أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى وجود خلاف بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبين حلفاء الولايات المتحدة حيث بدا ذلك واضحاً بعد أن قال مسؤول عسكري بريطاني إنه لا يرى وجود خطر متزايد صادر من إيران أو من الميليشيات المتحالفة معها في العراق وسوريا وذلك أثناء لقاء جمعه مع الصحفيين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
ردت القيادة المركزية للولايات المتحدة بحدة، مصدرة توبيخاً غير عادي قائلة في بيان لها إن تصريحات المسؤول البريطاني، الجنرال كريس غيكا، نائب قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال داعش “يتعارض مع التهديدات الموثقة التي تم الكشف عنها، من خلال استخبارات الولايات المتحدة وحلفائها، والمتعلقة بالقوات المدعومة من إيران في المنطقة”.
وكان غيكا قد قال “نحن ندرك وجودهم” في إشارة منه للميليشيات الموالية لإيران “ولكن لا يوجد تهديد متزايد من القوات المدعومة من إيران في العراق أو سوريا”.
وسحب مسؤولو الدفاع في إسبانيا، يوم الثلاثاء، فرقة عسكرية كانت جزءاً من مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية المتجهة للخليج العربي، بسبب رغبتهم بتجنب أي صراع قادم مع إيران.
الهدف بدء صراع مسلح مع إيران
وقال مسؤول استخباراتي، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن المعلومات الاستخباراتية الجديدة عن زيادة التهديد الإيراني تعتبر “صغيرة” ولا تستحق التخطيط العسكري الذي يقوده مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون.
وقال إن هدف إدارة ترامب، بعد حملة العقوبات الاقتصادية التي دخلت العام، جر إيران إلى صراع مسلح مع الولايات المتحدة.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي من أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات على طهران، وطالبت حلفاءها بالاختيار بين النفط الإيراني وممارسة الأعمال التجارية في السوق الأمريكية، وأعلنت الحرس الثوري منظمة إرهابية.
ودعت فيديريكا موغيريني، مديرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى “أقصى درجات ضبط النفس” بعد أن اجتمعت مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بروكسل.
ويقول العديد من المسؤولين الأوروبيين إن بومبيو وبولتون يدفعان ترامب إلى خطوات من شأنها وضع الولايات المتحدة في صراع مع إيران حتى قبل أن يدرك ترامب ذلك.
الامتناع عن تحديد الخطوط الحمراء
ومع كل الانتقادات الموجهة لإدارة ترامب، يتفق الجميع على “سلوك إيران الخبيث” سواء في اليمن وسوريا أو في الأراضي الفلسطينية.
ويعتبر وزير الدفاع بالوكالة، باتريك شهانهان، أكثر قبولاً بمطالب بولتون مقارنة مع سلفة جيم ماتيس الذي رفض طلب بولتون بوضع خيارات عسكرية تستهدف إيران بعد أن قامت ميليشيات شيعية باستهداف أراضي السفارة الأمريكية في بغداد.
وما يزيد احتمال نشوب صراع، تحذير إدارة ترامب من التوسعات الإيرانية، دون رسم خطوط حمراء محددة. وفي بيان صدر هذا الشهر، قال بولتون مصطلحات غامضة منها “مؤشرات وتحذيرات مقلقة ومتزايدة” مشيراً إلى إمكانية حدوث صراع عسكري بناء عليها دون توضيح ما هي على وجه الدقة.
وقال “أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو على مصالح حلفائنا سيواجه بقوة لا هوادة فيها” وحذر من أن الإدارة “على أهبة الاستعداد للرد على أي هجوم” من قبل الجيش الإيراني أو وكلائه.
ويعد ذلك تفسير واسعاً جداً من قبل الإدارة الأمريكية وهذا يترك الباب مفتوحاً أمام الولايات المتحدة للرد على إيران عسكرياً عندما يتصرف أي حليف تابع لها في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن.
المصدر: أورينت نيوز