• الأحد , 22 ديسمبر 2024

ترجمة غير رسمية”مبعوث الأمم المتحدة لسورياغير بيدرسون إحاطة إلى مجلس الأمن​

“الثلاثاء 16 يونيو/حزيران 2020​ شكراً السيد الرئيس (السفير نيكولا دي ريفيير – فرنسا) 1. لقد أخبرتكم الشهر الماضي كم تأثرت بعمق المخاوف التي تعتري السوريين العاديين حول الوضع الحالي ومستقبل بلدهم الحبيب.2. بعد مرور شهر، استمعت إلى نفس الرسائل ولكن بصوت أعلى، بما في ذلك خلال المشاورات المستمرة مع السوريين والسوريات المشاركين في غرفة دعم المجتمع المدني والمجلس الاستشاري النسائي.3. لقد استمعت إلى العديد من المناشدات التي تعرفونها – حول التطلع لتحقيق تقدم في العملية السياسية وفقاً للقرار 2254، وإنهاء جميع أشكال العنف والإرهاب ووقف إطلاق النار على المستوى الوطني، والعمل على الإفراج عن المعتقلين والمختطفين والمفقودين، وإحراز تقدم في تهيئة الظروف للاجئين السوريين والنازحين للعودة إلى منازلهم بطريقة آمنة وطوعية وكريمة.4. لقد لمست ايضاَ ارتفاع مستوى القلق من الانهيار الحاد في الأوضاع الاقتصادية في جميع أنحاء سوريا. ومن السهل فهم أسباب ذلك. فخلال أسبوع واحد فقط من الفترة المشمولة بالإحاطة، شهدت الليرة السورية تدهوراً أكبر مما شهدته خلال تسع سنوات من الأزمة قبل أن ترتفع إلى حد ما. إلا أن تقلبات سعر صرف العملة والأسعار لا تزال حادة، وبلغ معدل التضخم أعلى مستوى في الأشهر الستة الماضية. 5. لقد ضربت الأزمة الاقتصادية كافة أنحاء سوريا بغض النظر عن الطرف المسيطر عليها: من دمشق إلى الجنوب الغربي .. إلى حلب والشمال الغربي .. إلى جنوب شرق البلاد. لقد ارتفعت أسعار الدواء، وأصبح أكثر ندرة، وارتفعت أسعار الغذاء بشكل كبير وتعطلت شبكات الامداد. وانخفضت القدرة الشرائية للسوريين بشكل كبير، فالأجور – سواء في القطاع العام أو الخاص – غير كافية لتلبية الاحتياجات اليومية.6. قبل التدهور الأخير، كانت التقديرات تشير إلى أن 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر. ولا شك أن الوضع أكثر صعوبة اليوم، وأن الفقر يزداد حدة. ووفقاً لتقديرات برنامج الغداء العالمي، فإن حوالي 9.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 2 مليون منهم معرضين للخطر بزيادة تصل إلى 42% عن العام الماضي. وكما حذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي السيد بيزلي مؤخراً، إذا استمر الوضع في التدهور فإن “شبح المجاعة سيطرق الأبواب”.7. تتأثر النساء السوريات – المعيلات الأساسيات للعديد من العائلات – بشكل أكبر، ويضطررن إلى تحمل مسؤوليات الرعاية والدعم المالي للأسرة. وتواجه العديد من النساء، بما في ذلك النساء في مجتمعات اللجوء، مخاطر أكبر من الاستغلال وسوء المعاملة وهن يكافحن من أجل تلبية الاحتياجات اليومية لعائلاتهن.8. في الأسابيع الأخيرة، رأينا الكثير من السوريين يعبرون عن مخاوف جديدة – تصل إلى حد الذعر في بعض الأوساط. لقد سمعنا عن متاجر وصيدليات أُجبرت على الإغلاق، بسبب عدم قدرتها على التعامل مع التقلبات الأخيرة؛ وعن فقدان الوظائف؛ وتوقف التحويلات. وفي بعض مناطق شمال غرب سوريا، وردت تقارير تفيد بأن السكان المحليين يلجئون إلى استخدام العملات الأجنبية بشكل متزايد.