لا يوجد مَن ينكر وجود حالة حرب بين العمال الكردستاني المصنّف على لائحة الارهاب أمريكياً وأوربياً، وبين تركيا، ولا يستطيع أحد إنكار أن الـ ب ي د جزء من المنظومة، وكذلك ال ypg جزء من المنظومة العسكرية لحزب العمال، وبالتالي فإن كل تصريحات مسؤولي ال ب ي د وال قسد وغيرها لا معنى لها طالما انها تُدار من قبل قنديل.
ليس خافياً أنه لا وجود لاتفاق سياسي بين ال ب ي د وقسد وبين امريكا، بل وعلى الدوام كانوا مجرّد أدوات استخدام مقابل المال، وقد أفصح عن ذلك الرئيس الامريكي بكل وضوح في مؤتمره الصحفي حين قال (الاكراد قاتلوا معنا، ولكنهم حصلوا مقابل ذلك على اموال طائلة وعتاد هائل، وهم يقاتلون تركيا منذ 30 سنة) كما أن السيد ترامب كان قد قرّر في العام الماضي سحب القوات الامريكية من المنطقة، لكنه أجّل القرار لأسباب متعددة، ولم يلغها.
إن هذا التصريح يؤكّد على شيئين:
الأول: إن الـ قسد والـ ب ي د قاتلا مقابل المال والسلاح.
الثاني: إنهما جزء من حزب العمال الذي يؤكّد انه يقاتل تركيا منذ 30 سنة.
ما من أحد يستطيع القول أو الجزم أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تتخلى عن تركيا العضو القوي في حلف الناتو، والشريك لأمريكا في مجالات عدة سياسية واقتصادية وأمنية ومنذ عقود طويلة من اجل الـ ب ي د وقسد؟
هل يظنُّ عاقل أن تركيا ستقبل بوجود قوة عسكرية على حدودها تُدار من قبل قنديل؟
لذلك فان بقاء الـ ب ي د وقسد في شرق الفرات يعني بالضرورة تدخلاً تركياً يوماً ما في تلك المنطقة حين تتهيأ الظروف، من المؤكد أننا لا ندافع عن التدخل التركي أو نبرره، وإنما نسرد الوقائع والمعطيات التي تؤكد بما لا لبس فيه بأن التدخل حاصل لا محالة، وإنما التوقيت تُحدّده الظروف.
هناك شيء واحد فقط قد يجنّب الحرب التي نتمنى، بل نطالب بعدم حدوثها في هذه المنطقة، وهو إعلان الـ ب ك ك الانسحاب الكامل بقياداته السياسية والعسكرية من شرق الفرات، ومن سوريا وفق ترتيبات مع الجهات المعنية وبالتنسيق والمشاركة مع القوى الوطنية المحلية من سياسية وعسكرية.
فهل يلجأ الـ ب ك ك إلى هذه الخطوة، ويتخّذ قراراً صحيحاً ولو لمرة واحدة منذ تأسيسه أم سيستمر في معاركه العبثية الخاسرة، ويدفع الشعب الكردي ضريبة غالية.. ضريبة بالدم والوجود القومي نتيجة السياسات الرعناء لهذا الحزب الذي ابتلي به شعبنا؟
9-10-2019