• الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024

هل يدخل النظام السوري على خط المباحثات الكردية من بوابة «منصة موسكو»؟

أنطاكيا – «القدس العربي»: طرحت المذكرة التي توصل إليها مجلس سوريا الديمقراطية «مسد» وحزب «الإرادة الشعبية» المدعوم روسياً والممثل في «منصة موسكو» للمعارضة السورية، حول مبادئ الحل الشامل للأزمة السورية، في موسكو قبل أيام، طرحت تساؤلات عن تأثيرها على المباحثات بين «حزب الاتحاد الديمقراطي» و»المجلس الوطني الكردي» برعاية أمريكية.ورأت المذكرة أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة السورية، وهو الحل الذي يستند إلى سيادة شعبها بكل مكوناته وحقه في تقرير مصيره بنفسه، عبر الحوار، مؤكدة دعم العمل على تنفيذ القرار الأممي 2254 كاملاً بما في ذلك تنفيذ بيان جنيف وضم منصات المعارضة الأخرى إلى العملية السياسية السورية، بما في ذلك «مسد». وتباينت آراء المراقبين حول تأثير المذكرة على مسار المباحثات الكردية – الكردية، بين قسم يرى أنها ستدفع بالمباحثات الكردية قدماً، نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط «المجلس الوطني الكردي» بموسكو، وآخر يرى خلاف ذلك، نظراً للحساسية الروسية – الأمريكية. ونقلت مصادر إعلامية كردية عن رئيس «المجلس الوطني الكردي» سعود الملا، حديثه عن صعوبات تعرقل إبرام اتفاق سياسي بين المجلس و»الاتحاد الديمقراطي». وأضاف الملا، أن ما يجري يعمق الشكوك بشأن المباحثات الكردية المستمرة منذ 6 أشهر، والتي انتقلت للمرحلة الثانية الأشد تعقيداً، متهماً جهات كردية بالسعي إلى عرقلة التوصل إلى شراكة سياسية بين الأطراف الكردية.من جانبه، رجح رئيس «رابطة المستقلين الكرد السوريين» عبد العزيز التمّو، أن تنعكس المذكرة التي وقعها مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» مع حزب «الإرادة الشعبية» المدعوم روسياً، إيجاباً على المباحثات الكردية، الهادفة إلى إنهاء الخلاف بين أقطاب السياسة الكردية السورية.وقال التمو في حديثه لـ»القدس العربي» إن المذكرة التي جاءت بدفع روسي، ستجعل المباحثات الكردية أكثر سهولة، نظراً لعلاقة موسكو الجيدة مع «المجلس الوطني الكردي» والأرجح أن الأخير متجه لتوقيع اتفاقية المصالحة مع «الاتحاد الديمقراطي» في القريب.في المقابل، يشير عدد من المراقبين، إلى احتمالية دخول النظام السوري على خط المباحثات الكردية، آخذين بعين الاعتبار العلاقة القوية التي تربط النظام السوري بقدري جميل، رئيس حزب «الإرادة الشعبية». وفي رده على ذلك، قال التمّو: «الاتحاد الديمقراطي، يبحث حالياً عن أي اتفاق يثبت مشروعيته السياسية، والاتفاق مع «المجلس الوطني الكردي» يؤمن للأول شرعية التواجد على مناطق شمال شرقي سوريا، والحال ذاته ينطبق على المذكرة الأخيرة، إذ أعطت روسيا أيضاً الشرعية السياسية له». وأوضح رئيس «رابطة المستقلين الكرد السوريين» أن المذكرة والمباحثات، أعطت لـ»الاتحاد الديمقراطي» أكثر ما يتمنى، وقال: «اليوم يبدو «الاتحاد الديمقراطي» وكأنه حزب سوري يوقع على مذكرات مع طرف سوري هنا، ويجري مباحثات مع مجلس يمثل جزءاً من أكراد سوريا، في حين أن الحزب المدرج على لوائح الإرهاب العالمية، وتقوده شخصيات غير سورية قادمة من جبال «قنديل» شمال العراق، وليس لديه أي أجندات وطنية سورية».لكن، عضو الائتلاف السوري، عن «المجلس الوطني الكردي» شلال كدو، قلّل من تأثير المذكرة التي وقعتها «مسد» مع حزب «الإرادة الشعبية» وقال لـ»القدس العربي»: «لم نصدر في المجلس أي تعقيب على المذكرة، لكننا نعلم أن العلاقة بين مسد وحزب الإرادة الشعبية، بقيادة قدري جميل، علاقة قوية وقديمة». وأضاف، «لم تكن المذكرة مفاجئة لنا، ويبدو أن الجانب الروسي يعمل دعاية كبيرة لهذه المذكرة، وتحديداً في دمشق، خلال زيارة الوفد الروسي الأخيرة».وحول آخر ما تم التوصل إليه في المفاوضات الكردية، قال كدو: «باستطاعتنا القول بأن أداء «الاتحاد الديمقراطي» ليس بالأداء المطلوب، فهو يضع العديد من العراقيل، لكن هناك تعويل كبير على الثقل الأمريكي». وتابع قوله: «نعتقد أنه لولا وجود الولايات المتحدة، وإصرارها على ترتيب البيت الداخلي الكردي، لما وصلنا إلى ما نحن عليه».وكانت الجولة الأولى من المفاوضات الكردية – الكردية التي انطلقت في نيسان/أبريل الماضي، بدعم أميركي وفرنسي، أفضت إلى التوصل إلى رؤية سياسية حول خمس نقاط سياسية حسب إعلان أطراف الحوار من المباحثات الكردية-الكردية، ومن ثم بدأت المرحلة الثانية في حزيران/يونيو الماضي، بحضور زعيم «قسد» مظلوم عبدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بالإضافة إلى ممثلين عن «المجلس الوطني».

مقالات ذات صلة

USA