قالت صحيفة “الغارديان” إن لبنان يشهد حقبة جديدة من هيمنة “حزب الله” وذلك بعد سبع سنوات قضاها في الحرب السورية لدعم نظام (بشار الأسد).
وكانت بريطانيا، قد أعلنت في الأسبوع الماضي، إدراج الجناح السياسي لـ “حزب الله” كمنظمة إرهابية، نتيجة لحملة تشنها إدارة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، لعزل الأذرع الإيرانية في المنطقة.
وانتقدت إيران، ما أسمته “تجاهل بريطانيا عن عمد، لجزء كبير من الشعب اللبناني، ولشرعية وقانونية حزب الله في الهيكل الإداري والسياسي للبنان”.
رمى عدد القتلى الكبير لـ “حزب الله” بظلاله على مقابر الضاحية الجنوبية التي غصت بجثث المقاتلين، إلا إن الحال أختلف مؤخراً نتيجة للهدوء الذي تشهده سوريا.
وبالإضافة إلى المقابر التي يبلغ عددها 60 قبرا في الضاحية الجنوبية، تم حفر ما لا يقل عن 1,600 قبرا آخرا في القرى الشيعية لدفن القتلى الذين سقطوا في سوريا.
اتهام النظام بارتكاب جرائم حرب
بدأ “حزب الله” بجني أرباح الدماء التي أراقها لحماية (الأسد) في سوريا، حيث يلعب دوراً محورياً في لبنان بعد سيطرته على ثلاث وزرات في التشكيلة الحكومية وحصوله وحلفاءه على 70 مقعداً في البرلمان من أصل 128 معقداً.
ومع ذلك، لا يوجد في “حزب الله” من هو مستعد لمناقشة تورطه في سوريا، إلا إن الصحيفة تمكنت من التحدث مع أحد المقاتلين الذين قاتلوا الثوار في حلب الشرقية، قبل أكثر من خمس سنوات.
طلب الرجل تسميته (أبو حسين)، وهو شاب في أوائل العشرينيات من العمر. كرر إيمانه الراسخ بـ (حسن نصر الله)، إلا أنه عبر عن خشيته من أن يؤدي دور “حزب الله” السياسي إلى القيام بأشياء لا تتلاءم معه.
وقال (أبو حسين) “قاتلنا في حلب وأقول لك بصراحة لقد تصرفنا بشرف، بينما لم يفعل الجيش السوري ذلك.. أثناء تقدمنا، كانت هناك مباني مليئة بالمدنيين. علمنا بوجودهم ولم نهاجمهم.. قدم الجيش السوري لاحقاً حيث لم يبدي كبار ضباطه أي اهتمام على الإطلاق.. لقد قاموا بتسوية المباني.
تدمير كامل للقواعد الإيرانية
وأضاف (أبو حسين) “مع تقدمي بالسن، بدأت اشك في الأمور على نحو متزايد. قلقي الأساسي ينصب على لبنان قبل أي شيء آخر. وفيما يتعلق بسوريا، كان علينا الذهاب إلى هناك، لو لم نتوجه إلى سوريا لكانت داعش ستأتي إلينا. كما إن سقوط النظام في دمشق يعني إضعافنا. هذه هي الحقيقة، ولذلك قاتلنا”.
ورداً على القول بإن “حزب الله” شن حرب طائفية في لبنان، قال (أبو حسين) “لم نقاتل السنة. كنا نحارب داعش، التي كانت تقاتل السنة أيضاً”.
وعلى الرغم من إن مقاتلي “حزب الله” يبدون رغبة بالعودة من سوريا لاستمرار الحرب مع إسرائيل، إلا إن “حزب الله” لم يرد على أكثر من 1,000 هجوم إسرائيل استهدف مواقع إيرانية في سوريا خشية على المكاسب التي حصدها في سوريا وفي البرلمان اللبناني.
وقال مقاتل ثان في “حزب الله” على صلة بكبار القادة، إن الهجمات الإسرائيلية في سوريا أدت إلى حدوث مذبحة طالت القوات الإيرانية.
وأضاف “تم إنهاء القواعد العسكرية الإيرانية في دمشق وحمص. الضرر هناك لا يصدق. صُدمت الناس، هنا وهناك. وأدت الهجمات إلى فتح العديد من النقاشات”.
المصدر: أورينت نيوز