• الجمعة , 29 مارس 2024

بيان للمبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا السيد غير بيدرسون


نداء من أجل وقف إطلاق نار على المستوى الوطني وجهد شامل لمكافحة فيروس كوفيد 19 في سوريا
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيرس أمس الأطراف المتحاربة في العالم بتطبيق وقف فوري لإطلاق النار بهدف السماح للأسرة الدولية بالتعامل مع العدو المشترك المتمثل في فيروس كوفيد 19.
واليوم، أدعو بشكل محدد إلى وقف كامل وفوري لإطلاق النار على المستوى الوطني في سوريا لتمكين القيام بجهد شامل للقضاء على فيروس كوفيد 19 في سوريا.
السوريون بشكل خاص هم الأكثر ضعفاً في مواجهة فيروس كوفيد 19.
فالمنشآت الطبية إما دُمرت أو تدهورت. وهناك نقص في الطبية الأساسية والكوادر الطبية.
ويعيش النازحون واللاجئون والمعتقلون والمختطفون في ظروف تجعلهم أكثر عرضة للخطورة.
ولدي شواغل حقيقية بشأن التأثير المحتمل على النساء السوريات اللاتي يتصدرن بالفعل العمل في أنظمة الدعم الصحي والمجتمعي القائمة.
هذا التهديد المشترك لا يعرف الحدود ولا يفرق بين الضحايا.
لا يفرق بين من يعيشون في مناطق تحت سيطرة الحكومة أو في مناطق أخرى.
فهو يعرض كافة السوريين للخطر.
من أجل مواجهة هذا الخطر، يحتاج الشعب السوري الذي عانى طويلاً بشكل عاجل إلى فترة هدوء متصلة في كافة أنحاء البلد تلتزم بها كافة الأطراف.
لقد ساهمت اتفاقيات وقف إطلاق النار المبرمة حديثاً في خفض العنف في شمال شرق وشمال غرب سوريا، وهذا الأمر محل ترحيب.
ولكن تبقى هذه الاتفاقات هشة وهناك إمكانية لتجدد العنف في أي وقت.
سيكون لهذا الأمر تبعات خطيرة على سوريا وعلى جهود الاستجابة الدولية لمكافحة فيروس كوفيد 19 بشكل عام.
لذا فهناك حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لوقف إطلاق نار على المستوى الوطني –طالما دعوت إليه ويشكل ركيزة أساسية لقرار مجلس الأمن 2254- ولأن تحترمه كافة الأطراف.
في الوقت ذاته هناك إجراءات تطبق في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية من أجل التعامل مع هذه الأزمة.
وهناك إجراءات تتخذها أيضاً السلطات الحاكمة في المناطق خارج سيطرة الحكومة.
من المهم أن تتضاعف هذه الجهود الآن.
لا يمكن إضاعة يوم واحد.
أناشد أيضاً أن يتم الافراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين والمختطفين والسماح بشكل فوري لأسباب إنسانية للمنظمات الإنسانية بزيارة مراكز الاعتقال … وخطوات عاجلة لضمان توفير الرعاية الصحية والإجراءات الوقائية في كل أماكن الاحتجاز.
يتعين على المانحين الدوليين مساندة الجهود الإنسانية بشكل كامل والاستجابة لنداءات الأمم المتحدة. وعليهم القيام بما يلزم لضمان حصول كافة السوريين في كل أنحاء سوريا على المعدات والموارد المطلوبة من أجل مكافحة الفيروس ومعالجة المصابين. لا شيء يجب أن يعيق ذلك.
الوصول الإنساني الكامل والمستدام ودون عوائق لكافة المناطق في سوريا هو أمر أساسي.
وستكون هناك حاجة لاستخدام كافة آليات إيصال المساعدات وزيادة إجراءات الوقاية والحماية.
انني على استعداد للعمل مع الحكومة السورية والمعارضة وكافة الأطراف المعنية على الأرض من أجل تطبيق وقف إطلاق النار على المستوى الوطني ومساعدة السوريين في التصدي لأزمة فيروس كوفيد 19، وكذلك مع الدول الرئيسية ذات الوزن والتأثير التي تستطيع أن تدعم العمل على نطاق أوسع وأن تضمن تثبيت وقف إطلاق النار على المستوى الوطني.
تفرض علينا إنسانيتنا المشتركة العمل بشكل فوري من أجل تجنيب الشعب السوري المزيد من القتال ومن أجل مواجهة هذا التهديد الجديد للسوريين والعالم.
دعونا نضع حداً للعنف ونعمل سوياً من أجل مكافحة فيروس كوفيد 19 في سوريا والمضي قدماً وصولاً إلى مخرج سياسي للأزمة في سوريا.
جنيف – 24 آذار /مارس 2020

مقالات ذات صلة

USA