482 بياناً و تقرير اتهام محلي ودولي، و قوات الحماية الكردية ما زالت تنكر انتهاكاتهاخاص السوري الجديد * كبرئيل صومي مقدمة:أثار تقرير استقصائي صادر عن منظمة العفو الدولية في 13 تشرين الأول الجاري، اتهمت من خلاله قوات الحماية الكردية بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة بحق العرب والتركمان، موجة استنكار وتشكيك من قبل المتحدثين باسم حزب “الإدارة الذاتية” و قوات الحماية الكردية ومناصريهم من الشخصيات والمنظمات المرتبطة بهما. معتبرين أن التقرير الدولي المدعم ببحث استقصائي وعشرات الشهادات الحية غير نزيه وغير محايد واعتمد على شهادات غير مكتملة. و قد شنّت الماكينة الإعلامية للإدارة الذاتية (التي تضم قوات الحماية الكردية) حملة تشكيك واسعة بالتقرير اعتمدت فيه على بعض الشخصيات الكردية وشخصيات من المكونات الأخرى، وبعض المحسوبين على النظام السوري أو المرتبطين بمشروعه.فمن متحدث عبر إحدى القنوات الفضائية اعتبر المنظمة الدولية “مخترقة من قبل داعش”، إلى من اتهمها بأنها تأخذ معلوماتها من مصادر (شوفينية)، إلى تقرير صدر عن أعضاء قياديين في رابطة الصحفيين (السوريين) يشكك بتقرير المنظمة الدولية ويحاول طمس هوية الفاعلين، وانتهاء بنثر الشتائم ضد الشخصيات والمنظمات العربية التي تحدثت عن التقرير واتهامها بالشوفينية، كما لم تنجُ بعض الأحزاب والقوى الكردية المعارضة للإدارة الذاتية من الحملة فاتهمت بالأردوغانية والعمالة والخيانة أحياناً. أمام حالات الإنكار المستمرة هذه، ومحاولة تحويل انتقاد انتهاكات قوات الحماية الكردية -التي لم يعد ممكناً إخفاؤها- إلى تابو وربطه عنوة بمظالم الأكراد التاريخية وتصوير المنتقدين كمنكرين للقضية الكردية، و أمام الأرض والدم السوريين المستباحين على ايدي من ينسبون أنفسهم لقضية مظلومية عانت ذات المآسي، لم يعد ممكناً الاستمرار بلعبة التخفي، لذا قمنا بإجراء هذا البحث الاحصائي الذي تبين من خلاله أن تقرير منظمة العفو الدولية في الحقيقة هو الأخير، لكنه ليس الوحيد الذي تحدث ارتكاب قوات الحماية الكردية لانتهاكات خطيرة ضد القانون الدولي، من عمليات قتل وقمع ومصادرة حريات وتهديم قرى وتهجير منظّم، طالت الجميع الأكراد والعرب مسلمين ومسيحيين أيضاً، فقد سبق هذا التقرير المئات من البيانات والتقارير المشابهة التي أصدرتها جهات مختلفة، محلية ودولية، مسلمة ومسيحية، عربية وكردية أيضاً. بيانات من مختلف الجهاتمجمل التقارير و البيانات الصادرة من جهات دولية أو محلية والتي استطعنا الحصول عليها وتوثيقها بلغت 482 تقرير وبيان صحفي، و المفاجئة بأن أكبر عدد من تلك التقارير والبيانات بحق تلك القوات، صدر عن أحزاب ومنظمات كردية بواقع 376 تقرير من ضمنها 86 بياناً صدر عن أحزاب كردية مختلفة ضمن ما يعرف بالمجلس الوطني الكردي أهم كتلة كردية اليوم، اتهمت من خلالها قوات الحماية الكردية بارتكاب جرائم ضد المكوّن الكردي، ودفعه للهجرة.تعريف موجز بقوات الحماية الكرديةنقصد بالقوات الكردية تلك التي تم تشكيلها من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية PYD (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه عبد الله آوجلان)، وتعمل وفق منهجية العمال الكردستاني المصنف كحزب إرهابي عالمياً، والذي يعتبر العنف الثوري أحد أهم مرتكزاته، يستخدم مسمىYPG كاختصار لأسمها الكردي (قوات حماية الشعب). وكلمة الكردية قد يفهم منها بأنها إشارة إلى جميع الأكراد، وهذا ليس صحيحاً، فهذه القوات اقترفت انتهاكات كبيرة بحق الأكراد أنفسهم. حزب الاتحاد الديمقراطي PYD هو أحد أحزاب هيئة التنسيق الوطنية التي يتزعمها حسن عبد العظيم، والتي تبنت اللاءات الثلاثة (لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل العسكري)، والتي اتضح بأنَّ لا قيمة لهذه اللاءات بعد أن تغاضت عن عنف أحد أحزابها، وصمتت إزاء الميلشيات الطائفية الإيرانية وحزب الله، وابدت موقفاً مشجعاً للتدخل العسكري الروسي أخيراً ضد الأراضي الروسية.يرتبط حزب العمال الكردستاني PKK بعلاقة وثيقة مع نظام الأسد منذ فترة الثمانينات، فقد سمحَ له نظام الأسد الأب بالإقامة والتدرب في سورية خلال الفترة 1988-1998، وكانت تلك القوات خلال تلك الفترة تشن الهجمات انطلاقا من الأراضي السورية، ولها الحرية في تجنيد أكبر قدر ممكن من الأكراد السوريين.