الحرة. نت:1/10/2020
تسود أجواء من التوتر والترقب جنوبي سوريا، عقب اشتباكات جرت بين فصائل محلية من محافظة السويداء مع مسلحي أحد ألوية الفيلق الخامس والمتمركز في محافظة درعا، يقول مراقبون إن النظام والميليشيات التابعة له يستغلونها لإشعال اشتباك طائفي.وكانت معارك عنيفة اندلعت صباح الثلاثاء، على أطراف بلدة القريا غربي السويداء، بين الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وميليشيا الدفاع الوطني بالسويداء المدعومة من قبل إيران ومليشيات حزب الله، اللبناني.وقد انضم إلى الاشتباكات مقاتلو “حركة رجال الكرامة” في السويداء والذي أرسل مئات المسلحين إلى منطقة الاشتباكات التي تتمتع برمزية تاريخية كبيرة كونها مسقط رأس سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى خلال فترة الانتداب الفرنسي.وشهدت تلك المعارك العنيفة استخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة وقصفا متبادلا، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين الأطراف المتصارعة.وأوضح موقع “السويداء 24” أن استمرار توغل مسلحي الفيلق الخامس ضمن أراضي بلدة القريّا، منذ 6 أشهر وعدم التزامهم بالانسحاب منها، فضلاً عن إخلال القوات الروسية بوعودها التي قطعتها لوجهاء السويداء بإجبار الفيلق على الانسحاب، جعل المنطقة تعيش حالة توتر مستمرة تطورت لاشتباكات دامية، في ظل إصرار أهالي القريّا على استعادة أراضيهم.بالمقابل، ذكر “تجمع أحرار حوران” المعارض أن ما حدث الثلاثاء هو امتداد للسلسلة أحداث بين المحافظتين الجارتين درعا والسويداء، مشيرا إلى أن أفرع نظام بشار الأسد الأمنيّة وميليشيات إيران وحزب الله تستغل الموقف لتأجيج الصراع بين أبناء المحافظتين.ونوه التجمع إلى أن الأمور في طريقها للتصعيد مع استغلال حلفاء نظام الأسد لحالة الاحتقان بين أبناء محافظتي درعا والسويداء مع تقديم الدعم العسكري بالأسلحة والعناصر لصالح فصائل السويداء في سبيل تأجيج الصراع بين المحافظتين.النظام السوري.. وموقف المتفرجوعلى صعيد ردود الأفعال الأخرى قال الصحفي السوري تامر قرطوط على صفحته في “فيسبوك” أنه ” لا يوجد سوى العدو من يحتل أراضي الغير، وهذا الاحتلال جريمة”.وطلب قرقوط من أحمد العودة، قائد اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس أن ينسحب من الأراضي “التي احتلها ” فصيله، مشيرا إلى أن ” كل المبررات ساقطة أمام الاعتداء على الناس وحقوقهم. وتسخين تلك المنطقة كل فترة، يحمل أجندات غير وطنية، والفصائل التي تنتمي بقرارها لأي قوة عسكرية خارجية، هي فصائل لا تعمل من أجل البلاد، وهي أدوات رخيصة بيد مشغليها”.وأشار إلى أن أخطر ما في الأمر أن “جميع القوى الفاعلة هناك، روسية وايرانية والنظام السوري، يقفون بمظهر المتفرج، رغم أنهم من يسيطرون على الوضع، ويحركون تلك الفصائل، وكل مرة يقف عقلاء من الجانبين، لوقف الانزلاق للفتنة، يقلل من الخسائر، لكنه لا يعيد المياه لمجاريها”.وختم بالقول: “لا أحد بريء، كل القوى الفاعلة هناك متهمة، بل ومدانة على صمتها، والتحفيز للذهاب إلى المحرقة”.عقوبات على الفيلق الخامسوكان لافتا، أن العقوبات الأميركية الأخيرة قد شملت قائدة الفيلق الخامس ميلاد جديد، وأوضح المحلل السياسي أيمن عبد النور في حديث إلى موقع “الحرة” أن سبب العقوبات الأساسي، ليس سجل ميلاد جديد المليء بالجرائم وحده، وإنما لعرقلته الحلول السياسية في مناطق سورية لاسيما درعا وإدلب.وأوضح عبد النور في حديثه مع الحرة أن الفيلق الخامس الذي يقوده جديد، من المفترض أنه مسؤول عن “أعمال المصالحات واستيعاب المنشقين السوريين من الفصائل المعارضة، إلا أنه كان سببا في تأجيج العنف الطائفي”.وتابع: “اختلق الفيلق الخامس مشاكل طائفية في محافظة درعا، بجانب مشاكل مع الدروز في مدينة السويداء، وقد قتل شباب هناك، وهذا على عكس المهمة التي كلف بها”.وأوضح المحلل السوري، أن قوات النظام تخرب الحلول السياسية من خلال خرق الاتفاقات التركية-الروسية التي تقضي بوقف إطلاق النار في بعض المناطق.تجدر الإشارة إلى أن أهالي السويداء كانوا قد طردوا، أمس الأربعاء، ممثلي النظام السوري ومنعوهم من حضور تشييع مراسم تشييع جثامين القتلى الذي سقطوا في اشتباكات الثلاثاء، مما يدل على وجود نقمة بين أولئك الأهالي على نظام الأسد.وكانت محافظة السويداء أخذت بشكل كبير موقفا محايدا خلال الحرب السورية، ورفضت أن ينضم شبابها إلى الجيش النظامي للقتال خارج مناطق المحافظة، كما شهدت المحافظة في الآونة الأخيرة مظاهرات احتجاجية بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة واستخدموا خلالها شعارات وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط النظام.ويقول نشطاء حقوقيون ومعارضون في كل من السويداء ودرعا أن النظام حاول على الدوام خلق فتنة طائفية بين السويداء ذات الغالبية الدرزية ودرعا ذات الغالبية السنية، وذلك بهدف العزف على وتر أن نظام دمشق هو الذي يستطيع حماية الأقليات الدينية في البلاد، ومنها الطائفة الدرزية.واستقبلت السويداء خلال سنوات الحرب كثيرا من النازحين السوريين من الطائفة السنية ومنعت حركة “رجال الكرامة” والفصائل المتعاونة وقوع أي انتهاكات قبل أن يتم اغتيال مؤسسها رجل الدين الدرزي وحيد البلعوس في 4 سبتمبر 2015 باستهداف سيارته بمنطقة عين المرج في الطريق من منطقة “ضهر الجبل ” إلى مدينة السويداء مع مجموعة من الشخصيات الدرزية.