• الجمعة , 19 أبريل 2024

ما دلالات التغييرات التي طالت أجهزة مخابرات الأسد الأخيرة؟

شهدت الأيام الأخيرة عدة تغييرات طالت رؤساء أجهزة مخابرات الأسد والأفرع الأمنية، علاوةً عن التغييرات والترفيعات التي طالت عشرات ضباط الأمن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مما يعني أن هذه التغييرات لم تأتِ عن عبث أو تُعتبر تغييرات عادية، وإنما لهذه التغييرات دلالاتٍ عدة وأسباب أجبرت الأسد على إجرائها.

وذكرت مصادر موالية لنظام أسد أن التغييرات طالت أهم الشخصيات التي قادت مخابرات أسد خلال العقود الأخيرة ولها باع طويل في الإجرام والقتل والتعذيب، والمُفاجئ فيها للمتابع هو التخلّي عن اللواء “جميل الحسن” وتسريحه من منصبه في رئاسة المخابرات الجوية، وتعيين اللواء “علي مملوك” المعروف بإجرامه نائباً لبشار الأسد، وكذلك تعيين كلاً من اللواء “غسان جودت اسماعيل” رئيساً للمخابرات الجوية، واللواء “حسام لوقا” مديراً للمخابرات العامة خلفاً للواء “ديب زيتونة”، بالإضافة لتعيين اللواء “ناصر العلي” رئيساً لشعبة الأمن السياسي واللواء “ناصر ديب” رئيساً لإدارة الأمن الجنائي

إعادة هيكلية بأوامر روسيّة

ووفق الخبير العسكري العقيد وليد حجازي، فإن هذه التغييرات جاءت بأوامر روسيّة من أجل إعادة هيكلية أجهزة مخابرات الأسد، وقال حجازي لأورينت نت “عملت روسيا خلال الأشهر الأخيرة على إعادة هيكلية هيئة أركان ميليشيا أسد الطائفية وكذلك بعض الأفرع الأمنية ووزارة الداخلية، ومؤخراً أجرت عدة تغييرات طالت أهم رؤساء وقادة أجهزة مخابرات الأسد، حتى طالت التغييرات أهم مجرمي الحرب في سوريا اللواء جميل الحسن والذي كان بشار الأسد قد مدّد له منذ أيام لمدة عام كامل، ولكن الأوامر الروسية أهم من كل قرارات السيادة السورية”.

وأضاف العقيد معللاً سبب هذه الإجراءات بقوله، “روسيا تُريد فرض سيطرتها على كافة مفاصل ميليشيا أسد ومخابراتها بكافة أقسامها، وهي بنفس الوقت تدّعي التزامها للمجتمع الدولية بقدرتها على إدارة سوريا والتمسك بأجهزتها الاستخباراتية والأمنية، ولكن الحقيقة أن أغلب هذه الأجهزة كانت غير خاضعة للسيطرة الروسية عدا عن جهاز المخابرات الجوية، ولذلك أجبرت الأسد على التخلّي عن أهم أذرعه الأمنية واستبدالهم بشخصيات أكثر قُرباً من القوات الروسية”.

وتابع العقيد حجازي، “كما تسعى روسيا لتسويق طروحاتها السياسية خلال المحافل الدولية، ولذلك كان عليها إجراء هذه التغييرات كوْن كافة رؤساء أجهزة المخابرات والضباط الذين طالتهم آلة التغيير هم من الشخصيات المتهمة دولياً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، ويصعب مع هؤلاء تحسين صورة نظام الأسد دولياً”.

تقليص الهيمنة الايرانية وحلفها الداخلي

فيما ذهب قاضي الفرد العسكري المنشقّ عن المحكمة العسكرية، المحامي حسين علولو، إلى أن هذه التغييرات جاءت لتقليص الهيمنة الايرانية وحلفها الداخلي بقيادة ماهر الأسد وبعض الضباط الذين طالهم التغيير، وقال علولو لأورينت نت “جرت تغييرات سابقة خلال الشهور القريبة وكان من بين التغييرات تغيير رئيس شعبة الأمن العسكري اللواء محمد محلا والذي كان يُعرف بولائه الكبير للحلف الايراني في سوريا”.

ويُكمل علولو حديثه لأورينت نت، “وخلال الأيام الماضية جرت عدة اجتماعات اقليمية في اسرائيل أو بالقرب منها من أجل طرح بعض المسائل حول التواجد الايراني في سوريا، ولكن ضباط الحلف الايراني رفضوا المساس بالوجود الايراني في سوريا وخاصة في الجنوب السوري، ومن بين هؤلاء كان اللواء جميل الحسن الذي تمت إقالته بعد عدة أيام من زيارته للجنوب السوري رغم تمديد عمله لمدة عام منذ أيام قليلة”.

وأشار المحامي علولو إلى أن، “أمرت روسيا نهاية الشهر الماضي بشار الأسد بإصدار قانون لإحداث فرع أمني جديد تحت اسم “فرع أمن المنشآت” لمنع أي انقلاب عسكري على الحكم في سوريا، وجاء ذلك الأمر الروسي لعلمهم بوجود تململ بين الحلف الايراني والضباط الموالين له من طريقة الحكم في سوريا والسيطرة الروسية على قراراته، وبنفس الإطار فالتغييرات التي جرت كانت لتقويض الحلف الايراني ومنعه من الانقلاب على الوجود الروسي والحكم في سوريا”.

توازن طائفي شكلي

وأما المعارض السوري محمد ياسين نجار رأى أن هذه التغييرات جاءت كرسالة للمجتمع الدولي بأن قيادة أجهزة المخابرات السورية هي ذات تنوّع طائفي متعدد وليس حكراً على طائفة بعينها، وقال نجار “هذه التغييرات أدت لتوزّع طائفي وهمي بسيطرة الطائفة العلوية على أهم جهازي مخابرات وهما المخابرات الجوية والعسكرية، فيما ترأّس جهازي الأمن السياسي والمخابرات العامة شخصيات من الطائفة السنية محسوبين على العشائر والشركس في سوريا”.

وتابع النجار، “هذه التغييرات عبارة عن تسويق عالمي لشخصيات أقل إجراماً من التي سبقتها، وغير معروفة دولياً وداخلياً بعكس الشخصيات التي تم الاستغناء عنها والتي كانت ترأس أجهزة المخابرات سابقاً، كما يرغب نظام الأسد بوجود شخصيات جديدة تُخفّف عنه حدّة ملفات الحكم في سوريا والعقوبات الخارجية، وكي لا تخرج هذه الأجهزة عن سيطرة الأسد لها”.
المصدر: أورينت نيوز

مقالات ذات صلة

USA