• الجمعة , 27 ديسمبر 2024

بعد أن حرموا الدفن في مقبرة نظامية.. النظام السوري يزيل رفات ضحاياه في حلب

اضطرت سلطات المعارضة المحلية إلى دفن الموتى وضحايا القصف في الحدائق العامة، بعد أن تعذر نقلهم إلى المقابر حيث بدأ النظام بإزالة رفات الموتى من الأحياء التي سيطر عليها بحلبمنذ أيام والدموع لا تفارق وجه أم عبد الرحمن بعد أن علمت بنقل سلطات النظام السوري رفات ابنها الشاب من حديقة حي صلاح الدين بمدينة حلب إلى مقبرة نائية، وتشعر بحزن عميق وقلق من عدم قدرتها على زيارته مستقبلا في حال تسجيله كمجهول بين المئات الذين قضوا في المعارك وقصف النظام على المدينة.

وتقول أسرة عبد الرحمن إن ابنهم الشاب استشهد في عام 2016 خلال مواجهات بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام السوري، حيث كانت المعارضة تسيطر على معظم الأحياء الشرقية من المدينة منذ صيف عام 2012 الذي شهد أعنف المعارك في مسار الثورة السورية.وكان القصف أجبر أسرة هذا الشاب على الرحيل عن المدينة المنكوبة، وفجعوا بخبر مقتله في وقت لاحق، ولم يتسن لهم وداعه وحضور مراسم دفنه في هذه الحديقة التي يقوم النظام بإزالة كافة رفات الموتى منها مؤخرا.

وقال سليمان طالب شقيق عبد الرحمن للجزيرة نت إنهم يناشدون الصليب الأحمر للتدخل والإشراف على عمليات نقل الرفات؛ بهدف توثيق الأسماء والقبور، خشية أن يضيع رفات أخيه ولا يتمكنون من زيارته يوما ما إن عادوا إلى مدينة حلب.ويصف سليمان عملية النقل بأنها “جريمة تنتهك حرمة الموتى، ولا تقل عن قصف المدنيين وحصارهم وتجويعهم، بعد رفضهم الخضوع لسيطرته ورغبتهم بالحرية والعيش الكريم”.

منظمات حقوقية تعتبر إزالة مقبرة حي صلاح الدين إجراء انتقاميا يتخذه النظام ضد المعارضين وذويهم (الجزيرة نت)

طمس الحقيقةومع الحصار الذي فرضه النظام على تلك الأحياء اضطرت سلطات المعارضة المحلية إلى دفن الموتى وضحايا القصف في الحدائق العامة، بعد أن تعذر نقلهم إلى المقابر، وباتت تلك الحدائق مقابر تضم العشرات من أبناء مدينة حلب ممن يسكنون مناطق المعارضة في ذلك الوقت.

ويمتلك حي صلاح الدين رمزية كبيرة لدى معارضي النظام السوري، إذ شهد الحي أولى المظاهرات السلمية، وبات أهم معاقل المعارضة المسلحة التي قارعت النظام عسكريا في مدينة حلب.ويستذكر أبو محيو الكردي الذي شغل رئاسة مجلس ثوار حي صلاح الدين في حلب سابقا، أن مرحلة دفن الضحايا والموتى في حديقة حي صلاح الدين بدأت منذ عام 2012، حيث أنها كانت الخيار الأول للمعارضة والأهالي، وسط نيران المعارك والقصف.

ويصف الكردي -خلال حديث للجزيرة نت- الإجراء الذي يقوم به النظام بأنه عملية طمس للحقيقة وما تبقى من معالم تشير إلى جرائم النظام السوري بحق المدنيين في حلب، مؤكدا أن هذه الحديقة التي تحولت إلى مقبرة تضم رفات أكثر من مئة شخص، معظمهم شهداء مجهولي الهوية قضوا بقصف طائرات وأسلحة النظام على هذا الحي.

ولا يخفي الكردي خشيته من أن يصبح رفات وقبور الموتى بحكم الضائعة بعد أن وصلت الصور عبر مواقع التواصل تظهر أكياس الرفات وقد كتب عليها مجهول مرفقا مع رقم محدد، معبرا عن رغبته أن تتم العملية بوجود جهة محايدة سواء مثل الصليب الأحمر لتوثيق علمية النقل والدفن بالأسماء، خصوصا أن معظم ذوي الموتى غادروا حلب ويخشون العودة في ظل وجود النظام.

تحول كثير من الحدائق في مناطق سيطرة المعارضة إلى مقابر تضم ضحايا قصف النظام السوري (الجزيرة نت)

بعد انتقاميهذه الخشية دفعت النظام عبر مجلس مدينة حلب إلى إصدار تعميم يطالب فيه ذوي الموتى بالحضور أثناء عملية نقل الرفات، محذرا من القيام بها في حال عدم حضورهم، وهو الأمر الذي وصفته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأنه مدان ومحو لآثار الانتهاكات التي قام بها النظام بحق أهالي المدينة.

وتصف الشبكة عملية نبش القبور بأنها تحمل بعدا انتقاميا وتنفذ بقوة الأجهزة الأمنية، لا سيما أنه من المستحيل حضور أحد من ذوي الضحايا، بحكم أن معظمهم من معارضي النظام السوري، معبرة عن خشيتها من اعتقالات يقوم بها النظام وفق أي قرابة أو صداقة تربط بين الضحايا وآخرين يسكنون اليوم مدينة حلب.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

USA