• الأربعاء , 24 أبريل 2024

المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن إحاطة إلى مجلس الأمن


30 آذار/ مارس 2020

السيد الرئيس (السفير Zhang Jun – الصين)
1- لقد وصلنا إلى مرحلة دقيقة أخرى في الأزمة السورية. بعد أن شهدنا قدراً رهيباً من العنف، يسود هدوء غير مستقر على الأرض. ويواجه السوريون الآن تهديداً مدمراً جديداً ممثلاً في فيروس كوفيد 19.

2- لقد ناشد الأمين العام الأطراف المتحاربة في كافة أنحاء العالم إلى وقف فوري لإطلاق النار لتمكين الأسرة الدولية من التصدي لفيروس كوفيد 19. بالإضافة إلى ذلك، فقد وجهت نداءً محدداً لوقف كامل وفوري لإطلاق النار على المستوى الوطني على كامل الأراضي السورية لتمكين القيام بجهد شامل لمكافحة فيروس كوفيد 19 الذي يمثل خطراً كبيراً على كل السوريين. يشكل هذا الأمر ضرورة إنسانية وسياسية.

3- سوريا عرضة لخطر كبير يهدد قدرتها على احتواء الوباء نظراً للتحركات السكانية واسعة النطاق والاكتظاظ الخطير في العديد من مخيمات النازحين وأماكن الاعتقال بالإضافة إلى الإدارة الضعيفة أو الغائبة في بعض الأماكن. لقد أدت سنوات من الصراع في سوريا إلى تدهور او هدم القطاع الصحي في سوريا. وهناك نقص كبير في الكوادر والمعدات والأدوات الطبية. كما أنني أدرك خطر التعرض والتأثير على النساء السوريات اللاتي يتصدرن العمل في أنظمة الدعم الصحي والمجتمعي. إن الفيروس لا يأبه إذا كان الشخص يعيش في مناطق تحت سيطرة الحكومة أو خارجها. فهو غير قادر على التمييز ويعرض كافة السوريين للخطر.

4- نحتاج إلى فترة هدوء مستدامة سيوفرها وقف إطلاق نار على المستوى الوطني لأننا بحاجة إلى أن يتم التعاون عبر كافة خطوط التماس المتداخلة على كافة الأراضي السورية. ونحتاج إلى ذلك الآن وليس غداً.

5- دعوني أذكركم أنه فيما يتعلق بشمال غرب سوريا فقد توصل الرئيسان أردوجان وبوتين في 5 آذار/مارس إلى بروتوكول إضافي لمذكرة التفاهم حول تثبيت الوضع في منطقة خفض التصعيد في ادلب. وقد اتفقا على وقف كل العمليات العسكرية على كافة خطوط التماس داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب. منذ ذلك الوقت، حدث انخفاضاً ملحوظاً للعنف خاصة الضربات الجوية والعمليات على الأرض وهو أمر محل ترحيب كبير. على الرغم من ذلك، تستمر الحوادث المتفرقة من قبل كافة الأطراف.

6- اتفق الرئيسان أيضاً على إنشاء ممر أمني على طول الطريق الدولي M4 وتسيير دوريات مشتركة روسية- تركية. وقد أجريت الدوريتين الأولي والثانية في 15 و23 آذار/ مارس إلا أنهما لم تشملا كامل المنطقة المنصوص عليها في الاتفاق. من الواضح أن هناك تحديات تواجه إنشاء هذا الممر الأمني، ولكنني أناشد كافة الأطراف المعنية ألا تجعل وقف الأعمال العسكرية في شمال غرب سوريا مرهوناً بتنفيذ هذا الجانب من الاتفاق. انني أرحب بالتغيير الذي أحدثه الاتفاق والإجراءات الروسية – التركية.

7- كما أنني أقدر أيضاً أن الترتيبات المتفق عليها بين الأطراف الرئيسية في شمال شرق سوريا بما في ذلك وروسيا وتركيا والولايات المتحدة (بالإضافة إلى الأطراف السورية) ما زالت تطبق بشكل عام.

8- إلا أن خطر تجدد العنف لا يزال قائماً في شمال شرق وشمال غرب سوريا. إذا حدث ذلك فإن الأخطار التي تواجه المدنيين سوف تتضاعف بسبب الوباء. وسوف ينتشر الفيروس كالنار في الهشيم بما لذلك من تداعيات إنسانية واجتماعية واقتصادية كارثية على الشعب السوري، ويمكن أن يكون لذلك ارتدادات عبر الحدود الدولية. علينا جميعاً مسؤولية السعي لتجنب هذا السيناريو من خلال العمل على تدعيم الترتيبات القائمة وتحويلها لوقف شامل لإطلاق النار على المستوى الوطني.

