حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، اليوم الثلاثاء، من أن تطبيق القانون رقم 10 الذي أصدره نظام بشار الأسد في أبريل/ نيسان الماضي بخصوص إثبات ملكية المنازل، من شأنه أن يؤدي إلى “الإخلاء القسري” للسوريين غير القادرين على تقديم الإثباتات.
واعتبرت “رايتس ووتش” أن القانون يؤثر في الواقع على حقوق الملكية ولا يقدم إجراءات محاكمة أو تعويض، ويصل حد الإخلاء القسري بحق المالكين ومصادرة أملاك من لا يملكون حقوق ملكية معترف بها، مشددةً على أن القانون يشكل عقبة كبيرة أمام عودة اللاجئين السوريين.
ونص القانون رقم 10 الذي أصدره الأسد في المادتين الخامسة والسادسة، على إجراء حصر للعقارات خلال مدة شهر فقط، وقيام أصحابها بالتصريح لأجهزة النظام عن حقوقهم وتقديم الوثائق والمستندات التي تُثبت أحقيتهم في العقارات.
وخلال السنوات السبع الماضية دمر نظام الأسد وحلفائه أجزاءً كبيرة من البنية التحتية للمدن التي خرجت عن سيطرتهم، وحالياً فإن سكاناً من هذه المناطق أصبحوا لاجئين ونازحين، فضلاً عن أن كثيرين منهم مطلوبون لفروع المخابرات.
ولن يكون بمقدور هؤلاء السوريين المطالبة بحقوقهم نظراً لوجودهم خارج سوريا من جهة، ولكونهم يخشون من الاعتقال من ناحية أخرى.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن القانون يتنافى مع معايير العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تتضمن “التشاور الحقيقي مع المتضررين؛ وإشعار كافٍ ومتوقع لجميع الأشخاص المتأثرين قبل الموعد المقرر للإخلاء”.
وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، لما فقيه “يُشكل القانون رقم 10 إضافة مقلقة إلى ترسانة الحكومة السورية من قوانين التخطيط العمراني التي استخدمتها في مصادرة الممتلكات، دون مراعاة الأصول القانونية أو التعويض”.
وأضافت “تتحمّل الدول والمانحون الذين يدعمون إعادة الإعمار في سوريا مسؤولية النظر في العقبات التي يفرضها هذا القانون على عودة ملايين النازحين واللاجئين السوريين”.
مخاوف خارج سوريا
لم تعد الخشية من تداعيات القانون رقم 10 مقتصرة على السوريين فحسب، بل وصلت إلى اللبنانيين أيضاً، حيث حذر وزير الدولة لشؤون النازحين في لبنان، معين المرعبي، بأن القانون سيكون له تأثير على لبنان نفسه.
وتحدث المرعبي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اللبنانية، الإثنين 21 مايو/ أيار الجاري، عن مخاطر القانون رقم 10 وقال إنه سيؤدي إلى مصادرة أملاك النازحين السوريين وبالتالي سيعقد عودتهم إلى بلادهم بمن فيهم الموجودون في لبنان، فضلاً عن “أنه يهدد الاستقرار في العالم”، وفق تعبيره.
وإلى جانب لبنان أثار القرار مخاوف ألمانيا أيضاً، التي يعيش فيها لاجئون سوريون، فقد طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل روسيا باستخدام نفوذها على نظام الأسد، للعمل على منع مصادرة حقوق اللاجئين الموجودة في سوريا.
وكانت ميركل قد بحثت في مايو/ أيار الماضي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لقاء استمر ساعة واحدة بمدينة سوتشي على البحر الأسود القانون رقم 10 الذي أصدره الأسد، ووصفت ميركل هذا المرسوم بأنه “سيكون عائقاً كبيراً للعودة” في إشارة إلى اللاجئين السوريين في ألمانيا.
المصدر: السورية نت