عدنان عبد الرزاق// العربي الجديد:30/6/2020
تضاربت الأنباء في سورية أخيراً حول وفاة رئيس الوزراء السابق في حكومة بشار الأسد، عماد خميس، القابع في سجن عدرا نتيجة “فساده ومحاولة الهروب من سورية وتهريب 400 مليون دولار”، وفق رواية النظام.وفي وقت أكد فيه مصدر من دمشق لـ”العربي الجديد”، وصف نفسه بالمطلع رافضاً نشر اسمه لأسباب أمنية، مقتل خميس في سجن عدرا، مشيرًا إلى أنّ نظام الأسد يروّج أنه مات بسبب أزمة قلبية، وقد تم نقله أول من أمس إلى مشفى الشامي وسط العاصمة السورية، تمهيداً لإعلان الوفاة. شكّكت مصادر أخرى في حديثها لـ”العربي الجديد” برواية القتل، مؤكدة أن خميس يقبع “حتى تاريخه” بسجن عدرا بتهمة الفساد، بعد كشف مبالغ كبيرة تم سرقتها عبر مناقصات وعقود شراء “منها قطع ومعدات لمعامل تجميع السيارات”.وتابعت المصادر الخاصة من دمشق أن رئيس مجلس الوزراء الجديد، حسين عرنوس، فكك “جماعة عماد خميس”، وأنهى اليوم الثلاثاء تكليف مدير المكتب الصحافي لرئيس الوزراء السابق “مرشد ملوك” وعودته لجريدة الثورة الحكومية، وألغى عشرات العقود الاستشارية مع “خبراء وظفهم خميس”، فضلاً عن “التريث” بعقود مبرمة مع رجال أعمال سوريين لاستيراد مواد غذائية ومشتقات نفطية، وتوقيف “صفقات كثيرة” حتى مع الجانب الإيراني متعلقة بصناعة السيارات.وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد أصدر، في 11 يونيو/حزيران الجاري، مرسوماً قضى بإعفاء رئيس مجلس الوزراء عماد خميس من منصبه، وتكليف حسين عرنوس بمهام رئيس مجلس الوزراء إلى حين انتخاب مجلس الشعب الجديد وتشكيل حكومة جديدة. مصدر حكومي سابق رأى خلال تصريح لـ”العربي الجديد” أن نظام الأسد اليوم “يتاجر بجثة عماد خميس”، فعلى الرغم من أن كل الاحتمالات قائمة، إلا أن الأرجح أن “قصة موت خميس هي لعبة أمنية بإيعاز من بشار الأسد، لإلهاء الناس والإعلام، ولا يستبعد أن نرى خميس قريباً، مداناً أو بريئاً”.وحول ما يقال عن انتهاء دور خميس الوظيفي وأن المرحلة بحاجة لكبش فداء لتسكين الشارع السوري المنتفض جراء التفقير والجوع، يقول المسؤول السابق: “هذا صحيح، ونظام الأسد من أبرع من يستخدم مسؤوليه، لكنه قلما يرميهم من دون تدوير واستثمار، حتى وهم أموات”. ويكشف المسؤول أن “هناك خطة أمنية تم تمريرها للإعلام بسورية، لتحميل الحكومة وزر الفقر وسوء الإدارة واستثمار الموارد خلال الحرب، إلى جانب مقولات الاستهداف الخارجي والمؤامرة على سورية، وإبعاد رئيس النظام عن أي مسؤولية” بل “ومنع استخدام حتى صور بشار الأسد حين الحديث عن أخطاء المرحلة ومكافحة الفساد”.ويختم المسؤول السوري حديثه لـ”العربي الجديد” بالقول إن “نظام الأسد اقترف ويقترف جرائم أفظع من قتل رئيس الوزراء، ولكن إن كانت ضمن هدف أو لخدمة غاية سياسية، فما هي الغاية من قتل عماد خميس وترك لغز وفاته معلقاً، أو ربما يتحول من المنظور الشعبي إلى ضحية وبريء”.وأعاد ما يتردّد عن مقتل عماد خميس، اليوم، السوريين إلى رئيس الوزراء بحكومة حافظ الأسد، محمود الزعبي، الذي قيل إنه انتحر في بيته بمنطقة مشروع دمر في 21 أيار/مايو عام 2000، قبل أن تعتقله مجموعة أمنية أرسلها حافظ الأسد، بعد أن طرد الزعبي في 10 أيار 2000 من حزب البعث، وقرر أنه تجب مقاضاته بسبب فضيحة تورط فيها مع شركة إيرباص الفرنسية لصناعة الطائرات. واتهم الأسد الأب الزعبي وعددا من كبار الوزراء رسمياً باستلام عمولة غير مشروعة قدرها 124 مليون دولار، في ما يتعلق بشراء ست طائرات من طراز 320-200 لشركة الخطوط الجوية السورية في عام 1996.كما تتردّد، على ألسنة السوريين اليوم، ذكرى وزير الداخلية في عهد بشار الأسد غازي كنعان، الذي تم قتله في مكتبه بالوزارة في عام 2005 بعد تصريحه لإذاعة لبنانية ووعيده بكشف ملابسات مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.