كانت فسلفة آوجلان أيضاً تنفرد عن باقي الأحزاب الكردية بأنه لا يرى (أي وجود لكردستان في سورية) وأن الأكراد فيها نتيجة ظروف الحرب والتهجير، لذلك يتهم مناوئي آوجلان هذا الحزب بأنه حزب يستغل البسطاء، وقياداته مرتبطة بإيران والنظام السوري. العمال الكردستاني يعود للساحة السوريةمع بدء الثورة السورية، وتحديداً في نهاية سنة 2011، بدء الظهور العلني لعناصر حزب العمال الكردستاني على الساحة تحت مسمى قوات الحماية الشعبية YPG، وقد أخرج النظام جميع العناصر المعتقلين لديه منهم، وأصدر عفواً عن المطلوبين منهم، ومنهم صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يطرح نفسه كحزب سياسي، بينما بالعودة لتاريخه نجد بأنه كان أحد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا.توالت التحالفات بينهم وبين النظام بعد ظهور الجيش الحر، الأمر الذي أضطر النظام لتعزيز قواته في مناطق أكثر أهمية واستراتيجية بالنسبة له في الداخل، وترك قوات بسيطة في محافظة الحسكة، و أسند للقوات الكردية مهمة حماية حقول النفط والحدود مع شمال العراق في معبر دجلة، وأيضاً كلّفها بمهمة قمع الأحزاب الكردية الأخرى، وقمع الحراك الشعبي للتنسيقيات الكردية، وهكذا بدأت مرحلة جديدة من الاعتقالات والتجاوزات والاغتيالات، وطالت رموز كردية كثيرة وعلى رأسها مشعل تمو. خارطة بيانات الإدانة ضدّ القوات الكرديةسنخصص المادة للبحث في البيانات التي صدرت ضدّ الانتهاكات التي قامت بها القوات الكردية، ونتعرف من خلال تلك البيانات على الجهات التي أصدرتها، وعلى موقف الأكراد انفسهم من هذه الانتهاكات. في ظل إدعاء القوات الكردية بأن البيانات ضدّه هي مسيّسة، و صادرة عن أطراف تعادي (الكرد).يمكننا القول بأن طبيعة هذه الانتهاكات وفق التقارير المختلفة الدولية والمحلية، تراوحت بين ارتكاب مجازر وحرق قرى وتجريفها، و تهجير مدنيين ونفي أشخاص واحتلال منازل وقرى ونهب ممتلكات، إضافة إلى قمع تظاهرات، وتجنيد الأطفال، ومنع نشاط جمعيات المجتمع المدني، وعدم السماح لوجود أي قوات موازية معه، باستثناء قوات النظام وجيش الدفاع الوطني والفصائل السريانية والآشورية الاخرى المتحالفة معهم، و أخيراً قوات الصناديد وهي قوة عشائرية تتبع لقبيلة شمر التي يعتبر زعيمها حليفهم الأكبر ويحظى بمنصب شكلي هو (الحاكم المشترك لكانتون الجزيرة). 1- تقارير المنظمات والجهات الدولية اتجاه ممارسات قوات الحماية الشعبية- 1 تموز 2013 أصدر مدير مكتب العلاقات الصحافية فنتريل باتريك في واشنطن بيانا صحفيا باسم الولايات المتحدة الأمريكية أدان فيه موقف حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) بخصوص قتل المتظاهرين وجرح العشرات واعتقال تسعين ناشطا في مدنية عامودا.- 19 حزيران 2014 اصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً حمل عنوان (تحت الحكم الكردي .. الانتهاكات بالمناطق الخاضعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي)، وقد تحدث التقرير عن الاعتقالات التعسفية، والتعذيب الذي ينتهي أحياناً بالوفاة، كما رصد تجنيد الاطفال في قواتهم ومعاركهم، ورصد أيضاً مجزرة القوات الكردية بحق المدنيين في عامودا.- 5 يوليو 2014 اعلنت منظمة نداء الانسانية السويسرية انها تمكنت من الحصول على التزام من اطراف كردية (قوات حماية الشعب، قوات حماية المرأة) من عدم تجنيد الأطفال، وانهم تعهدوا بتسريح 149 طفلاً يقاتلون في قواتهم.- 1 حزيران 2015 نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً عن حملات التطهير العرقي الذي تقوم به قوات الحماية الكردية ضد العرب السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.- 1 حزيران 2015 أثارت مجلة فوكوس الألمانية إحدى ابرز المجلات قضية قيام القوات الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني بتجنيد القاصرات في صفوفها عبر تقرير نشرته وتناوله الإعلام الألماني باهتمام.