• الخميس , 25 أبريل 2024

ميليشات قسد تسلم كوباني الى نظام الأسد تزامنا مع استياء شعبي واسع .


بعد انسحاب القوات الأمريكية يوم أمس من عدة مدن وبلدات هامة بمحاذاة الحدود السورية التركية، ومع التقدم المستمر والتي احرزته قوات الجيش التركي والجيش الوطني السوري ضد ميليشات pkk /pyd الارهابية في شمال شرق سوريا، بدأت ملامح التحالف بين كل من ميليشيات “قسد” ونظام الأسد تتضح وتظهر إلى العلن بعد سنوات من التنسيق الخفي أو غير المباشر.
حيث اعلن قبل ايام قليلة  “مظلوم كوباني” وهو أحد قياديي ميليشيات “قسد”، بأنهم يدرسون خيار التحالف مع نظام الأسد لمواجهة تركيا في حال شنت معركة عسكرية في مناطق شرق الفرات، وقال كوباني في لقاء متلفز معه يوم أمس بأن أحد خيارات “قسد” على الطاولة هو عقد شراكة مع نظام الأسد.
حيث دخلت قوات الأسد وميليشياته ، مساء الأربعاء، مدينة كوباني “عين العرب” في شمالي سوريا بموجب اتفاق الذي تم عقده بين ميليشات قسد ونظام الأسد وبرعاية الاحتلال الروسي.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريطًا مصورًا يظهر سيارات وآليات عسكرية تتبع لقوات النظام وهي تدخل إلى المدينة وسط استياء كبير للسكان، لا سيما أن المدينة تعتبر عاصمة الأحزاب الكردية في سوريا.

ومن الجدير بالذكر ان كوباني (عين العرب) في عهد النظام السوري عانت  من إهمال متقصد ومنهجي، يمكن إدراجه ضم سياسة الإهمال والتمييز التي طالت عموم الشعب الكردي ومناطقه في سوريا، حيث لم يعترف النظام البعثي السوري بالهوية الكردية، وظلّ ينظر نظرة أمنية متوجسة إلى الكرد ومناطقهم. فرغم الطابع الزراعي لمنطقة كوباني إلا أن النظام لم يقم فيها أي مشروع أو مصنع أو بنية تحتية صناعية أو تعليمية أو خدمية، وجعلها عرضة للإهمال والنسيان.

ومع اندلاع الثورة السورية كانت كوباني من اولى المناطق التي شاركت في المظاهرات المطالبة باسقاط النظام وشهدت  قيام مظاهرات ضد نظام الأسد عدت من اكبر المظاهرات في سوريا ومنها :
جمعة اذادي في 20/5/2011
وجمعة فك الحصار عن درعا في30/4/2011
وجمعة مظاهرة التحدي 12/5/2011
وبعد أن شعر نظام الأسد بخطورة هذه المدينة عليه عمد إلى تسليمها الى ميليشا pkk /pyd وعمدت تلك المليشيات على ممارسة اقسى أنواع الترهيب ضد اهالي هذه المدينة وارتكتب مجازر عديده حيث أقدمت ميليشا pkk على ارتكاب مجزرة مروعة ضد الاهالي في قرية تل غزال حيث في 23/6/2013 الساعة 5 عصرا دخلت مجموعة من السيارات العسكرية المدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة  إلى بلدة “تل غزال” و إطلقت الرصاص الحي وأدى إلى فقدان 3 أشخاص لحياتهم وهم كل من “حيوي عبدو – مصطفى عبدو – محمود عمر”..
كما قامت ميليشا pkk على منع اي مظاهرات نظام الأسد واستخدمت القوة ضد الأحزاب السياسية حيث ارتكبت ميليشا pkk جريمة اخرى إضافة الى سلسلة الجرائم ضد أبناء كوباني حيث استشهد الشاب ولات محمد صالح حسي 18 عاماً, بعد تدهور صحته متاثرا بجروحه بعد اطلاق النار عليه خلال مظاهرة كوباني يوم 9/11/2012, اثناء مشاركته في مظاهرات “جمعة” التي قامت في كوباني تحت اسم “آن الأوان الزحف إلى دمشق “.
و كانت عناصر مسلحة تابعة لحزب الـ PYDفي كوباني قامت بتصويب الرصاص الحي على مظاهرة مناهضة للنظام قبيل ظهر “اليوم الجمعة9/11/2012, في كوباني ، شاركت فيها جموع شعبية غفيرة من المواطنين و التنسيقيات و مناصري المجلس الوطني الكردي الامر الذي أدى الى اصابة اربعة متظاهرين باصابات مختلفة كان من بينهم الشهيد ولات محمد الذي تم نقله من مشفى كوباني عن طريق باب جرابلس بمساعدة الجيش الحر الى مشفى في مدينة عنتاب التركية, حيث وافته المنية فيها.

لم تحد  جرائم pkk شعب كوباني عن الاستمرار في الثورة السورية وخاصة بعد وقوف الاحزاب الكوردية في وجه ممارسات هذه الميليشا اكثر من مرة سعت pkk إلى تدمير هذه المنطقة من خلال هجوم داعش البربري والذي ساعد ميليشا pkk  على إفراغ هذه المدينة وتدمير البنية التحتية حيث  بدأ الهجوم الكبير والشامل لمقاتلي “داعش” على ريف كوباني في ليلة 15 سبتمبر/أيلول 2014، واستخدم التنظيم الدبابات والأسلحة الثقيلة وبقدرة وكثافة نارية كبيرة ومركزّة ومارست ابشع أنواع الجرائم ضد ابناء كوباني وبعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وبدا عودة الاهالي الى المدينة عمدت  داعش عن طريق مساعدة ومشاركة عناصر من  ميليشا pkk على ارتكاب مجزرة كوباني ففي تاريخ 25/6/2015  اقدمت مجموعات إرهابية من  عناصر داعش ومشاركة قيادات من ميليشا pkk في ارتكاب ابشع مجزرة بحق الأهالي حيث تفاوتت بين القتل المباشر من خلال قطع العنق بآلات حادة و القتل عن قرب بأسلحة نارية ومن خلال عمليات القنص و عمليات التفجير الانتحارية وادت الى فقدان ما يقارب 600 مدني حياتهم.
كما يشار انه وحتي الان لم يعد الى المدينة سوى ثلث سكان تلك المدينة والجزء الاكبر مازالوا يعيشون في تركيا واقليم كوردستان العراق رافضين العودة نتيحة ممارسات وسياسات ميليشا pkk/pyd   من الخطف والقتل ومنع الحياة السياسية و التجنيد الإجباري.
واليوم وفي تاريخ 16/10/2019 وبعد ايام من انظلاق  عملية نبع السلام والتي تهدف إلى تحرير هذه المنطقة من ميليشا pkk الأرهابية اقدمت هذه الميليشا الى تسليم المدينة إلى قوات الأسد والاحتلال الروسي وفي هذا الصدد صرح لموقعنا المواطن (س، ع) :
إن كوباني يوم شهدت يوما اسودا  حيث لاول مرة ومنذ بداية الثورة يتم رفع علم نظام الأسد وسط هتافات مؤيدة له من قبل عناصر وكوادر ميليشاpkk وتم رفع صور بشار الأسد الى جانب صور عبد الله اوجلان. في هذه المدينة التي كانت ومازالت ضد نظام الأسد المجرم.

مقالات ذات صلة

USA