9- وأرى أنه من الممكن والضروري في هذا السياق مناقشة جهد تعاوني أكثر فعالية ودقةً في محاربة الإرهاب يحترم القانون الدولي الإنساني ويحمي المدنيين من الهجمات. وأسجل في هذا السياق أن اتفاق خفض التصعيد الأخير يتضمن لغة محددة تؤكد على أن استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة.

السيد الرئيس
10- لقد نص قرار هذا المجلس رقم 2254 على وقف إطلاق نار على المستوى الوطني وهو أمر ضروري حتى يكون هناك استجابة فعالة على المستوى الوطني لمواجهة فيروس كوفيد 19. ولكن لن يكون هذا الأمر كافياً. فهناك الحاجة للقيام بالمزيد.

11- لقد اتخذت الحكومة السورية عدداً من الإجراءات الهامة لمواجهة فيروس كوفيد 19. فهناك حظر للتجول يطبق بدرجات متفاوتة الآن في مناطق واسعة من البلد وتم إغلاق الأماكن العامة. وتعمل أنظمة الرعاية الصحية على رفع درجة استعدادها قدر الإمكان. في الوقت ذاته، قام الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية والسلطات المتحكمة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة باتخاذ خطوات أيضاً. وتقوم منظمات المجتمع المدني بما في ذلك تلك التي تتزعمها النساء بحشد الموارد لمواجهة هذا الخطر. انني أسجل هذه الجهود وأحث الحكومة السورية والسلطات المتحكمة على اعتماد الشفافية في نقل المعلومات حول كيفية تأثير فيروس كوفيد 19 على كافة السوريين.

12- لقد أطلعكم نائب الأمين العام السيد لوكوك على الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة. كما أكدت في النداء الذي وجهته، فإنني آمل أن يقوم المجتمع الدولي بما يلزم من أجل حصول كافة السوريين في كل مناطق سوريا على المعدات والموارد اللازمة من أجل محاربة الفيروس ومعالجة المرضى. لا يجب أن تكون هناك عوائق أمام ذلك. لعلكم أطلعتم على النداء العالمي للأمين العام للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، الذي أشار إليه مارك أيضاً، والذي دعا فيه واقتبس “إلى رفع العقوبات التي يمكن أن تؤثر على قدرة الدول على مواجهة الوباء”.

13- نحن على تواصل مباشر مع الدول المعنية في إطار مجموعة العمل الخاصة بالشؤون الإنسانية من أجل أن تكون كافة الإعفاءات متاحة ومستخدمة بشكل كامل وأن يتم إزالة كافة العوائق أمام وصول المواد الضرورية إلى سوريا لمواجهة فيروس كوفيد 19. أنني أرحب بالانخراط المبدئي للولايات المتحدة معنا في هذا الأمر وأؤكد على ضرورة العمل بشكل عاجل. سوف نتواصل مع دول أخرى أيضاً وفقاً لما تقتضيه الحاجة.

السيد الرئيس،
14- بالإضافة إلى المانحين التقليديين، نحن على تواصل أيضاً مع دول مثل الصين وكوبا لنرى ما اذا كان ممكناً أن تقدما مساعدات مباشرة إلى سوريا. كما اننا نحث المانحين والشركاء الدوليين بالإضافة إلى أصحاب المصالح من السوريين لضمان إزالة كافة العوائق التي تمنع وصول المساعدات إلى كافة السوريين في كل مناطق سوريا.

15- دعوني أؤكد أيضاً على أن الوصول الإنساني الكامل والمستدام دون عوائق لكافة المناطق في سوريا هو أمر أساسي. وأنه ستكون هناك حاجة لاعتماد كافة الآليات بما في ذلك عبر الحدود – كما ذكر مارك – من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وزيادة إجراءات الحماية والوقاية.

السيد الرئيس
16- لقد وجهت نداءً خاصاً من أجل الإفراج عن المعتقلين والمختطفين بأعداد كبيرة. هذه ليست دعوة جديدة من طرفي، إلا أن خطر تفشي فيروس كوفيد 19 بين المعتقلين يجعل التحرك أمراً ضرورياً. لقد قامت حكومات أخرى بالإفراج عن المعتقلين بشكل استثنائي نظراً لهذا الخطر، من الممكن والضروري أن يحدث ذلك في سوريا. انني على تواصل مع الحكومة السورية في هذا الشأن في ضوء العفو الذي أصدره الرئيس الأسد في 22 آذار/مارس والذي ينص على عدد من إجراءات العفو وتحفيض العقوبة لفئات معينة من المعتقلين ويتضمن أيضاً عدداً من الاستثناءات المحددة.

17- بالإضافة إلى عمليات الافراج، يجب السماح بشكل فوري للمنظمات الإنسانية المعنية بزيارة كافة مراكز الاعتقال. كما يجب توفير الرعاية الطبية والإجراءات الوقائية في كافة أماكن الاعتقال.

