شهدت عدة مناطق في ديرالزور (الإثنين) حملة اعتقالات واسعة نفذها نظام الأسد بحق عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، ما اعتبره البعض تحولا في التعامل مع هذه الميليشيا.
ويرى الصحفي في شبكة “فرات بوست” (صهيب الجابر) أن عملية الاعتقال تأتي على خلفية الاشتباكات التي وقعت مؤخرا بين ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام والميليشيات الإيرانية في مدينتي الميادين والبوكمال، والتي تطورت إلى اقتحام وسيطرة وقصف متبادل.
وقال (الجابر) في حديث لأورينت إنه بعد تطور الاشتباكات بين الطرفين تدخلت إيران، وطالبت نظام الأسد بإخراج “الدفاع الوطني” من مناطق ريف ديرالزور الشرقي وتحديدا الميادين والبوكمال والمناطق المحيطة بهما، مضيفا أنه بحسب بعض المصادر وافق النظام على طلب إيران التي اشترطت منذ البداية أن تكون منطقة شرقي الفرات خاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية.
وأشار (الجابر) إلى أن إقدام “الدفاع الوطني” على قتال الميليشيات الإيرانية في ديرالزور كان حركة منفردة، حيث لم تنسق ميليشيا الدفاع الوطني مع النظام ولم تأخذ موافقته، موضحا أن حركة التمرد هذه واجهها نظام الأسد والروس بحملات اعتقال طالت العديد من عناصر “الدفاع الوطني” في مدينتي موحسن والبوليل، كما تم اعتقال قائد الميليشيا (فراس الجهام) الملقب بـ “فراس العراقية”.
وتابع قائلا: “كما شن نظام الأسد حملة اعتقالات في ريف ديرالزور الشرقية بهدف تقوية نفوذ الميليشيات الإيرانية هناك.
وعن سبب انتظار النظام كل هذه الفترة قبل أن يتحرك ضد ميليشيا “الدفاع الوطني” لا سيما أن الاشتباكات بينها وبين الميليشيات الإيرانية ليست جديدة، بيّن (الجابر) أن نظام الأسد كان مشغولا بمعاركه مع تنظيم الدولة في الجهة الغربية من نهر الفرات “الضفة الشامية”، ولم يكن الوقت مناسبا له للقيام بأي عمل ضد “الدفاع الوطني”، ولكن بعد سيطر ميليشيا أسد الطائفية على المنطقة، حاول النظام ترتيب صفوفه، وكبح الميليشيات التابعة له، ومنح المنظمات الإغاثية والميليشيات الإيرانية المزيد من الامتيازات.
وأوضح (الجابر) أن سبب الخلاف بين الميليشيات الإيرانية و”الدفاع الوطني” هو عدم حصول الأخيرة على حصة من الأتاوات التي تفرضها الميليشيات الإيرانية على المدنيين الذين يستخدمون المعابر النهرية في الريف الشرقي.
من جانبه، قال المُحلل والخبير العسكري، العميد (أحمد رحال) إن هناك صراعا بين النظام وروسيا وإيران فيما يتعلق بالميليشيات، موضحا أن اعتقال النظام للميليشيات شيء متوقع، لأن الميليشيات انتهى دورها بعد أن كانت في فترة من الزمن تسد ثغرة كبيرة في مشروع النظام لإعادة السيطرة على سوريا، وبالتالي فإن النظام سيجد عدة أسباب لإنهاء عملها أو ضمها إلى صفوفه وتحت إشرافه المباشر.
وأضاف (رحال) أن إيران تحاول جذب هذه الميليشيات وتشكيل قوة في سوريا تشبه ميليشيا حزب الله في لبنان، بينما تسعى روسيا إلى حل الميليشيات أو ضمها ضمن تجمع يكون ولاؤه لها مثل “الفيلق الخامس”.
وكان نظام الأسد شن (الإثنين) حملة اعتقالات جديدة، وصفت بـ “الكبيرة”، طالت عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” في دير الزور.
وقالت شبكة (فرات بوست) إن نظام الأسد اعتقل عدداً كبيراً من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينتي موحسن والبوليل الخاضعتين تحت سيطرته.
وأوضحت الشبكة أن الشرطة العسكرية الروسية داهمت قبل أيام مقر ميليشيا “الدفاع الوطني” واعتقلت قائد الميليشيا (فراس العراقية) في دير الزور وصادرت كميات كبيرة من المخدرات، واتهمته بالسرقة والتعفيش وتلقّي الرشاوى.
كما شنت ميليشيا أسد الطائفية مؤخراً حملة تدقيق وتفتيش بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت عدداً من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينتي دير الزور والبوكمال بتهمة سرقة منازل المدنيين “تعفيش” ليتبين لاحقاً أنه تم نقلهم إلى جبهات خارج المحافظة.
المصدر: أورينت نيوز