أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال بيان صحفي ان التعاون مع نظام الأسد هو وقوف مع المجرم ضد الضحايا
إن التعامل مع رأس النظام ومؤسسات الإجرام التي يديرها، ليس وقوفاً إلى جانب السوريين، بل وقوف مع المجرم الذي يقتل السوريين، وسلوك سيسجله التاريخ، ولن تتسامح معه الشعوب العربية، التي دعمت ثورة الشعب السوري ضد الطغيان والتي نجدد شكرنا لها في كل مناسبة.
لا بد، في ظل الظروف والتطورات الجارية، من تذكير شعوب العالم وحكوماته، سواء الصديقة أو الشقيقة، بجانب من الأحداث الرهيبة التي مرت بسورية خلال العقد الماضي، وإعادة رسم الصورة التي يحاول البعض تناسيها عن نظام القتل والتشريد والأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة وعن جرائمه المستمرة بحق الشعب السوري.
يقف هذا النظام وراء مقتل قرابة مليون مواطن سوري، وهو المسؤول المباشر عن تهجير وتشريد أكثر من 12 مليوناً منهم من ديارهم، وتسوية مدنهم وقراهم بالأرض، ولا يزال يعتقل أكثر من 250 ألفاً منهم في سجون ومعتقلات رهيبة تشهد عليها صور قيصر كنماذج، بالإضافة إلى مئات التقارير وآلاف الوثائق والشهادات.
لا يكترث هذا النظام لمصير السوريين، بل إن أي أزمة مثل أزمة فيروس كورونا، التي تصنف ككارثة حقيقة عالمية بكل المقاييس، إنما يعتبرها النظام فرصة للتغطية على الجريمة، ومتابعة القتل والتنكيل فيما العالم منشغل بمواجهة الكارثة وإيجاد الحلول لها.
لطالما كان النظام بوابة العبور للتدخل الإيراني في العالم العربي، ومد اليد نحوه سيصب في مصلحة تثبيت تلك التدخلات، يضاف إلى ذلك أن كل الأسباب التي دعت الجامعة العربية ودولها إلى قطع علاقاتها مع النظام وطرده من الجامعة ما زالت قائمة؛ بل تفاقمت بشكل خطير، ما يجعل أي محاولة لمد اليد إلى هذا النظام المجرم مخالفة للإجماع العربي، وتشجيع للنظام في رفضه للحل السياسي العادل، وفعلًا معادياً ضد الشعب السوري، كما أنها تضع أصحابها في مواجهة الشرعية الدولية والقانون الدولي وكل القوانين والعقوبات التي تتوعد بمحاسبة المجرمين ومن يدعمهم؛ بما في ذلك قانون قيصر، الذي سيطال كل جهة تحاول أن تلتف أو تخترق هذه العقوبات.
يحتاج الشعب السوري اليوم، داخل سورية وخارجها، في المعتقلات والمخيمات والشتات، إلى من يقف معه بصدق لا مع قاتله. وهذا ما ننتظره من الأشقاء والأصدقاء.
المجد للشهداء، والشفاء للجرحى والمصابين، والحرية للمعتقلين،
عاشت سورية وعاش شعبها حراً عزيزاً.