• الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024

دلـدار بـدرخـان: هـل يـرفـع الـجزار سـكينـه بعـدما أصبـح ودج الشـاة بيـن يـديـه !!

لعل هذه الترويسة توجز وتشرح لنا حال الشعب الكُردي ومأساته وهو يعاني الأمرّين بين مطرقة الفصائل والمعارضة العربية التي أمتهنت الشعب الكُردي وجلعت منه كبش فداء لِما أقرفته الآيادي الآثمة لمنظومة الـ PYD المحسوبة على الشعب الكُردي السوري زوراً وبهتاناً ، ويفسر لنا الكره و الغلّ الذي يبيته غلاة العرب الحاقدين منهم ضد الشعب الكُردي عامةً و قضيته في سوريا ليجعلها مشجباً للأنتقام والتشفي وإفراغ حقدهم الدفين و المتفاقم منذ سنين ، و بين سندان منظومة PYD التي طغت واستكبرت وابتذلت في إرهابها ضد الشعب الكُردي تحت وشاح المقاومة والممانعة والشعارات الخاوية التي لا طائلة من خلفها ، فزاغت عن أهداف وطموحات الشعب الكُردي ووضعت العصي في عجلة القضية الكُردية السورية ، رغم أنها وبدون تدليس أجرمت بحق الشعب الكُردي قبل العربي وقبل أي أحد آخر ، وهي التي أجهزت على حياة 26000 ألف شاب وشابة كُردية في حروبها مع الطواحين الهوائية ، و بدون أن يدرّ على الشعب الكُردي أية فائدة تُذكر ، وهي التي أخمدت ثورة الشعب الكُردي ضد طاغية الشام وأحرقت وهجرت أكثر من نصف الشعب الكُردي وجعلت من الكُرد أقلية ضمن مناطقهم ، ودمرت مدنه وسرقت الحلم والإرادة الكُردية في سوريا .

– و كذلك يفسر لنا سبب صمت المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي و تخاذلها تجاه أخوتهم الكُرد شركائهم في الوطن و خاصةً فيما يتعلق بالشعب الكُردي في منطقة عفرين من جرائم وتعسف وتنكيل ، فهؤلاء ينظرون للشعب الكُردي نظرة العداء والكراهية ، و لسنا هنا لنتحامل عليهم في الوصف ، ولكن الحقيقة المكشوفة أمامنا تستقرئ السنين الذي عاشها هذا الشعب المفجوع من عذابات وإلى هذه اللحظة ، ولعل الغالبية من الشعب العربي السوري يعتريه نفس الإحساس في أتخاذ موقف العداء والحقد تجاه الكُرد وقضيتهم بعد سنين عجاف مر على الشعب السوري خلال أربعة عقود من حكم البعث العربي ، ولعل النظام أستطاع أن يزرع في تلافيف أدمغة هؤلاء المتزمتين أفكار وثنية تجاه عموم الشعب الكُردي ، واستطاع زرع الشرخ والشقاق بين صفوف أبناء الوطن الواحد بعدما كانوا متعاضدين وفي لحمة وطنية قلّ نظيره قبل أستلام البعث مقاليد السلطة ، ولعل التاريخ السوري بعد نيل الأستقلال من الأحتلال الفرنسي شاهد على تلك اللحمة التي لا يشوبها شائب ، وكأن الشعب الكُردي شعب غريب عن المنطقة ، و لا ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة والمباركة ، ولم يشارك في إجلاء المحتل الفرنسي ، و لم يكن صانعاً لتاريخ سوريا القديمة والحديثة ولم يكن دمائه مجبولة بتراب الوطن عبر التاريخ وإلى يومنا هذا ، و كأن الكُرد وكما تقول بعض الفئات السورية العربية النخبوية الكلعة والحاقدة و في مناسبات عديدة أن الشعب الكُردي جاء من بلاد الله الواسعة ودخلوا سوريا خلسة فاستقبلهم العرب السوريين من بعدها كضيوف وعاملوهم معاملة الضيف ولا يحق لهم المطالبة بأي شيئ !! وهنا الطامة والمصيبة ، والأنكى من ذلك هو أن البسطاء و السذج منهم يصدقون هذه الترهات ويرددونها كالببغاء من بعدهم ؟؟

– فإلى متى سيبقى الشعب الكُردي في سوريا رهينة ذهنيات أتوقراطية شمولية منهمكة في البحث عن ثغور هنا وهناك لينتقم من الكُردي الذي كان وما يزال يرى في نفسه أبن هذا البلد و من ريغ الوطن ، وهو الذي ساهم في صناعة سوريا وإجلاء الفرنسي و استمات في الدافع عن تراب وطنه عبر التاريخ ، ويعيش على أرضه التاريخية رغم إنكار ذلك .

– ألم يكن هذا العربي الذي يرفع خنجره وسكينه بوجه الكُردي و يريد الأنتقام منهم شر أنتقام في منطقة عفرين هو أول من ساعد الـ PYD في التوسع والتمدد في سوريا ليصبح فيما بعد خنجراً في خاصرة الكُرد !!

– ألم يكن هذا العربي الذي يهدد ويفتك ويسرق الشعب الكردي في منطقة عفرين هو من آوائل من وقف وساند PYD ودعمه بالعدة والعتاد الحربية وفتح له الطرقات للتحرك !!

– ألم يقم هذا العربي الذي جعل من حزب الأتحاد الديمقراطي مشجباً و مطية للأنتقام من الشعب الكُردي وإنكار قضيته في سوريا بأرسال شاحنات مليئة بالأسلحة للـ PYD مقابل المال الحرام !!

– ألم يكن هذا العربي عائقاً أمام الثوار الكُرد والمعارضين الكُرد وقام بتقزيمهم و حال دون تقويتهم ودعمهم !!

– ألم يقم الكُردي في صفوف المعارضة السورية بتقديم سوريته على كُرديته ، وقال عن نفسه ” سوري كُردي ” بينما أنتم ماذا فعلتم !! قدمتم عروبتكم على سوريتكم وإلى هذه اللحظة تكتبون ( الجمهورية العربية السورية ) وبذلك فضّلتم العروبة على سوريا ، ومن ثم تنعتون الكُردي بالعنصري والأنفصالي !! رغم أن الكردي لا يريد سوى حقوقه القومية الكاملة ضمن سوريا موحدة وأنتم تعلمون ذلك ولكنكم تكذبون .

– فإلى متى سيبقى هذا العربي حاقداً على الكُردي ، وإلى متى ستنكرون وجود الشعب الكُردي وقضيته في سوريا وتكونوا برزخاً في نيل حريته الكاملة ، وإلى متى ستصبون جام غضبكم على الكُردي كلما طالب هذا الكردي بحقوقه المشروعة على أرضه ، ومتى ستعترفوا لشعبكم أن الـ PYD عدو للشعب الكُردي قبل اي أحد ، فلا تحملوا وزر هذه المنظومة وآثامه على الشعب الكُردي كي لا تصبح المنطقة عصفاً مأكولاً فتلتهم كِلانا .

ملاحظة : أستثني الأخوة العرب الشرفاء والوطنيين الذين يرون في الشعب الكُردي أخوة لهم وشركاء في الوطن .

مقالات ذات صلة

USA