Infograt
أصبحت النمسا في خضم الجدل السياسي والإعلامي خلال الآونة الأخيرة، بدءًا من الهجوم الإرهابي في فيينا، مرورًا بحملة المداهمات التي استهدفت محسوبين على جماعة “الإخوان” وحركة “حماس”، مع طرح تساؤلات عدة حول كيفية معالجة الأمن للحادث الإرهابي بما في ذلك، تجاهل المخابرات النمساوية تحذيرات تخص منفذ الهجوم من تركيا وسلوفاكيا، التي سعى لشراء منها قبل شهور من تنفيذ العملية.
لم تكد تهدأ حدة الجدل، حتى فاجأت جريدة “كورير”، السياسية، الجميع بتقرير كشفت فيه عن حماية المكتب الاتحادي لحماية الدستور في النمسا (المخابرات) لمجرم حرب، وضابط سابق في مليشيا بشار الأسد يعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، يدعي خالد الحلبي.
وأظهرت الوثائق أن أجهزة أمن بالنمسا وإسرائيل ساعدتا مجرم الحرب على تسهيل حصوله على اللجوء في النمسا بدون تفتيش أو مساءلة دولية ضمن عمليه تحمل اسم (الحليب الأبيض).واتهم التقرير، النظام المتبع في البلاد لحماية اللاجئين إليها بتوظيفه لصالح الملاحقين أمنيًا، مشيرًا إلى أنه يمكن التحايل عليه بكل سهولة.وتأتي العملية في إطار تعاون مشترك بين المخابرات النمساوية والإسرائيلية، بعدما رفضت فرنسا طلب لجوء تقدم به الحلبي، فما كانت من إسرائيل إلا أن طلبت من المخابرات النمساوية تهريبه إلى داخل الأراضي النمساوية، حيث حصل سريعًا علي حق اللجوء في وقت قياسي على غير المعتاد .
وكان الحلبي – وفق ما كشفت الصحيفة – يتلقي مبالغ مالية من المخابرات الإسرائيليةـ شهريًا.
وأفادت المعلومات أن الحلبي كان يعمل في جهاز أمن الدولة برتبة عميد في سوريا، وكان يرأس هذا الجهاز في مدينة الرقة، وكان مسؤولاً عن قتل وتعذيب الثوار المناهضين لحكم الأسد القمعي هناك.
ويعيش الحلبي في النمسا منذ عام 2015 في إجراء سريع ومشبوه كما أوضح التقرير.وأبدى مراقبون استغرابهم، من أنه في الوقت الذي يتم فيه منح مجرم الحرب على شاكلته حق اللجوء دون تعقيدات، هناك الآلاف من اللاجئين السوريين ممن اضطهدوا وعذبوا وشردوا ولم تفتح ملفاتهم حتى الآن، على الرغم من أنهم ينتظرون منذ أكثر من خمس سنوات، فضلاً عن لاجئين عراقيين وأفغان