بالإضافة إلى بعض قواعد الصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات التي لم يُعلن عنها ولم تستخدم حتى الآن، ويلحق بهذه القواعد محطات استطلاع على مختلف الارتفاعات وفي كل الاتجاهات، وتنتشر هذه القواعد على مساحة القطر كاملة، وبهذا ومن المفروض أنه لا يمكن اختراق هذه المنظومات بسهولة إلا أن معظم هذه الأنواع من الصواريخ دخلت الخدمة في جيش الأسد في الفترة الواقعة بين عامي “1969” وحتى عام “1981” باستثناء ثلاث أنواع حديثة دخلت الخدمة بعيد عام “2007” ولم يتوفر منها ما يمكن أن يغطي كامل الأراضي السورية خاصة بعد فقدان كثير من المحطات القديمة خواصها الفنية والقتالية نتيجة الزمن وتطور الأسلحة الجوية الإسرائيلية وغيرها.ومن هنا علينا أن نعترف بأن الإمكانيات القتالية لمنظومات الدفاع الجوي السورية والروسية والإيرانية المجتمعة على الأراضي السورية لا تضاهي فنياً وقتالياً الإمكانيات القتالية والفنية للأسلحة الجوية والصواريخ الإسرائيلية الحديثة وهذا هو سبب واقعي لا يمكن تجاوزه عندما نريد تفنيد أسباب عدم فعالية الدفاع الجوي الأسدي في مواجهة الغارات الإسرائيلية، أما الأسباب الأخرى وأهمها ما يمكن أن يكون اتفاقا إسرائيليا روسيا وجناحا تابعا لروسيا في الجيش السوري والذي يأتي في إطار إخراج القوات الإيرانية من سوريا وأعتقد أن هذا هو الاحتمال الأكثر واقعية خاصة أن الضربات تستهدف مناطق دقيقة جداً وبتوقيت دقيق يؤشر وبشكل واضح على أن من يشي بالإحداثيات الدقيقة لهذه المواقع وما تحتويه وتوقيت اجتماع أو وصول المسؤولين الإيرانيين إليها لابد أن يكون قريب جداً من أصحاب القرار في هذه المنشآت والمسؤولين عنها.
وما يعزز هذه الفرضية هو عدم القيام بأي رد فعل بُعيد أي ضربة إسرائيلية يمكن من خلالها استهداف المواقع الإسرائيلية في العمق على الرغم من وجود إمكانية ذلك بسبب امتلاك جيش الأسد صواريخ أرض – أرض قصف بها الشعب السوري الثائر والتي وصلت إلى الحدود التركية التي تبعد أكثر من “350” كيلومترا عن دمشق ومن المؤكد أنها قادرة على الوصول إلى أي هدف في إسرائيل، كما يعزز فرضية الاتفاق الروسي الإسرائيلي هو عدم تصدي قواعد الصواريخ الروسية “S-400” الموجودة في قاعدة حميميم على الساحل السوري والتي تملك الإمكانيات للتصدي لهذه الطائرات ولو بشكل جزئي، أما لماذا لا يقوم الإيرانيون بالرد على الاستهداف المتكررة لحرسها الثوري وميليشياتها وكبار ضباطها وفنيها العاملين في سوريا فهذا السؤال أعتقد الإجابة عليه من خلال تقدير الإمكانيات القتالية للقوات الإيرانية في سوريا وقدرتها على المواجهة العامة مع إسرائيل وأميركا في سوريا أو لبنان أو العراق وأعتقد جازماً أن نظام الملالي لو يستطيع الرد على هذه الضربات وخاصة الضربات التي أدت إلى مقتل خيرة قياداته في الحرس الثوري أمثال قاسم سليماني وغيره من كبار قادة الحرس الثوري لما تأخر لأنه يعرف بأنه لا يملك خطة جاهزية لقواته في الوقت الحالي يمكن أن تقارع القوات الجوية والصاروخية الإسرائيلية، ولهذا السبب أعتقد أنه يلتزم الصمت مكتفياً بالتهديد والوعيد الإعلامي بانتظار استكمال البنية القتالية والفنية لقواته في مناطق نفوذه في سوريا والعراق ولبنان