نشرت القوات الروسية عدداً من النقاط العسكرية في محافظة حماة، بداعي مراقبة نقاط خفض التصعيد المُتفق عليها، ولكنها سرعان ما تطورت لمعسكرات ضخمة وبمعدات عسكرية قتالية أكثر ما هي استطلاع ومراقبة.
وكانت أولى هذه المعسكرات معسكر نادي الفروسية بمدينة حماة، والذي تم إنشاؤه بعد دخول القوات الروسية لسوريا بأقل من شهر، حيث ضمّ المعسكر أكثر من 200 عنصر وضابط، مما يعني أهمية محافظة حماة للقوات الروسية في سوريا.
ما هي المعسكرات الروسية في حماة؟
وبهذا الصدد، يقول المرصد الحربيّ “أبو صطيف خطابي” لأورينت نت، إن القوات الروسية بدأت بإنشاء معسكراتها في محافظة حماة منذ اللحظات الأولى لدخولها سوريا، وكانت في البداية عبارة عن معسكرات داخل مدينة حماة كنادي الفروسية، وبمحيط المدينة كالفوج 45 القريب من مطار حماة العسكري، وعملهم الأساسي هو التنسيق والاستشارة العسكرية مع قوات النظام.
وأضاف “خطابي”، بعد فترة قامت القوات الروسية بإنشاء عدة معسكرات أكثر بُعداً عن مركز مدينة حماة، لتصل إلى الحدود الإدارية الشمالية للمحافظة، ومن هذه المعسكرات معسكر “طيبة الاسم” والذي يقع شمال شرق مدينة صوران ويضم أكثر من 300 عنصراً وضابطاً، بالإضافة لمعسكر “معردس” الذي يقع شرق بلدة معردس شمال مدينة حماة وفيه أكثر من 500 عنصر وبداخله عتاد عسكري ضخم.
وتابع “خطابي” قوله، كما تمّ إنشاء معسكراً روسياً بالقرب من قرية “أبو دالي” ويعتبر هذه ا1لمعسكر مركزاً لعقد المصالحات الوطنية مع لجان المصالحة بالمناطق المحررة وفيه عدد كبير من الضباط الروس، وأيضاً تم انشاء معسكراً روسياً بالقرب من قرية “الترابيع” جنوب مدينة حلفايا ومعسكراً آخراً داخل رحبة “خطاب” وكانت هذه المعسكرات تستهدف المناطق المحررة بقذائف المدفعية وكانت مركزاً لقيادة العمليات العسكرية ضد الريف الشمالي لحماة.
كما ذكر “الخطابي” قائلاً، وقامت القوات الروسية بإنشاء معسكر “الجلمة” بين مدينتيّ السقيلبية ومحردة، ومعسكر “كازية دنيا” بين قرية حيالين ومدينة السقيلبية، ومعسكر “جورين” بالقرب من قرية عين سليمو بسهل الغاب، وجميع هذه المعسكرات كانت بداعي مراقبة نقاط خفض التصعيد المُتّفق عليها بمفاوضات أستانا، ولكن عملها كان غير ذلك حتى أنّ بعضها شارك بالعمل العسكري على المناطق المحررة.
وأكّد “خطابي” لأورينت نت قائلاً، بالإضافة للمعسكرات السابقة، قامت القوات الروسية بإحداث معسكر “البحوث العلمية” في قرية تل قرطل جنوب حماة، ومعسكر كلية البحوث البيطرية على طريق حماة- محردة، بالإضافة لمعسكر “جبل عين الزرقا” شمال غرب مدينة السلمية، وتحتوي هذه المعسكرات على أكثر من 1000 جندي روسي لتأمين محيط مدينة حماة.
وأردف أن أهمّ المعسكرات الروسية في محافظة حماة هو مطار حماة العسكري، ليس لكثرة جنوده وإنما لاحتوائه على غرفة عمليات عسكرية عالية التنسيق بين القيادة العسكرية الروسية والسورية، ومنه تُدار جميع العمليات العسكرية بمحافظتيّ حماة وادلب.
الهدف من المعسكرات الروسية
مع التوصّل لما يُسمى “مناطق خفض التصعيد” باجتماع “أستانا 4” ومن بين هذه المناطق كانت محافظة حماة، سارعت القوات الروسية لإنشاء العديد من معسكراتها الجديدة عدا عن القديمة، بالقرب من الريف الشمالي والغربي والجنوبي للمحافظة، فما هو الهدف من تلك المعسكرات؟
بهذا الجانب يقول العقيد الطيّار “مصطفى بكور” القيادي بجيش العزّة لأورينت نت، لا يمكن اعتبار المواقع العسكرية الروسية على الارض السورية نقاط مراقبة، لأنها تقوم بقصف المدنيين ومواقع الجيش الحر بشكل دائم وتساهم بشكل فعال في القضاء على الثورة السورية وتدمير البنية التحتية للمناطق المحررة.
وأضاف “بكور” قائلاً، إنّ المعسكرات الروسية لها الدور الأكبر باحتلال وتهجير المناطق المحررة إن كان بالمشاركة بالعمل العسكري مع قوات النظام، أو من خلال عقد المصالحات مع بعض ضعيفي النفوس بالمناطق المحررة.
كما أكد الإعلامي “محمود الحموي” لأورينت نت قائلاً، إن القوات الروسية المتواجدة بمعسكر “الترابيع” جنوب مدينة حلفايا تقوم يومياً باستهداف بلدة اللطامنة والريف الشمالي لحماة بقذائف المدفعية والفوسفورية، وبالتالي هذه المعسكرات هي للمشاركة بالعمل العسكري ضد المناطق المحررة وليس لمراقبة انتهاكات خفض التصعيد بالمنطقة.
وأشار “الحموي” إلى أنّ المعسكرات الروسية بريف حماة الشمالي أغلبها كانت قريبةً من المدن المسيحية كالسقيلبية ومحردة، وكأنها تأسست لحماية هذه المدن أكثر من غيرها، بالإضافة لباقي المعسكرات التي تُعتبر مركزاً لقيادة العمليات العسكرية بمحافظتيّ حماة وادلب، وخيمةً لعقد المصالحات يتوافد عليها مخاتير ورؤساء لجان المصالحة من بعض القرى المحررة.
المصدر: أورينت نيوز