إدارة ترامب ماضية في تطوير حلف سياسي عسكري بين عدد من الدول العربية، من خلال ما يسمى تلبيسا باتفاقيات السلام. العنوان مضلل لأن الاتفاقيات لا تتعاطى مع المشكلات الحقيقية في المنطقة. الاتفاقيات تتجاهل مشكلة هيمنة اسرائيل الكاملة على المجتمع الفلسطيني الذي يزداد تأزما يوما بعد يوم، كما تتجاهل الحراك السياسي في المنطقة الذي يساهم في تكريس الاستبداد وفساد السلطة في الدول العربية، والذي يهدد بالانهيار الكامل للدول والمنظومة العربية، كما يحدث في العراق وسورية ولبنان، والذي تلعب إسرائيل فيه دورا محوريا. ما يجري هو امر معاكس تماما للوصول إلى سلام وتجاوز المشكلات. فالاتفاقيات الجديدة تدفع النظام السياسي الإقليمي إلى مرحلة جديدة من التناقض والتخبط يهدد بانهيار كامل المنظومة العربية. التحالف العربي الإسرائيلي الذي يتشكل منذ سنتين تحت إشراف إدارة ترامب لا يصب في دائرة تعزيز حقوق الإنسان في منطقة المشرق، بل إلى مزيد من الدمار في المنطقة. لا شك أن سياسات إيران تشكل خطرا كبيرا على دول المنطقة العربية، ولكن التعاطي مع هذا التحدي يتطلب دعم القوى الوطنية الضرورية لكسب المعركة ضد من يتغذى على التناقضات العربية، بدلا من زيادة حجم التناقض من خلال الدخول مع عدو لا زال يرى العالم العربي من خلال معادلة صفرية زائفة تقتضي أن يؤدي تحرر الشعوب العربية وتطورها إلى ضياع حقوق الشعب اليهودي وتراجعه.الدكتور لؤي صافي