أشارت صحيفة “غارديان” إلى الصمت الذي خيم على أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي بعد إعلان عضو الكونغرس في الحزب (تولسي غابارد) عن لقائها بـ(بشار الأسد) وذلك خلال رحلة قامت بها إلى سوريا.
وكانت (غابارد)، عضو الكونغرس عن هاواي والتي تنتمي للحزب الديمقراطي، قد كشفت عن اللقاء الذي جمعها مع (الأسد) يوم الأربعاء، في رحلة وصفها مكتبها بأنها جاءت بهدف “البحث عن الحقيقة” في المنطقة.
“في البداية لم أكن أخطط لمقابلته” قالت (غابارد) لشبكة “سي إن إن” مضيفة “عندما أتيحت الفرصة للقائه، فعلت ذلك، لأنني شعرت أنه من المهم إذا كنا نصرح بأننا نهتم حقاً بالشعب السوري، وبمعاناته، إذا يجب علينا أن نكون قادرين على مقابلة أي أحد نحن بحاجة للقائه، إذا كان في ذلك احتمال لتحقيق السلام. وهذا بالضبط ما تحدثنا عنه”.
وتشير الصحيفة إلى أن زعماء الحزب الديمقراطي، صمتوا عن قرار أحد المشرعين المنتمين لحزبهم والذي قرر الاجتماع مع ديكتاتور وصفته الحكومة الأمريكية بأنه مجرم حرب لاستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وتفتح زيارة (غابارد) الباب أمام احتمالية انتهاك قانون “لوغان”، وهو قانون فيدرالي يمنع الأفراد غير المرخص لهم من التشاور مع حكومة أجنبية متورطة في نزاع مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن الولايات المتحدة لا تقيم حالياً أي علاقات دبلوماسية مع سوريا (نظام الأسد).
وقال مكتب (غابارد) إن زيارتها تمت بموافقة لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب الأمريكي، بينما امتنع متحدث باسم اللجنة عن التعليق، على الرغم من أنه بموجب قوانين اللجنة، فإن الأعضاء لديهم فترة 15 يوماً يقدمون فيها الكشوفات المالية المتعلقة بالسفر الممول من القطاع الخاص، وكذلك خطاب الموافقة الذي حصلوا عليه.
كما لم يستجب كل من مكتب (نانسي بيلوسي) زعيم الأقلية في مجلس النواب، و(تشاك شومر) زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لطلبات التعليق التي تقدمت بها الصحيفة. كما لم يرد البيت الأبيض بشكل مباشر عن الاستفسار الذي تقدمت به الغارديان، وكذلك مكتب رئيس مجلس النواب (بول ريان).
وبحسب الصحيفة، كانت (بيلوسي) قد قالت للصحفيين يوم (الأربعاء) إنها ليست على علم برحلة (غابارد) التي لم يعلن عنها مسبقا والتي اجتذبت الكثير من التدقيق حول الجهة التي مولت الرحلة والتي قامت بالتنسيق معها.
تنديدات بالزيارة
تشير الصحيفة إلى أن (آدم كينزينغر) عضو الكونجرس الجمهوري من ولاية إلينوي، كان من النواب الأوائل الذين أدانوا زيارة (غابارد) على الفور.
وقال (كينزينغر) للصحفيين في منتجع تابع للجمهورين في فيلادلفيا “إنه أمر محزن ومخزي ويعد وصمة عار”، مضيفاً “لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يسافر أي عضو في الكونغرس، أي مسؤول حكومي، للقاء شخص قتل 500,000 شخص و50,000 طفل”.
ودعا (كينزينغر) القيادة في كلا الحزبين إلى إدانة زيارة (غابارد) وتساءل عن كيفية تمويلها، لكن (كينزينغر) والذي قاتل بالعراق مثل (غابارد) قال إنه سيحتاج إلى معرفة المزيد لتقديم شكوى أخلاقية ضد زميلته.
وتساءل (إيفان ماك مولين) مرشح الرئاسة المستقل لعام 2016 في تغريدة له على تويتر بالقول: “لماذا الكثير من قادتنا يصبحون مستعبدين من الدكتاتوريين الأجانب ومجرمي الحرب؟”
أما السيناتور (جون ماكين)، الذي ذهب إلى سوريا في عام 2013 لمقابلة جماعات المعارضة وتم انتقاده من قبل نظام (الأسد) بسبب قيامه بذلك، قال إن زيارة (غابارد) “ترسل إشارة خاطئة” وأضاف “إنه نوع من إضفاء الشرعية على رجل ذبح 400,000 من شعبه”.
ليست ممثلة رسمية
وفي حين أن (غابارد) لم تسافر بصفتها الرسمية كممثلة للحكومة الأمريكية، إلا أنها أول عضو في البرلمان الأمريكي يجتمع مع (الأسد) منذ بدء “الحرب” في سوريا. كما أنها عضو في لجنة لعلاقات الخارجية في مجلس النواب.
المتحدث باسم عضو الكونغرس الأمريكي (إليوت إنجل)، والذي يعد العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية، قال للصحيفة “إن لجنة مجلس النواب لم تكن على علم برحلة غابارد مسبقا لأنها لم تكن رحلة رسمية”.
“موقف السيد انجل من الأسد ثابت جداً” جاء ذلك في بيان المتحدث باسم (إنجل) والذي أكد على أن (الأسد) “مجرم حرب وقاتل وقد دعم واستفاد من الإرهاب، ولديه علاقات وثيقة مع روسيا، ولا يمكنه أن يكون له دور في مستقبل سوريا”.
المصدر: أورينت نيوز