- 12 حزيران 2015 أعربت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “جيف راثكي”، عن قلقها من تقارير تكشف عن استغلال حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري، للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، في تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.- 7 أيلول 2015 أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً صحفياً حول انتهاكات حقوق الانسان التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته المسلحة ضد المعارضين لهم، وانهم يستخدمون تهمة الارهاب للمخالفين لهم لشرعنة الاعتقالات التعسفية- 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أصدرت منظمة منظمة العفو الدولية تقريراً توثيقياَ شاملاً أثار ضجة كبيرة، وقد جاء في التقرير (التهجير القسري للسكان وتدمير المنازل الذي تقوم به القوات الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها، يشكل “جرائم حرب”.) 2- بيانات الإدانة التي أصدرتها المعارضة السوريةأ- الائتلاف السوري :أصدر الائتلاف لقوى الثورة السورية في الفترة الممتدة بين 13 تشرين الثاني 2013 حتى 17 أيلول 2015 عدة بيانات وتصريحات وتقارير أدان من خلالها قوات الحماية الكردية، استطعنا حصرها بـ 11 بيان إدانة مباشرة. وقد اعتبر الائتلاف في بيانه الأول أن حزب الاتحاد الديمقراطي معادٍ للثورة، بيما أدان من خلال 4 بيانات مجازر و جرائم قتل قامت بها هذه القوات في تل براك، حي غويران، الحاجية، تل خليل، المتينية، كما أدان في ثلاث بيانات أخرى ممارسات هذه الميليشيات ضد الأحزاب الكردية الأخرى من اعتقال وقمع، وفي تصريح لأحد اعضاء اللجنة السياسية للائتلاف أدان في بيان قانون إدارة اموال المهاجرين الذي وصفه بأنه يهدف لتغيير الديموغرافية. ب- التجمع الوطني للشباب العربي:هو تجمع معارض اسسه المكون العربي في محافظة الحسكة منذ بداية الثورة، أصدر هذا التجمع عدة بيانات تزامناً مع تلك الأحداث في الفترة الواقعة بين 15 كانون الأول 2012 حتى 13 أيلول 2015، وقد استطعنا التحقق من 9 بيانات أصدرها، أدان من خلالها قوات الحماية الكردية، وتركزت البيانات على المجازر التي تم ارتكابها بحق المدنيين، ومحاولة تفرد تلك الميليشيات بالسلطة بدعم من النظام، واتخاذ مقرات عسكرية وسط الاحياء المدنية وجعلها عرضة للاستهداف العسكري. ت- إدانة قوى ثورية سورية أخرىبين الفترة الواقعة بين 24 كانون الاول 2013 وحتى 7 أكتوبر 2015، صدر أكثر من 13 بياناً عن قوى وهيئتات مختلفة عسكرية وحزبية ودينية، مثل المجلس الإسلامي السوري، مجموعة الكتائب الكردية المنتمية للثورة السورية، ثوار بستان القصر في حلب، بيان صادر عن 333 شخصية سورية في 14 ايلول 2015 في ذكرى مجازر ارتكبتها قوات الحماية الكردية بريف القامشلي، بيان في آب 2014 صادر عن 253 شخصية بينهم اعضاء ائتلاف نددر بمجازر النظام وقوات الحماية الكردية بحي غويران بالحسكة، بيانات صادرة عن أحزاب تركمانية مثل الحركة الوطنية التركمانية السورية اتهمت القوات الكردية بتهجير التركمان والعرب من تل أبيض. 3- تقارير المنظمات الحقوقية المحلية التي وثقت انتهاكات القوات الكردية:أ- المنظمات السورية الحقوقية العامة:في الفترة الواقعة بين 30 تشرين الثاني 2013 وحتى 8 تشرين الأول 2015 أصدرت منظمات حقوقية سورية مثل (الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اللجنة السورية لحقوق الإنسان، الشبكة السورية سواسية لحقوق الانسان، مجموعة الجزيرة السورية لحقوق الانسان) نحو 40 تقريراً يوثق انتهاكات القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بحق المدنيين وفق المواضيع التالية:- (5 تقارير) بخصوص الانتهاكات بحق 16 من الإعلاميين تعرض 13 منهم للاعتقال أو الضرب، و تم تدمير وحرق منازل ومكاتب لثلاثة آخرين، ومنع ثلاثة صحف من النشر.- (21 تقريراً) يتحدث عن ارتكاب عمليات قتل بحق مدنيين بلغ مجموع الضحايا فيها بين الأعوام 2011-2015 ما مجموعه(493 شخصاً) بينهم 39 طفلاً و 26 امرأة على الأقل، في حين بلغ عدد المغيبين قسرياً (352 شخصاً) بينهم 43 طفلاً و9 نساء.- (3 تقارير) تحدثت عن استهداف قوات “الادارة الذاتية” الكردية لأكثر من 9 منشآت حيوية وخدمية وتعليمية ومخيم للاجئين قرب تل ابيض، تعرضت هذه المنشآت للتدمير أو النهب او تحويل بعضها كالمدارس لمعتقلات.