• الإثنين , 23 ديسمبر 2024

من هو الحاج كميل مهندس السياسة العسكرية لإيران في شرق سوريا؟

النهار العربي

لفت “الحاج كميل مصطفاوي”، الإيراني الجنسية، والذي يتولى حالياً منصب القائد العام لـ”لحرس الثوري” الإيراني في المنطقة الشرقية من سوريا، الأنظار إليه كونه لا يمارس طقوس التمويه والاختباء التي يحرص عليها معظم الضباط الإيرانيين العاملين في الساحة السورية، فهو لا يخشى من الظهور علناً في الاحتفالات والمناسبات العامة، كما أنه يتنقل باستمرار بين المواقع والمقار التابعة للميليشيات الإيرانية والمكاتب الحكومية السورية من دون أن تتسم تحركاته وتنقلاته بالسرية والتكتم اللتين أصبحتا سمتين مشتركتين تطغى على تحركات زملائه الإيرانيين في المنطقة باعتبارهما من دواعي الأمن الشخصي وكذلك من ضرورات إبراز النفوذ والأهمية.

أول منصب تسلمه الحاج كميل كان مدير المركز الثقافي الإيراني في دير الزور وهو يمثل موقعاً فكرياً وإيديولوجياً لترسيخ النفوذ الإيراني.

وفي عام 2020 أثناء توليه هذا المنصب تم استدعاؤه من قيادة “الحرس الثوري” الإيراني في طهران لإجراء دورة قيادية، وبعد عودته إلى سوريا بأيام تم اكتشاف إصابته بفيروس كورونا حيث خضع للحجر الصحي، لكن عوارض الفيروس أنهكته لدرجة تم نقله بمروحية من دير الزور إلى دمشق من أجل إخضاعه لعلاج مكثف.

وكانت هذه المرة الثانية التي يصاب فيها الحاج كميل بكورونا حيث سجل الشهر الرابع من العام نفسه تعرضه لضيق بالصدر وصعوبات بالتنفس.ولفتت مصادر سورية معارضة في حينه الى أن “الحرس الثوري” الإيراني نقل “الحاج كميل” إلى المستشفى العسكري بمدينة دير الزور، حيث خضع هناك لفحص الكورونا، وبعدها تم نقله إلى إيران، ليعود إلى المدينة عقب تعافيه.

بعد ذلك، تولى الحاج كميل منصب المسؤول الأمني لـ”لحرس الثوري” الإيراني في مدينة الميادين، ثم جرى استحداث منصب خاص به وهو مسؤول العلاقات العامة والذاتية ونائباً لـ”الحاج عسكر” عن منطقة البوكمال وريفها ومنسقاً عاماً لـ”الحرس الثوري” بين البوكمال والعراق. ويُعد هذا المنصب جديداً في الشرق السوري، مع العلم أن مصطفاوي شغل العام الماضي منصب القائد الإداري والمنسق العام لـ”الحرس الثوري”، وكانت مهمته تنحصر في المجالات الإدارية مثل الذاتية ومكتب شؤون القتلى والمراكز الثقافية والمشاريع الإعمارية، قبل أن يُعفى من منصبه مدة شهرين لإصابته بكورونا، لكنه عاد عقب شفائه.

يُشار في هذا الإطار، إلى أن مصطفاوي بعد عودته لمنصبه، حرص على أن يكون أول نشاطه إحياء ذكرى سيطرة إيران وميليشياتها على البوكمال، حيث أقام احتفالاً كبيراً وسط المدينة في حضور جماهيري وعسكري وقيادات إيرانية وعراقية، إضافة إلى شخصيات محلية موالية لطهران.

استمر الحاج كميل في منصبه المستحدث حتى شهر آذار (مارس) الماضي حيث أصدر القائد العام لـ”لحرس الثوري” الإيراني في سوريا، الحاج مهدي، قراراً قضى بتعيين الحاج كميل في منصب المسؤول الأمني لـ”لحرس الثوري” الإيراني في المنطقة الشرقية وهو يعادل منصب القائد العسكري العام للمنطقة.