السيد الرئيس9. لقد تسبب الصراع المستمر منذ قرابة عقد في سوريا في إحلال الخراب على شعب سوريا وبيئتها وبنيتها التحتية ونسيجها الاجتماعي – وهذه هي روابط الثقة التي تدعم أي اقتصاد. كما اتسمت النظم الاقتصادية في سوريا أيضًا بسوء الإدارة المالية والنقدية والفساد. 10. وفي الأشهر الأخيرة، أضيفت عوامل جديدة إلى هذه المشاكل الهيكلية، مما دفع بالاقتصاد إلى حافة الهاوية. وكان للأزمة المصرفية في لبنان تأثير كبير. كما لعبت التداعيات المرتبطة بمكافحة جائحة كوفيد 19 التي شهدتها كافة المجتمعات والاقتصادات دورها أيضا.11. وهناك عامل إضافي في هذا السياق هو العقوبات المؤثرة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حيث تستهدف هذه العقوبات أشخاص وكيانات ذات صلة بالحكومة، وتقيد أيضاً النشاط في القطاعات المالية والمصرفية والنفط والغاز والمجال العسكري بالإضافة إلى الصادرات والاقراض من المؤسسات متعددة الأطراف، كما تحد من الاستثمارات في سوريا. وستدخل عقوبات أمريكية ثانوية أخرى تهدف إلى ردع النشاط التجاري الأجنبي مع الحكومة السورية حيز النفاذ اعتباراً من الغد، وكان قد تم التنويه لها منذ تمرير القانون قبل 6 أشهر. السيد الرئيس12. على هذه الخلفية، رأينا بعض السوريين يخرجون في مظاهرات سلمية في بعض المناطق في الأسابيع الأخيرة – مثل السويداء ودرعا وإدلب – ويحتجون على مجموعة من المظالم.13. بالإضافة إلى ذلك، في جنوب غرب سوريا، تم تجنب ما كان يمكن أن يتحول إلى مواجهة عنيفة حول بلدة طفس، من خلال وساطة روسية. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نشعر بالقلق من وقوع حوادث وتوترات أمنية أخرى قد تؤدي إلى تجدد العنف. وتشهد هذه المنطقة توترات جيوسياسية أوسع نطاقاً وتزداد حدة على ما يبدو. كما أسجل أن هذا الشهر شهد تقارير حول ضربات جوية إسرائيلية داخل سوريا. وما زالت خلايا داعش تمارس نشاطها في جنوب سوريا. 14. وفي الوقت ذاته، فإن الهدوء الذي خلفه الاتفاق الروسي التركي في شمال غرب سوريا مستمر إلى حد كبير. على الرغم من ذلك، هناك إشارات مقلقة منها: زيادة القصف المتبادل، وتقارير عن تعزيزات عسكرية على الطرفين، وتسجيل ضربات جوية موالية للحكومة للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر. ووردت تقارير حول نزوح المدنيين. كما شنت غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” التي تضم مجموعات متطرفة الأسبوع الماضي هجوماً آخر عبر خطوط التماس نتج عنه مقتل عدة جنود سوريين. وقتل اثنان من قادتها في وقت لاحق في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في 14 يونيو/حزيران. كما شكلت تلك الغرفة مع مجموعات متطرفة أخرى صغيرة غرفة عمليات جديدة – وهو ما يعد نذيراً لهجمات أخرى في المستقبل. لقد أكدت لي كل من روسيا وتركيا أنهما تعملان على احتواء الوضع والحفاظ على الهدوء، وألاحظ أنه تم إحراز مزيد من التقدم في التعاون الروسي التركي في تسيير الدوريات المشتركة على الأرض. وما زلت أناشد استمرار الهدوء في إدلب وأماكن أخرى ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني وفقاً للقرار 2254.15. كما أنني أؤكد على أهمية التعامل مع التحدي الذي تشكله الجماعات المصنفة إرهابية من خلال نهج تعاوني هادف وفعال يضمن الاستقرار ويحمي المدنيين ويحترم القانون الإنساني الدولي بشكل كامل. وينطبق الشيء نفسه على الجهود المبذولة لمنع عودة ظهور داعش، التي استمرت هجماتها في البادية الوسطى وحولها.