تواصلت موجة نزوح أهالي ريفي إدلب الجنوبي والشرقي إلى الريف الشمالي بشكٍل كبير خلال الأيام الماضية، إثر قصف طائرات قوات النظام وروسيا مدنهم وبلداتهم وتدمير منازلهم والمرافق العامة، تزامنًا مع المعارك الجارية بين فصائل المُعارضة من جهة وقوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة أخرى.
وبلغت إحصائية النازحين بحسب “منسقو استجابة الشمال السوري” أمس الأحد، نحو 55845 عائلة، أي ما يعادل نحو 309565 نسمة، موزعين على 56845 رجل، و67292 امرأة، و90820 طفلا، و94608 طفلة، منتشرين في 379 نقطة، في مدن وبلدات ريف إدلب، وصولًا إلى مخيمات النزوح بالقرب من الحدود السورية التركية، وتقوم (فرق استجابة الشمال) بتحديث أرقام الوافدين بشكلٍ يومي، تبعًا للمناطق التي يتمركزون فيها.
ويقول الناشط “نذير أبو عمر” في ريف إدلب الغربي : “يعيش مُعظم النازحين ظروفًا إنسانية صعبة، لافتراشهم العراء وسط غياب الخدمات عنهم”، مُشيرًا إلى أن “بعض المنظمات توفر لهم الدعم حسب المستطاع من مواد إغاثية وبطانيات وفرش، إلا أنهم غير قادرة على تلبية حاجاتهم في تأمين المسكن”، موضحًا أن هيئة الخدمات وحدها القادرة على تأمين السكن لهم، لاستملاكها أكثر من مئة مؤسسة خدمية كافية لتؤوي أكبر عدد من النازحين.
وتابع أبو عمر: “مُعظم المؤسسات الخدمية في ريف إدلب الغربي تحولت إلى قطاعات خاصة، فمنها ما تحولت لفنادق بأجور باهظة، ومنها ما هُدمّت وتحولت لمحلات تجارية”.
في حين تعمل المجالس المحلية في ريف إدلب الغربي بالتنسيق مع بعض المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية على تأمين كافة مستلزمات الوافدين إليهم من المسكن والملبس والغذاء.
ويقول وليد الصوراني، أحد أعضاء المكتب الإغاثي في كفر تخاريم : “بلغ عدد النازحين إلى مدينة كفر تخاريم نحو 250 عائلة، ومنذُ قدومهم عمل مكتب الإغاثة في المجلس المحلي على إحصاء عددهم كاملًا، بحيث بلغ عددهم كأشخاص نحو 1300 شخص، ونعمل على تأمين كافة احتياجاتهم من مأكل وملبس ومسكن، بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية”.
وأضاف الصوراني: “هُنالك عدّة منظمات مجتمع مدني عملت على تلبية حاجيات النازحين، أبرزها منظمة (غول) التي قدمت لهم شيكات بمبالغ مالية وسللاً تحوي مواد غذائية، بالإضافة لمنظمة (بنيان) التي تعمل الآن على إكساء نحو 100 بيت سكني في مدينة كفر تخاريم، لإيواء النازحين لمدة عام”.
وفي مدينة سلقين بريف إدلب الغربي تتفاقم مُعاناة النازحين وسط انعدام وجود مجلس محلي للمدينة، فيما تسعى بعض المنظمات الإنسانية لتأمين السكن للنازحين، وبعض مستلزمات فصل الشتاء، والذين بلغ عددهم بحسب إحصائية (جمعية الخيرات الإنسانية) نحو 340 عائلة، أي ما يعادل 1500 شخص.
ويقول “محمد جنباز” مدير مكتب الإغاثة لجمعية الخيرات في مدينة سلقين: “نعمل ما بوسعنا على تأمين بعض العوائل النازحة من ريف إدلب الشرقي إلى مخيم صامدون بريف مدينة سلقين، وقدمنا لهم نحو 100 خيمة وسللاً غذائية وبطانيات وفرش، بالإضافة إلى تأمين نحو 50 عائلة أخرى في مخيم قادمون، وتأمين السكن لنحو 150 عائلة في بلدة حير جاموس بريف مدينة سلقين الغربي مع تأمين كافة حاجياتهم”.
ويضيف: “افتتحنا مكتب طوارئ في مدينة معرة النعمان لتأمين النازحين من حيث تقديم السلل الغذائية والبطانيات والفرش لهم”، مُشيرًا إلى أن “المكتب الخدمي في جمعية الخيرات، يعمل على دراسة مشروع سكني لإيواء أكبر عدد من النازحين إلى ريف إدلب الغربي، وتأمين كافة مستلزماتهم”.
وفي جبل الزاوية، عمل مكتب الإحصاء لدى (المجلس المحلي الموحد)، على إحصاء الوافدين إليهم من ريفي إدلب وحماة، بحيث بلغ أعدادهم لغاية يوم الأربعاء 10 كانون الثاني/ يناير، نحو 3195 عائلة توزعوا على 36 قرية.
ويقول طارق علوش، مدير “المجلس المحلي الموحد” في جبل الزاوية : “عملنا على تأمين الخيام لمعظم النازحين في جبل الزاوية، والبعض منهم تم تأمينهم في أبنية غير مجهزة للسكن، ومفتقرة لكافة الخدمات، وقمنا أيضًا بتأمين المواد الغذائية لهم من قبل المنظمات المحلية، وبعض مستلزمات فصل الشتاء”.
وأشار إلى أن وضع النازحين يُرثى لهُ، وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية الكبيرة، ونحن كمجلس محلي وأهالي الجبل نعمل بجهد على تأمين كافة احتياجاتهم من تأمين الفرش والبطانيات والمواد الغذائية”.
وناشد علوش جميع المنظمات الإغاثية والخدمية للنظر إلى وضع النازحين، وتأمين ما يمكن تأمينه لهم في ظل شدة برودة الجو والعواصف المطرية.
ويعاني معظم النازحين في ريف إدلب الشمالي من نقص حاد في جميع مقومات الحياة في ظل شدّة برودة الطقس ومشقات كبيرة لإيجاد أماكن تؤوي أكبر عدد منهم، وتتفاقم معاناتهم وسط غياب تام لمعظم المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية.
المصدر: بلدي نيوز