردع الحملة على الغوطة”.

من جانبه أوضح الكاتب والسياسي “عمر إدلبي” في تصريح لبلدي نيوز، أنه “كان واضحاً منذ بداية المشاورات في مجلس الأمن، أن روسيا حريصة على عدم صدور قرار يهدد استمرار الهجمات العسكرية على غوطة دمشق”.
وأضاف “عمل الروس كل ما يستطيعون لتحويل نص المشروع من صيغة القرار إلى صيغة الطلب، وجرى حذف الفقرة الخاصة بتحديد مهلة ٧٢ ساعة لوقف العمليات العسكرية”.
ويرى إدلبي أن “رضوخ العالم للابتزاز الروسي، يدفع بوتين دائما للقيام بالمزيد من الأعمال التي تبدو أنها أقرب ما تكون للبلطجة السياسية والعسكرية على العالم أجمع”.
وأكد إدلبي أن “كل ما يصرح به الروس يؤكد أنهم لن يوقفوا قصف الغوطة إلا في حال تحقق أحد أمرين: إما هزيمتهم وحلفاءهم من قوات الأسد وميليشيات خامنئي على يد ثوار الغوطة، أو بتهجير مدنيي الغوطة واستسلام فصائلها”.
وشدد إدلبي على أن روسيا “صاحبة اليد الطولى في الشأن السوري، وتشكل خط الدفاع السياسي عن نظامي الأسد وإيران، والفاعل الأقوى عسكريا، وهي صاحبة السجل الأكبر في المجازر التي وقعت بحق السوريين خلال العامين الماضيين”.
وطالب إدلبي بأن “تركز المعارضة ووسائل إعلام الثورة بشكل دائم على دور روسيا العدواني ضد الشعب السوري، وأنها قوة احتلال وليست ضامنا أبدا، وهي من تقف وراء مأساة حلب”.
وفي الصدد؛ قال المحلل العسكري “محمد فايز الأسمر” لبلدي نيوز: “فقدنا القرار السياسي والعسكري، وما تشهده الغوطة هو نتاج التراجع في الأداء من قبل المعارضة، على المستويين العسكري والسياسي”.
وأوضح أن “لافروف” صرح بأنه عام القضاء على “النصرة”، وروسيا ستنتقل إلى حرف القتال بين المتحالفين اليوم من المعارضة “صقور الشام وأحرار الشام والزنكي” بعد الانتهاء من الغوطة، ويرى “الأسمر” إلى نجاح روسيا في جعل مناطق خفض التصعيد في زيادة مكاسب النظام الذي سيطر على مناطق واسعة، وهجر أهلها ونقل المعركة إلى ريف دمشق والآن الضغط على الغوطة بدواعي مختلفة.
وشكك “الأسمر” في صدقية روسيا بتعاطيها مع هدنة الغوطة؛ وقال “القرار الذي يستثني مناطق تواجد أفراد من (النصرة) مقابل موت آلاف البشر، هو قرار يحمل في مضمونه نقيضه، من خلال الاستثناء للإبقاء على القتل، فبعد مخاض سبعة أيام، ها هو بوتين حاكم سورية، يقر هدنة 5 ساعات، ويسمح بقتل السوريين باقي الساعات”.

المصدر: بلدي نيوز

مقالات ذات صلة

USA