ويعرف عن الحاج كميل أنه كان من الضباط الإيرانيين المقربين من الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته طائرات أميركية على مشارف مطار بغداد مطلع عام 2020، وشارك كميل مع سليماني في عدد كبير من المعارك التي خاضتها القوات الإيرانية في سوريا وأهمها معركة السيطرة على مدينة الميادين عام 2017 الأمر الذي منحه لاحقاً مؤهلات كثيرة للتدرج في المناصب القيادية وصولاً إلى منصبه الحالي كقائد عام لـ”الحرس الثوري” الإيراني في عموم المنطقة الشرقية من سوريا، والتي تشمل مناطق انتشار القوات الإيرانية في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.

وبعد تسلّم منصبه، تحدثت مصادر سورية معارضة عن قيامه بشراء فيلا سكنية في حي فيلات البلدية في دير الزور بمبلغ 260 مليون ليرة سورية.وقد دفع ذلك بعض المواقع الإلكترونية المحلية في سوريا إلى متابعة نشاط الحاج كميل والبحث عن معلومات وافية حول الأدوار التي يقوم بها.

وذكر موقع “عين الفرات” في تقرير مرئي أن “الحاج كميل عُين قائداً عاماً لميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني بالمنطقة الشرقية في شهر آذار (مارس) من 2022، بعد قيام ساسة طهران بترقية الحاج مهدي لمنصب المشرف العام على الميليشيات الإيرانية في سوريا، حيث يقيم حالياً في حي فيلات البلدية بعد شرائه فيلا بأكثر من 260 مليون ليرة سورية. وأضاف الموقع أن “الحاج كميل الإيراني يرتبط بعلاقات وثيقة مع رؤساء الأفرع الأمنية وقادة القطعات العسكرية بدير الزور لتسهيل عمليات الميليشيات الإيرانية وتنفيذ أجندتها بغطاء من قوات النظام، كما يرتبط بعلاقات جيدة مع أمين فرع حزب البعث رائد الغضبان للحصول على امتيازات ضمن مؤسسات النظام المدنية”. ومن أهم الأدوار التي يقوم بها منذ توليه المنصب الجديد، هي: يشغل منصب المشرف العام على مقر كلية التربية في شارع بور سعيد شرق دير الزور أو ما يسمى مركز نصر الإيراني الذي تم تحويله إلى مركز قيادة للميليشيات الإيرانية حيث يضم ديوان المالية والذاتية والتسليح وغيرها من الدواوين الخاصة بالميليشيات، ويُمنع دخول المدنيين أو عناصر قوات النظام إليها.

كذلك يشرف الحاج كميل بشكل مباشر على مقر كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ومركز التنمية الريفية المحاذي للكلية في حي هرابش بأطراف مدينة دير الزور من الجهة الشرقية، والتي حوّلها “الحرس الثوري” إلى مقرات ومستودعات عسكرية للميليشيات الإيرانية رافضاً تسليمها لنظام الأسد لإعادتها إلى الخدمة مجدداً. وبعد تسلم الحاج كميل قيادة المنطقة الشرقية قام بعقد اجتماعٍ مهم وعاجلٍ مع قادة الميليشيات الإيرانية في الميادين والبوكمال وعياش، وأمر بنشر صواريخ إيرانية الصنع منها صواريخ متوسطة المدى وشديدة الانفجار حيث تم توجيهها إلى منطقة شرق الفرات من دون معرف الغاية من هذا التصعيد.

كذلك تشهد مدينة دير الزور منذ تولي الحاج كميل منصبه الجديد إلى جانب مدينتي البوكمال والميادين في الريف الشرقي تحركات غير اعتيادية من قبل الميليشيات الإيرانية، منها إدخال شحنات صواريخ حديثة وطائرات مسيّرة للمنطقة.

إضافة إلى استقدام عناصر أكثر ولاءً لـ”الحرس الثوري” الإيراني من محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص ومدينتي نبل والزهراء شمال حلب بهدف تسليمهم مناصب مهمة وحساسة بدلاً من العناصر المحليين وذلك بإشراف “حزب الله” اللبناني.

كذلك تشهد مدينة دير الزور حركة بيع وشراء للعقارات المدمرة والمهدمة من قبل أذرع إيرانية يديرها الحاج كميل بهدف السيطرة على سوق العقارات والتغلغل أكثر في المجتمع الديري.

مقالات ذات صلة

USA