يبدو أن نظام الأسد يستثمر أدق التفاصيل حتى في حملته الإعلامية للترويج لنفسه، فهو يستثمر مختلف أنواع الأخبار القادمة من مناطق المعارضة، ويسعى لخلق أخبار تتعلق بمناطقه، بهدف إظهار أن مناطقه هي الجنة ومناطق المعارضة المحررة هي “الجحيم”.
فالنظام لا يتوقف عن الضخ الإعلامي حول الحياة الطبيعية في مناطقه، وتنظيم الحفلات والمناسبات والمهرجانات، وحتى مسابقات الرقص واختيار ملكات الجمال، في محاولة من النظام للقول ان مناطقه هي مناطق آمنة وتعيش في ظروف مثالية ولا ينقصها أي شيء، وهو يعرض بشكل مكثف مواضيع تتعلق بالسياحة والبحر والشواطئ المليئة بالمصطافين، الذين يعطون انطباعاً أنها هاواي وليس شاطئ مدينة في دولة مزقتها الحرب التي قتل فيها مليون إنسان في المعارك ومثلهم إما معتقل أو أحرقت جثته بعد أن قتله النظام تحت التعذيب، فضلا عن 15 مليون مشرد.
النظام يمتلك شبكات من العصابات والخلايا في مناطق المعارضة، والتي يحركها لتنفيذ كافة أشكال الجرائم والموبقات ونشر المخدرات، والتي تعمل بشكل منظم وممنهج على تخريب أي إمكانية للحياة الطبيعية في المناطق المحررة، وتنفذ أعمالاً تمنع الحياة الطبيعية، وليس أقلها موضوع سرقة الكابلات الكهربائية بهدف منع الكهرباء عن المناطق المحررة، وصولاً إلى تشكيل حواجز الخطف والسرقة والابتزاز، وترويج المخدرات والاغتيالات والاختراقات الأمنية بأشكالها، ويعمل على ترويج هذا عبر الإعلام، للقول أن الفصائل والمعارضة ككل فاشلة في الإدارة، بهدف الدفع لتسهيل عودة سيطرته فهو “الدولة” التي تمتلك المؤسسات والقدرة على الإدارة.
إذاً، النظام يستخدم خلاياه وأعوانه وإعلامه للترويج أن مناطق المعارضة تعيش حالة أشبه بالجحيم، في حين يروج للأمن والأمان والحياة الطبيعية في مناطقه (والتي يخفي فيها الوضع الكارثي الذي تعيشه مناطقه والتي لا وجود إلا لسلطة الميليشيات فيها والتي تمارس كل أنواع الموبقات، حتى وصل الأمر إلى زراعة المخدرات في الحدائق والمؤسسات المسيطر عليها)، والكارثة أن إعلام المعارضة يشارك كالعادة بشكل مباشر وغير مباشر في هذه العملية، عبر التركيز على أخبار الأحداث في مناطق المعارضة وإغفال مناطق النظام، وذلك بسب تحول أخبار الجرائم في مناطق النظام إلى أمر روتيني لا يمثل أي خبر جديد، وهذه هي النقطة التي يستخدمها النظام لاختراق إعلام المعارضة في هذا المجال.
المصدر: بلدي نيوز