المجلس التنفيذي المكتب الإعلامي رأي الأسبوع
(عندما يكون العنف المفرط تبديدا للقوة)تنتهي أعقد المشكلات في الدول المستقرة والراسخة في الحياة البرلمانية بخناقة في البرلمان، أما في الدول التي يتحكّم بها الاستبداد فإن صغار المشاكل تتفاقم وتضطرم تحت الغطاء الفولاذي لتنفجر مرة واحدة.عندما يفشل النظام الدكتاتوري وينخره الفساد لا يبقى أمام الحاكم المستبد سوى العنف لإدامة السلطة فيبالغ في مظاهر القوة لستر ضعفه وانهزامه أمام حل المشكلات والاستحقاقات الوطنية التي يهرب منها إلى الأمام ليصطدم بها كارثيا عندما تحين اللحظة التاريخية.قالها زياد ابن أبيه في خطبته البتراء ” شدة في غير عنف ولين من غير ضعف” وقد قال فيه شعب فارس حين تولاهم بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب (رض) أنه ساسهم كما كان يسوسهم الأكاسرة، وذلك قبل أن ينقلب إلى صف معاوية ويغلّب القوة على السياسة.العنف المفرط الذي كان يمارسه النظام الاستبدادي بدد قوة الدولة وهيبتها، فالقوة هي قوة القانون والعدالة والحق وإلا صارت عنفا ووحشية كما كانت تمارس، فتقوضت القبضة وتلاشت معها الدولة ثم السلطة وصولا إلى الحالة الميلشياوية التي تتوهم أنها يمكنها أن تسود على حامل الشدة والعنف وقد يصل إلى الوحشية، فأصبحت حياة الإنسان بلا قيمة أمام حملة سلاح من كل حدب وصوب، سلاح يفتقد مشروعا سياسيا وهدفا وطنيا ديدنه الولاء للفصيل الذي ينتمي إليه.إنّ حالات القتل الجماعي والإبادة والتعذيب الوحشي المفضي إلى الموت وحالات قتل المواطن السوري لأتفه الأسباب وآخرها ما حدث في قرية الارتوازية في محافظة الرقة على يد ميليشيا قسد وحالات مماثلة في كل مناطق النفوذ الميليشياوي بما فيها ميليشيات النظام الاستبدادي جرّأ مواطني الدول المضيفة على قتل السوري لأتفه الأسباب لأن السوري لم يعد يزن شيئا في ميزان الحق والعدالة.. فسبحان من وضع الميزان.
الرقة : ١ / ١٠ / ٢٠٢٠