سأحاول وبإيجاز سريع شرح أسباب وجذور صراعنا كسوريين بشكل عام والكرد بشكل خاص مع حزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح الإرهاب.
صحيح بأن صراعنا مع حزب العمال الكردستاني وأذرعه السياسية والعسكرية بلغ أشده بعد الثورة السورية أولا بسبب وقوف هذا الحزب الى جانب النظام ومعاداة الثورة وثانيا الاستيلاء على المناطق ذات الغالبية الكردية بالقوة وبموجب عمليات استلام وتسليم مشبوهة بينهم وبين النظام لابعاد الكرد السوريين عن الثورة وقواها بالقوة بل والعمل بالتنسيق مع النظام على محاربة الثورة وقواها سياسيا وعسكريا، أما جذور هذا الصراع بيننا سواء كمستقلين كرد سوريين أو بين الحركة الوطنية الكردية في سوريا فهي قديمة جدا وهي ليست وليدة الثورة وبدأت فعليا مع بدأ لجوء كوادر قيادات العمال الكردستاني ومعها العديد من الاحزاب التركية الى سوريا إبان الانقلاب الذي حصل في تركيا لعام ١٩٨٠ حيث رفضت وقتها كافة الأحزاب الكردية في سوريا الاتفاق الأمني الذي جرى بين النظام وقيادات العمال الكردستاني وعلى رأسهم عبدالله أوجلان بخلاف باقي الأحزاب التركية والتي رفضت بغالبيتها أي اتفاق أمني مع نظام الأسد مما اضطرت لاحقا للهرب الى أوربا وهذا الاتفاق الذي دعم بموجبه نظام الأسد العمال الكردستاني بالمال والسلاح وفتح له معسكرات تدريب سواء في سوريا أو لبنان المحتلة من قبلهم آنذاك بسبب الصراع على مياه الفرات وردا على الدعم المفترض الذي تقدمه تركيا لجمعة الاخوان المسلمين المناهضة لنظام الأسد بالمقابل صرح أوجلان بأنه لاوجود لقضية كردية في سوريا وبأن كرد سوريا هم مجموعة من اللاجئين سرعان ما سيعيدهم الى كردستان تركيا بعد تحريرها وبأن كردستان الأم هي تركيا .
بالاضافة الى أن المقبور حافظ الأسد فرض عليهم محاربة أحزاب إقليم كردستان العراق وخاصة الديمقراطي الكردستاني من جهة أخرى كافة الاحزاب الكردية في سوريا كانت ترفض تدخل العمال الكردستاني في الشؤون الداخلية لكرد سوريا وخصوصا عمليات التجنيد الواسعة التي يقوم بها هذا الحزب بالتنسيق مع مخابرات النظام لجعل الكرد السوريين وقودا لخزانات حزب العمال الكردستاني الإرهابي الدموية في معركة لاوطنية ليس لهم فيها لا ناقة ولاجمل ليس هذا فحسب بل كانت جميع الاحزاب الكردية في سوريا والشخصيات الوطنية تدين تدخل العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق والذي طالما كان يخدم أجندة الأنظمة التي تغتصب حقوق الكرد بالاضافة الى أن موقف كافة الأحزاب الكردية من الصراع المسلح في تركيا كان موقفا سياسيا عقلانيا فهي كانت ترفض ما يسمى بالكفاح المسلح وتدعو الى الحوار والنضال السلمي وجميع هذه الأحزاب كانت تقول بأن ساحة العمال الكردستاني هي تركيا فقط وليست ايران أو العراق أو سوريا .
لهذا ياسادة فصراعنا مع هذا الحزب المصنف على لوائح الارهاب هو صراع وطني قديم مع جهة غير وطنية وله أسبابه ومبرراته المشروعة والموضوعية وهو صراع من أجل سوريا حرة مستقلة دولة المواطنة والحق والقانون وعلى الإطلاق هو ليس حاجة إقليمية أو دولية بل هو صراع وطني يرتقي الى درجة تلاقي المصالح وتبادلها مع الحلفاء الأتراك.