(الجنوبية)
تواصل إيران تطبيق اجندتها التوسعية في كل من سوريا والعراق واليمن والبحرين لتحقيق احلامها باستعادة الامبراطورية الفارسية، من خلال أذرعها في المنطقة، وعلى رأسها حزب الله اللبناني على حساب أرواح الألاف وتهجير الملايين والنهب ثروات البلاد العربية. ولا يخفى على أحد الدور الأساسي الذي يلعبه “حزب الله” في العراق، اذ يرتبط أمينه العام بعلاقات متينة مع زعماء شيعة العراق وعلى رأسهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعماء الحشد الشعبي ، ولا يبخل الحزب بتوجيهاته للساسة العراقيين الشيعة، إلى جانب قتاله خلف راياتهم. وبظهر ان ليس فقط لبنان من يعاني بسبب حزب الله” في ازمات اقتصادية ومعيشية، اذ يعاني العراق أزمة مالية كارثية دفعته لطلب مساعدات مالية عربية وغربية، اضافة الى عجزه عن سداد رواتب الموظفين و تأمينها بالأحرى خلال الأشهر القادمة. 19 مليار دولار من اموال العراق بحوزة “حزب الله” وفي هذا السياق، تم الكشف فضيحة ضخمة، تتمثل بوثائق ومستندات تثبت استيلاء حزب الله في لبنان على أموال عراقية نقدا، تصل قيمتها إلى نحو 19 مليار دولار، توصل محقق الفساد، ستيوارت دبليو باون، والذي تم تعيينه عام 2004 من قبل الامم المتحدة للعمل كمفتش خاص للتحقيق في الفساد وهدر الأموال في العراق. هذه الوثائق تؤكد تهريب ما بين 1.2-1.6 مليار دولار نقدا الى لبنان، والقيمة هى التي توصل الى توثيقها من مجمل الأموال تصل إلى نحو 19 مليار دولار تم إرسالها إلى لبنان وتسلمها حزب الله، وذلك بحسب “موقع “بغداد بوست”. وقد جرى التكتم على الأمر، ولا تزال مليارات الدولارات العراقية، تصل إلى نحو 14 مليار في خزانة حزب نصر الله في سردابه بجنوب لبنان، وحسب التقرير فقد توصل “باون” الى مكان المخبأ ذاته.
وكان قد خرج السياسي العراقي، مثال الألوسي رئيس حزب الأمة العراقي ليقول علنا، إن هناك أموالا عراقية تصل الى نحو 300-500 مليون دولار معبأة وموجودة نقدا لدى حزب الله، وعلى نصر الله أن يعيدها إلى العراق فهو بأمسّ الحاجة إليها الآن. لكن يبدو أن معلومات مثال الألوسي، كانت تتوقف عند قيمة الذهب، الذي تم نقله إلى لبنان عام 2004 وعبر القوى السياسية الشيعية الموالية إلى إيران في هذا الوقت. ووفق باون الذي حقق ايضا في تبديد الأموال المرسلة من الولايات المتحدة الأمريكية الى العراق عام 2004 وطوال عام ونصف، فقد ضاعت جهوده سنوات دون ان يتوصل الى شيء الى أن عثر مكتبه على وثائق وأدلة دامغة وأوراق، تؤكد نقل ما لايقل عن 1.6 مليار دولار إلى لبنان وتسليمهم لنصر الله، وعلم أن أموالا اضافية بالمليارات نقلت أيضا الى لبنان، لكن ما استطاع إثباته قانونيا وبوثائق موجودة لديه حتى اللحظة، هو تهريب مبلغ 1.6 مليار دولار. الفضيحة فجرتها “نيويورك تايمز” قبل 6 سنوات فالعراق اليوم، على شفا إفلاس مالي والخزانة خاوية على حد اعتراف رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، والعراق أحق بأمواله الموجودة لدى حزب الله. والفضيحة متورط فيها بحسب “نيويورك تايمز” كل رموز الفساد في العراق نوري المالكي وإبراهيم الجعفري وكل الطغمة الفاسدة الحاكمة التي كانت موجودة أنذاك. تفاصيل عملية النهب وبالنص، فلم يمض وقت طويل على هزيمة القوات الأمريكية لصدام حسين في عام 2003، حتى بدأت قوافل الشاحنات تصل إلى قاعدة أندروز الجوية خارج واشنطن بشكل منتظم، لتفريغ حمولة غير عادية من الأموال. وقد تم تحميل الأموال