كتب الدكتور حسام حمدان مدير مشفى الشفاء في عفرين:
لم يستهدفوا مشفانا بل استهدفوا احلامنا
لم يكتفوا بقتل احبابنا بل قتلوا كل أمل في سقف آمن يحيا السورييون تحته مشفى عفرين لها قصة في قلوبنا كانت أول ملتقى جمع المهجرين من كوادرنا الطبية وجدنا فيها بارقة أمل جديد كانت محطمة كقلوبنا جميلة كاحلامنا
شمرنا عن سواعدنا المنهكة بنيناها من جديد بهمة الاحرار في كل يوم كانت تكبر وتكبر معها أحلامنا بوطن لا ارهاب فيهلا صواريخ تمطر من السماء لاحمم تسقط على رؤوس اطفالنا كبرت وكبرنا معها
في كل ركن بقعة خير وبصمة نور كنت اجلس على السطح تغرورق عيناي فرحا بكل هؤلاء وهم يخرجون في ايديهم علبة الدواء وعلى لسانهم عبارات الشكر اما ما جرى فقد سلبنا كل شيء صاروخان في لحظة واحدة محيا كل احلامنا .
حضرت اليوم ابصر ما تبقى من حلمي لم أجد الا الدمار بل وجدت اكثر من ذلك وجدت حقدا اسود جمع أحقر ما في البشرية من سواد فانزله صاروخا مجرما استقر في غرفة يفترض ان تولد منها الحياة فاحالها إلى غرفة تغص بالموت ماتت من حملت جنينها وحضرت إلينا لتنجبه مات من حضر ينتظرها مات طفل حضر ينتظر علاجا ماتت موظفة كانت تنتظر ان تسلم الطفل لذويه
مات مسعف ومسعف مات البشر والحجر لماذا تريدون كل هذا الموت ما نفعكم قتل هؤلاء الأبرياء اي دين علمكم ان قتل المساكين نصرعلى ذلك الكرسي الذي ترونه كان طفل اعاقته الحرب لكنها لم تعق والده ليحضره ليعالجه قتلتم حلمه ونوره اقسم لكم انه معاق لم يكن قادرا على حمل سكين .
في مشفى الشفاء اجتمع الأمل منذ سنوات ثلاث لكن ما جرى دمر احلامنا وامانينا خسرنا بعضا من كوادرنا أعمارهم كالزهور كانوا مهجرين من قراهم وجلسوا يعملون بين أهلهم لم يسعفهم انهم ضمن مشفى اعدناهم ليلتها جثثا ممزقة.
أود أن اكتب واكتب واكتب لكن ما تفيد حروفي أمام هول الفاجعة جاؤونا مرضى ينتظرون الدواء والضماد وخرجوا من عندنا باكفانهم ينتظرون لقاء الله أخبروا الله بكل شيء اخبروه وهو يعلم سبحانه بما فعل بنا اهل الارض اللهم انتقم اللهم انتقم