تعمل إيران على تأسيس ميليشيا جديدة لها في سوريا تحت إشراف خبرائها الذين يدعمون نظام بشار الأسد، في مؤشر على مواصلة طهران لتوسيع نفوذها العسكري داخل الأراضي السورية، وفقاً لاتفاق سابق مع النظام.
وقال موقع “صوت أمريكا” في تقرير نشره، أمس الأحد، وترجمته “السورية نت”، إن الميليشيا التي تؤسسها إيران تتألف من لا يقل عن 1200 مقاتل، وهم عناصر سوريين محليين جندتهم طهران من مناطق سورية مختلفة.
وعمل مسؤولون في نظام الأسد وإيران منذ وقت طويل لإنشاء هذه القوة الجديدة، بحسب ما ذكره مصدر أمني إيراني للموقع الأمريكي – لم يُذكر اسمه – وأضاف أن تأسيس هذه الميليشيا جزء من اتفاق توصلت إليه طهران مع نظام الأسد عام 2017.
وقال علي الفونيه المحلل الذي يتابع عن كثف نشاطات “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا، إن تشكيل هذه الميليشيا أمر مرجح للغاية، مضيفاً أنه من خلال متابعته تعرف على عدد من عناصر ميليشيا “حزب الله” الذين ولدوا ونشأوا في سوريا، وتابع: “تلك علامات تدعم بقوة احتمالات إنشاء هذه الميليشيا”.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الغالبية الساحقة من الميليشيا الجديدة تتألف من مواطنين سوريين، يعملون بشكل مختلف في الكتائب الأخرى التي تدعمها إيران، وتكونت خصيصًا للقتال في سوريا خلال السنوات الماضية.
ونقل موقع “صوت أمريكا” عن سيث فرانتزمان، وهو المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للإبلاغ والتحليل في واشنطن، قوله، إن “خطة إيران لتشكيل ميليشيا جديدة هو جزء من استراتيجية أوسع لإيجاد موطئ قدم لها (في سوريا) على المدى الطويل”.
وأضاف أن وجود المزيد من القواعد والميليشيات التابعة لإيران، بما فيها الميليشيات التي تتشكل من سوريين موالين لطهران، يدهم هدف طهران في بناء ممر بري لزيادة نفوذها عبر العراق وسوريا ولبنان.
ولفت فرانتزمان إلى أنه بعد قرار أمريكا بسحب قواتها من سوريا، “تسعى إيران لإبرام اتفاق مع تركيا وروسيا حول مستقبل سوريا، فلدى طهران ميليشيات موالية لها في العراق، ولبنان، واليمن، وبوجود ميليشيات مماثلة في سوريا سيتماشى مع هذا النهج”.
ومن جانب آخر، تحدث تقرير الموقع الأمريكي عنه أنه منذ بداية العام 2013، قُتل ما لا يقل عن 2100 عنصر من “الحرس الثوري” الإيراني، أو الميليشيات الموالية له في سوريا، حسب تقديرات المؤسسة الإيرانية لشؤون القتلى والمحاربين.
ولفت الموقع إلى الحجج التي تستخدمها إيران للتدخل في سوريا، ومن بينها ادعائها بأن الميليشيات المساندة لها تحمي ضريح “السيدة زينب” في ريف دمشق، وغيرها من “المقدسات الشيعية”، وأضاف أن الميليشيات التي استقدمتها إيران تنحدر من لبنان، وباكستان، وأفغانستان.