المسحوبة من حسابات الحكومة العراقية المحتجزة في الولايات المتحدة الامريكية على طائرات النقل من طراز C-17 المتجهة إلى بغداد ، حيث كانت إدارة بوش الابن تأمل أنذاك، في أن توفر ضخًا ماليًا سريعًا للحكومة العراقية الجديدة والاقتصاد المضطرب في البلاد. ووفق “نيويورك تايمز” والتحقيق الذي لا يزال منشورا بلغته الأصلية، فعلى مدى عام ونصف، تم إرسال من 12 مليار إلى 14 مليار دولار للعراق في هذا الجسر الجوي ، وتم إرسال 5 مليارات دولار إضافية عن طريق التحويل الإلكتروني. لكن ماذا حدث بعدها؟ وأين أنفقت الأموال أو بالأحرى أين ذهبت ولم يبد أي أثر لها في العراق؟ فما حدث لتلك الأموال بعد وصولها إلى بغداد، أصبح أحد الأسئلة العديدة التي لم يتم الرد عليها، وظلت سنوات طويلة وكان الفساد في العراق ولا يزال متفشياً. وتواصل، “نيويورك تايمز” القول ان العثور على الإجابة اصبح في البداية هو الوظيفة، ثم اصبح هاجس ستيوارت دبليو باون الابن ،الذي تم تعيينه عام 2004 للعمل كمفتش عام خاص للتحقيق في الفساد والتبديد في العراق. قبل إغلاق مكتبه عام 2013. ولسنوات لم يكن “باون” قادرًا على ملاحقة المليارات وأين تم انفاقها حتى توصل محققوه الى سبق جنائي، بعدما اكتشفوا سرقة 1.2 مليار إلى 1.6 مليار دولار ونقلها إلى مخبأ في ريف لبنان الجنوبي لحفظها. قال باون: لا أعرف كيف وصلت الأموال إلى لبنان. لو كنت أعلم ذلك ، لكنا حققنا المزيد من التقدم في القضية. مخبأ النقود في لبنان واحتفظ السيد باون، بالاكتشاف والتحقيق الذي أجراه في المخبأ المملوء بالنقود في لبنان، والذي كان مكتبه يُطلق عليه اسم Brick Tracker، سرًا. وقال لقد تم سحب مليارات الدولارات من العراق على مدى السنوات العشر الماضية بشكل غير قانوني”. “في هذا التحقيق ، اعتقدنا أننا كنا على الطريق الصحيح بالنسبة لبعض تلك الأموال المفقودة. من المخيب للآمال لي شخصياً أننا لم نتمكن من إغلاق هذه القضية لأسباب خارجة عن سيطرتنا “. وواصل، إنه محبط بنفس القدر من أن إدارة بوش ، التي لم تحقق قط في تقارير تفيد باختفاء مبالغ ضخمة من المال، وأنه بعد أن اكتشف محققوه المخبأ، لم تتابع إدارة أوباما هذا التقدم أيضًا. وقال باون إن محققيه أطلعوا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. و F.B.I. على ما وجدوه. ويلمح باون، لاسباب سياسية منعت التقدم في التحقيقات، اذ أنه يعتقد أن أحد الأسباب التي دعت المسؤولين الأمريكيين لعدم ملاحقتها او لعدم الانتباه الى تقاريره حول اختفاء هذه المليارات “لأنها أموال عراقية سرقها العراقيون وأرسلوها الى نصر الله في جنوب لبنان. الحكومة العراقية لم تحاول استرداد الأموال المقزز أن الحكومة العراقية، لم تحاول استرداد الأموال ، واحتفظت بمعلومات عن سر المخبأ اللبناني. وقال “باون” إنه تحدث إلى رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن الأموال المفقودة واكتشافه للمخبأ، وأن المالكي لم يتخذ أي إجراء على الإطلاق، معربًا عن غضبه من الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الأموال التي تم نقلها جواً!! وأضاف، إن التحقيق الأكثر حساسية لمكتبه، بريك تراكر، بدأ في عام 2010 عندما تلقى وائل الزين، وهو أمريكي لبناني في مكتبه، معلومات حول الأموال المسروقة المخبأة في لبنان. اذ أخبره أحد المخبرين عن المخبأ، الذي يُعتقد أنه، بالإضافة إلى النقد، يحتفظ بحوالي 200 مليون دولار من الذهب تعود للحكومة العراقية أيضا!