عربي21- يمان نعمة الأحد، 05 يوليو 2020 11:08 ص بتوقيت غرينتش
تناقلت تقارير عدة مؤخرا، شروع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالحد من نفوذ حزب “العمال الكردستاني” في مناطق شمال شرق سوريا. وكانت مصادر كردية مقربة من “قسد”، قد أشارت إلى قيام زعيمها، مظلوم عبدي، بدعم أمريكي، بطرد مسؤول كبير في حزب العمال الكردستاني من سوريا. من جهته، شكك رئيس “رابطة المستقلين الكرد السوريين”، عبد العزيز التمّو، في تصريح خاص لـ”عربي21″، في صحة الأنباء هذه. وبحسب الكاتب الخبير بشأن الجماعات الكردية، هوشنك أوسي، فإن عبدي ، طرد مسؤول الأمن والمخابرات في العمال الكردستاني، صبري أوك، ورجل جميل بايك، من المناطق السورية، إلى جبال قنديل شرق العراق.وفي تعليقه على ذلك، اعتبر التمّو، أن الغاية من نشر هذه الأنباء المضللة، هي تلميع صورة عبدي أمام الشارع الكردي السوري، والمساهمة في رفع شعبيته، على اعتبار أن الشارع الكردي السوري يتعامل بحساسية شديدة مع “العمال الكردستاني”.وأوضح أن قرارا من قيادات “العمال الكردستاني” صدر في وقت سابق، بإرسال حسين فهمان المعروف باسمه الحركي باهوز أردال بدلا من صبري أوك، وأنه لا علاقة لعبدي في القرار.وقال التمو: “ليس صحيحا ما تم تداوله من أنباء عن قيام عبدي باستبعاد قيادات العمال الكردستاني”، موضحا أن عبدي ذاته، يعد واحدا من قيادات “العمال الكردستاني”.وأضاف أن “عبدي يشغل منصب عضو لجنة مركزية في “العمال الكردستاني”.واعتبر التمو، أنه من غير الممكن فصل “قسد” عن “العمال الكردستاني”، نظرا للعلاقة المتجذرة فيما بينهما، مشددا على أنه “لا يمكن الفصل بينهما لا في الوقت الحاضر، ولا مستقبلا”.خلافات بين تيارات في المقابل، قال الصحفي الكردي شيرزان علو، إن الخلافات السرية بين قنديل وتيار عبدي ليست وليدة اليوم، إذ تعود إلى ما قبل دخول تركيا وفصائل الجيش الوطني إلى شرق الفرات.وأضاف لـ”عربي21″ أن دخول تركيا والفصائل إلى شرق الفرات، ساعد على بروز هذه الخلافات بشكل أوضح، حيث عززت عملية “نبع السلام” موقف عبدي بعد التفاهمات التي توصل إليها مع الأمريكان والروس من جهة، وأضعفت موقف “العمال الكردستاني” أمام الرأي العام الكردي بشكل عام، وخصوصا أن الشارع الكردي حمّل مسؤولية ما جرى إلى “العمال الكردستاني” وقنديل.وبحسب علو، فإن تيار عبدي أصبح أقوى، وتحديدا بعد رغبة الولايات المتحدة بفصل “قسد” عن “العمال الكردستاني”. وقال إن “إبعاد القيادي الأول لقنديل ومندوبها السامي في سوريا صبري أوك، قبل أيام من قبل عبدي، يعتبر دليلا على أن العملية جارية”، مؤكدا أن ذلك يتم تحت ضغوط أمريكية وأوروبية كشرط لاستمرار دعم “قسد”.بدوره، اعتبر الخبير في الشأن الكردي، الدكتور فريد سعدون، في حديث مع “عربي21″، أن محاولات فصل “قسد” عن “العمال الكردستاني” قد بدأت فعلا، مشيرا إلى أن التحضير لذلك قد بدأ منذ أكثر من شهرين.وبدأ الحديث عن محاولات فصل “قسد” عن “العمال الكردستاني” بالتداول، مع الإعلان عن مفاوضات بين أقطاب السياسية الكردية (الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي) في سوريا، بضغط أمريكي وفرنسي.