• الأحد , 24 نوفمبر 2024

أيديولوجية “قسد” و”تحرير الشام”.. هل تقبل تغييراً حقيقياً؟

عائشة صبري – آرام: تختلف قراءة السياسيين السوريين حول طرد قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي، للقيادي في حزب العمال الكردستاني “PKK”صبري أوك، من سوريا بدعم من القوات الأمريكية شرقي البلاد. وفي الشمال بمحافظة إدلب، نشب نزاع بين هيئة تحرير الشام وما عُرف بغرفة عمليات ” فاثبتوا” التي تضم تشكيلات منشقة عن الهيئة عقب تفاهمات ملحق “سوتشي” بين الروس والأتراك والدوريات المشتركة على طريق “M4”. السياسيون أعربوا في تصريحات لشبكة “آرام” عن قلقهم من عمل هذه التنظيمات بمبدأ (التقية) المعروف عند الشيعة، عبر تصرُّفات شكلية، فهل يمكن لهذه التنظيمات إجراء تغيير حقيقي في أيديولوجيتها وإنهاء مشاريعها العابرة للحدود؟ السياسي المعارض لنظام الأسد سمير نشار، قال: “إنَّ طرد العناصر الغير سورية من صفوف قسد هي خطوة إيجابية، ولها دلالتها السياسية الهامة، وكذلك الأمر مع مكونات هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب”. في حين، أشار رئيس مجلس إدارة “رابطة المستقلين الكرد”، عبد العزيز التمو، إلى أنَّ طرد رئيس الاستخبارات “صبري”، يأتي ضمن سياسية يتبعها “الكردستاني” لضمان استمرار قيادة قنديل، لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، والذي كان الحاكم الفعلي لجمهورية أوجلان منذ ٢٠١٣ حتى الشهر الثالث من ٢٠٢٠. ويضيف “تم استبداله بالكردي باهوز أردال (قائد قوات حماية الوطن في الحزب) من مدينة المالكية بالحسكة، واسمه الحقيقي فهمان حسين، حيث استلم محله في الشؤون المخابراتية في رميلان مصطفى بايق، فيما أصبح أردال الحاكم لجمهورية أوجلان ومقر إقامته في مدينة الرقة”. اقرأ: ميليشيا “قسد” تختطف فتاة قاصر بريف حلب بهدف تجنيدها ويلفت إلى أنَّ القيادي السابق ومدير الإعلام بالحزب “هوشنك أوسي”، نشر خبر الطرد لتلميع صورة “عبدي”. “نشار” رأى أنَّ هذه التنظيمات سواء “هيئة تحرير الشام” أو “قسد”، يُمكن أن تتحوّل نحو “أجندة سورية”، بعد قطع تواصلها مع الخارج، تحت الضغط الدولي، سواء كان سياسيًا أو عسكريًا من قبل جهات فاعلة، وضغط من داخلها السوري، وذلك نظرًا لكون قواعدها من أكثرية سورية. وأضاف “التحوُّل يجري في أيديولوجيتها أيضًا، نظرًا لوصولها إلى أفق مسدود، وهذا ما يمكن ملاحظته بالتحوّلات التي تجري في قسد أو تحرير الشام في المرحلة الحالية”، لافتًا إلى أنَّ “القضية بمجملها خاضعة للاختبار حاليًا”. المحاولات ستفشل وأكد “التمو أنَّ قاعدة هذه التنظيمات أكثرهم من الشباب المُغرر بهم، لكن القيادة من الصعب جدًا فكّ ارتباطها بالتنظيم الأم، كونها تعمل وفق مقررات الأصل. وضرب مثالًا على ذلك، مجلس الإدارة في الـ(PYD) والمؤلف من ٣٠ شخصًا، أغلبهم أعضاء لجنة مركزية في الـ(PKK)، وأقل شخص منهم “أمضى نحو ٢٥ سنة في القتال بجبال قنديل العراقية والداخل التركي”. وأردف، “كذلك الأمر في مجلس شورى تحرير الشام، المكوّن من ١٨ شخصًا أغلبهم ممن ذهب للقتال في العراق وأفغانستان، وهم مبايعون لأمير القاعدة أيمن الظواهري”، مشددًا أنَّه “لا يُمكن تغيير ما في عقولهم”. وشدَّد على أنَّ “كلّ هذه المحاولات ستفشل، لأنَّ هذه التنظيمات تشابكها مع الأصول مُعقّد جدًا وتعرف كيف تناور وتتحايل على الضغوطات، وأصبحت هذه الأمور مكشوفة لدى التنظيمات الأم”. ولفت “التمو” إلى أن الأمريكان منذ عام ٢٠١٦ يعملون على فك ارتباط الـ(PYD) من الـ(PKK) لكن بوجود هذه الوجوه التي أمضت عشرات السنين في جبال قنديل فشلت المحاولات الأمريكية، واعتقد أنَّه لن تنجح أية محاولات لفك الارتباط من “الكردستاني”، ولا “الهيئة” من تنظيم القاعدة”. محاولات ضغط بدوره، أكد “نشار”، أنَّ هيئة تحرير الشام تخضع حاليًا لضغط تركي لدمجها مع الجبهة الوطنية للتحرير، من أجل ذوبانهما معًا في جسم عسكري واحد يخضع للاعتبارات التركية أولًا، ويخدم الحل السياسي ثانيًا. وتابع “قسد