السيد الرئيس
18- أن تفشي فيروس كوفيد 19 يحول دون دعوة السوريين للاجتماع في جنيف في الوقت الراهن لكن لم يؤدي ذلك إلى تقاعسنا فيما يتعلق بالمسار السياسي. انني اليوم في موقع يسمح لي بإخطار المجلس بأنه بعد مشاورات مطولة وبتيسير مني، وافق الرئيس المشارك المسمى من قبل الحكومة السورية والرئيس المشارك المسمى من قبل هيئة المفاوضات السورية على جدول الأعمال التالي: بناءً على ولاية اللجنة والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية للجنة الدستورية، مناقشة الأسس والمبادئ الوطنية”.

السيد الرئيس،
19- يشكل التوصل إلى اتفاق حول جدول أعمال الدورة القادمة في هذا التوقيت تحديداً خطوة جيدة. وسوف نتشاور مع الأطراف حول إمكانية بدء العمل من أجل التحضيرات للدورات القادمة للجنة إلى أن يكون عقد اجتماع جديد ممكناً.

20- دعوني أسجل أنه، وكما كان واضحاً للرئيسين المشاركين منذ البداية، أن الاتفاق خلال الدورة القادمة للجنة الدستورية على الأسس الوطنية والمبادئ ليس شرطاً مسبقاً للانتقال إلى قضايا أخرى، وأن مكونات اللجنة الثلاثة يحق لها خلال الدورة القادمة اقتراح أسس وطنية ومبادئ، وأن النقاش سينتقل في الدورات التالية إلى موضوعات أخرى تتعلق بالدستور اتساقاً مع ولاية اللجنة والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية. كما أنني ذكرت الرئيسين المشاركين بضرورة استخدام اللغة المتفق عليها عند الإشارة إلى الوفود، والالتزام بمدونة السلوك المتفق عليها عند الإدلاء بتصريحات إعلامية حيث أن بعض هذه التصريحات كانت غير إيجابية خاصة في الفترة الأخيرة.

21- بالتوازي، نواصل العمل في أغلب الأحيان من خلال وسائل التواصل عن بعد مع عدد كبير من السوريين رجالاً ونساءً بما في ذلك المجلس الاستشاري النسائي وطيف كبير من منظمات المجتمع المدني داخل وخارج سوريا.

السيد الرئيس
22- لقد تحدثت دوماً عن الحاجة لبناء الثقة وبأن اللجنة الدستورية تفتح الباب أمام هذا الأمر بالإضافة إلى الحاجة إلى مسار سياسي أوسع وحوار حول الخطوات المتبادلة والمتقابلة التي تعضد بعضها البعض والتي يمكن أن يقوم بها السوريون والشركاء الدوليين. نواجه الآن عنصرً
ا جديدًا للأزمة: فيروس كوفيد 19.
السيد الرئيس
بالنسبة للعديد من السوريين الذين يعيشون عامهم العاشر من الصراع الذي يتحدى الفهم في حجم المعاناة والوحشية والدمار، قد يبدو التركيز على جائحة فيروس عالمي أمراً صعباً أو نظرياً إلى حد ما. لكن بالتأكيد فأن فيروس كوفيد 19 يشكل تهديداً كبيراً للسوريين ويتطلب تغييراً كاملاً في طريقة التفكير من قبل الجميع، الآن. هذا التهديد المشترك يجب أن يدفع الجميع للتركيز بوعي وعزم أكبر على اجندة مشتركة لإنقاذ الشعب السوري من كارثة جديدة.

23- انني على استعداد للعمل مع الحكومة السورية والمعارضة وكافة الأطراف المعنية على الأرض من أجل تطبيق وقف إطلاق النار على المستوى الوطني ومساعدة السوريين في التصدي لأزمة فيروس كوفيد 19، وكذلك مع الدول الرئيسية ذات الوزن والتأثير التي تستطيع أن تدعم العمل على نطاق أوسع وأن تضمن تثبيت وقف إطلاق النار على المستوى الوطني. انني أقدر التفاعل المبدئي من الأطراف السورية والقوى الدولية الفاعلة. و لن يكون الأمر سهلاً ولا توجد ضمانات. لكن يحتاج الشعب السوري من الجميع التركيز على سلامته الآن. إذا ما تجاوبت الأطراف الفاعلة مع نداء الأمين العام وندائي، أعتقد أنه يمكن العمل بشكل عاجل وبجهد مشترك. وسوف يساهم ذلك بدوره في دعم الجهود على المسار السياسي من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن 2254. انني مقتنع بأن هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدماً.
شكراً السيد الرئيس.

مقالات ذات صلة

USA