السيد الرئيس16. انني جاهز لعقد وتيسير الدورة الثالثة للجنة الدستورية بقيادة وملكية سورية. ومع إدراكي بأن القيود الدولية على السفر لا تزال سارية، فإنني آمل أن يكون عقد دورة في جنيف ممكناً في نهاية شهر أغسطس/آب.17. لكن من الواضح أن الحقائق التي تواجه الشعب السوري لا يمكن معالجتها من خلال مناقشة الدستور وحده. وستواجه الأطراف السورية صعوبات كبيرة في حل مشاكل سوريا بدون دبلوماسية حقيقية بين الأطراف الدولية الرئيسية صاحبة النفوذ– فهناك خمسة جيوش دولية لا تزال تعمل في أنحاء البلد بالإضافة إلى عدد من الإجراءات تتخذها عدد من الدول فيما يتعلق بسوريا.18. هناك خلافات حقيقية وموضوعية بين الأطراف الدولية الرئيسية، كما هو الحال بين الأطراف السورية. لقد رأينا عمق هذه الخلافات في الجدل حول العقوبات في الأسابيع الأخيرة. وما زلنا نراها في التقييمات المتضاربة حول الإرادة السياسية للأطراف الفاعلة من أجل العمل على حل الصراع. لن يتم حل هذه القضايا من خلال التعبير عن المواقف بل يجب أن تكون محل نقاش ودبلوماسية حقيقية. سيتطلب إحراز التقدم خطوات متبادلة، على أساس تفاهمات واضحة، من قبل الأطراف السورية والشركاء الدوليين. إنني مقتنع بأن هناك مصالح مشتركة يمكن أن تبني عليها مثل هذه الدبلوماسية، وأن هناك التزامًا معلناً ومشتركاً للمضي قدماً في تطبيق القرار 2254 ودعم العملية السياسية في جنيف بقيادة وملكية سورية وبتيسير من الأمم المتحدة.19. دعوني أكرر أيضا في هذا التوقيت الحاسم على تأكيد الأمين العام على أهمية وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومستدام ودون عوائق، باستخدام كافة الآليات المتاحة، بما في ذلك الوصول المتزايد عبر الخطوط وعبر الحدود. لا يزال وصول المساعدات الإنسانية أمراً ضرورياً، ليس فقط بسبب المعاناة المتزايدة للشعب السوري، ولكن أيضًا نظرًا لاستمرار خطر جائحة COVID-19. فقد وصل إجمالي عدد الحالات المسجلة إلى 183.20. وفي الوقت ذاته، أكرر مناشدتي للحكومة السورية وجميع الأطراف السورية الأخرى للقيام بعمليات افراج أحادية الجانب عن المعتقلين والمختطفين على نطاق واسع -خاصة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى- واتخاذ إجراءات أكثر فعالية بشأن المفقودين. ما زالت جائحة كوفيد 19 تشكل خطراً وينبغي أن تكون بمثابة دافع إضافي لمثل هذا العمل، كما حدث في دول أخرى.السيد الرئيس21. تشهد سوريا حالة من التغيير المستمر. يجب ألا يفترض أياً من أطراف الصراع السوري أن الوقت يصب في مصلحته. كما لا يجب أن يعتقد أياً من الأطراف أنه ستكون هناك فرصاً أفضل على الطريق. ما هو مطلوب الآن هو استعداد الجميع للتعامل بشكل جدي مع حقائق هذا الصراع. بدعمكم ، سأواصل العمل مع الأطراف السورية وجميع الشركاء الدوليين، مسترشداً بالقرار 2254، لتيسير المضي قدماً في مسار يُعالج جميع أبعاد ونتائج الصراع … سيادة ووحدة واستقلال سوريا وسلامة أراضيها … ويُنهي المعاناة الحادة للشعب السوري… ويمكنهم من تشكيل مستقبلهم.شكراً السيد الرئيس

مقالات ذات صلة

USA