تخضع حاليًّا لضغط أمريكي، لقطع روابطها مع الكردستاني الذي يُعدّ منظمة إرهابية، وتركيا بالنسبة لأمريكا أهم من قسد، وبالتالي سوف تتخلى أنقرة عن محاربة الـ(PYD) إذا أصبحت منظمة سورية وطنية وتعمل وفق أجندة سورية، وهذا يخدم مصلحة أمريكية أولًا وسورية ثانيًّا”. وأشار إلى أنَّ “تحرير الشام” و”قسد”، ليس لديهما خيارات لتحقيق أجنداتهما، وهما محكومتان بالنفوذين التركي والأمريكي، ولا يوجد خيار سوى الانسياق وراء الحل السياسي الذي تفرضه الدول الفاعلة بالملف السوري، “حيث هذا ما أكده التمو حول انتظار الحل السياسي”. وأوضح أنَّ تركيا نجحت في أن يتجنب البيان الختامي لدول قمة “أستانا” ذكر “تحرير الشام” كـ”منظمة إرهابية”، فمحاولة تركيا دمج الهيئة بالجبهة، هي مؤشرات سياسية هامة لها دلالتها بالوقت الذي تنشط الجهود والاتصالات الدولية حول الملف السوري مع توقف العمل العسكري. ونوّه إلى أنَّ الأمر ذاته، ينطبق على الـ(PYD) أيضًا، وما يُدلل على ذلك هي المؤشرات التي ترسل رسائل باتجاهات مختلفة بهذه التحولات بالنسبة للطرفين. شاهد أيضاً: فيديو: اعترافات مرتكبي جريمة قتل واغتصاب طفلة في طرطوس وذكر أنَّ ما تشهده إدلب من قبل “تحرير الشام”، أو منطقة الجزيرة من قبل “قسد” هو “حالة مؤقتة وليست دائمة”، قائلًا: “إنَّ غالبية الدول الراعية لهما تتهيأ للحل السياسي الذي يمكن أن يكون مقبولًا من الأكثرية”. ويعتقد “نشار” أنَّ الدول سوف تُراعي بأن يكون الحل مقبولًا من أغلبية السوريين، لكي يحمل طابع الديمومة، وليس حلًا مؤقتًا يسقط نتيجة أي تغيّر في منطقة سريعة التحوّل والتغيير وسط شروط صراعية بين مكوناتها إذا كان الحل مجحفًا بحقِّ أحد المكونات. من جهته، يتفق المحامي محمد سليمان دحلا، مع “نشار” في وضع حكومتي “مسد” و”الإنقاذ” على كفتي ميزان نظرًا لأوجه التشابه الكبيرة بينهما من حيث المضمون رغم التباين في الشعارات، كما اتفق على موضوع ترويضهما وتطويعها من قبل أمريكا وتركيا. وبحسب رأيه يجب النظر لأبعد من ذلك، من خلال قراءة الواقع واستشراف النظرة الدولية للحل السياسي، مضيفًا: “كليهما هو إدارة ذاتية لكن أحدهما على أساس ديني والآخر قومي”. وأشار “دحلا”، إلى أنَّ “أمريكا وتركيا تحاولان تغيير سلوك سلطة الأمر الواقع المسيطرة في مناطق نفوذ كل منهما بدلًا من تغيير تلك القوى، وتعملان على تلبية شروطهما على أرض الواقع”. وكذلك الأمر بالنسبة لأمريكا وروسيا فيما يتعلَّق بالوجود الإيراني وتغيير سلوك نظام الأسد، وكلّ ذلك هدفه ترسيم حدود الفدراليات التي سيتم تكريسها لاحقًا من خلال اللجنة الدستورية”. إزالة الهواجس ويرى أنَّه عندما تتم إزالة تلك الهواجس لدى الأطراف الثلاثة الفاعلة -وأمن إسرائيل ضمنًا- سيُفرج عن الحل السياسي القائم على أساس “الفدرلة والهندسة الديمغرافية”، وما ينطوي عليه ذلك من خطر تكريس التغيير الديمغرافي والتوطين وشرعنته، وبالتالي فإنَّ المشاكل التي ستتولد عن الحل، أكبر وأخطر من المشكلة التي يُراد حلُّها. يذكر أنَّ “الكيانات الإرهابية” تحاول تغيير سلوكها وإثبات أنَّها قوى محلية مستقلة لا علاقة لها بالخارج، لكن سلطات الأمر الواقع لها دول راعية تُحاول تطويعهم لتطبيع العلاقات معهم من موقع أنَّهم سوريون فقط. وتحاول تركيا إخراج كلّ العناصر غير السورية من “تحرير الشام”، كما تفعل أمريكا مع “قسد” حتى تتجنب أيّ اعتراض تركي أولًا وسوري ثانيًا، لتصبح سلطات الأمر الواقع منظمات سورية فقط، له مؤشرات سياسية تدلل على ذلك. وتبقى المراهنة الحقيقية هي التطبيق على الأرض وليس فقط للأقوال، إذ تم الحديث مؤخرًا عن تقليص الميليشيات الإيرانية وخروجها من سوريا، لاسيَّما في مناطق الجنوب، وتبيَّن أنَّ كلَّ تلك الأقاويل لا رصيد حقيقي لها ملموس. ويتسق تحضير مجلس سورية الديموقراطية (مسد) لمؤتمر وطني سوري للمعارضة السورية في شرق سوريا، مع خبر هوشنك أوسي، بإبعاد غير السوريين عن “قسد”.اقرأ المزيد: https://aramme.com/p/8133

مقالات ذات صلة

USA