في حين نراقب المشهد في تونس وايدينا على قلوبنا، ففي قلب كل ثورة جزء من تونس، يذكرنا ما يجري في تونس بما جرى في انقلاب تموز/يوليو 2016, حين نجح الاتراك في نواجهة انقلاب عسكري هائل، وبعد نحو خمس سنوات من هذا الانقلاب والتفسيرات الكثيرة لفشله ربما يجدر ملاحظة نقاط أساسية تساعد على مقارنة ذات دلالة على الوضع في تونس:
1- عمل حزب العدالة والتنمية خلال فترة حكمه على احداث تحولات عميقة في مناهج التربية والتعليم، اذ يفترض ان التربية التي يخضع لها المواطن في سنوات تعليمه الاساسية وحتى التعليم ما قبل الجامعي يجب ان تنتح مواطن منسجم مع النظام الديمقراطي للبلاد.
2- ليست التربية على اهميتها التي خضع لها جيلان من الطلاب كاقية لتشكيل جبهة اجتماعية واسعة مؤمنة بالديمقراطية يمكنها حماية النظام الديمقراطي من التهديدات وانما المكاسب التي لمسها الشعب التركي خلال حكم العدالة والانجازات التي وجد انها مهددة بالانقلابات، هذا على الاقل بالنسبة للكبار (الثلاثينات وما فوق) كان عاملا اساسيا للوقوف بشكل حاسم ضد الانقلاب.
3- التحدي الذي اظهرته القيادة التركية وعلى رأسها اؤدوغان نفسه ومواجهة الانقلاب بالشارع
4- وقوف الاحزاب السياسية لأسباب شتى موقفا موحدا ضد الانقلاب مما ساعد على تماسك الشارع في المواجهة.
5 – لجم تدخل الجيش في السياسة من خلال مجموعة من السياسات والإجراءات التي تقلل من هيمنة الجيش واستقلاله عن مركز القرار خصوصا وان عدة انقلابات افشلت قبل ان تحدث مما الى اضعاف توجهات الجيش الاتقلابية.
6-إعادة هيكلة الجهاز الأمني على اسس جديدة خلال فترة حكم العدالة ادت الى ان يلعب الجهاز دورا محوريا في التصدي للانقلاب ويشكل قوة عائقة داخل الدولة امام الانقلابيين. يمكن مقارنة هذا الوضع مع حالة توتس ، تماما كما يمكن ان مقارتتها مع انقلاب السيسي:
1- التوانسة منقسمون عموديا الى جبهتين مؤيدة للانقلاب واهرى رافضة
2- الصراع الايديولوجي فاعل بشدة في هذا الانقسام
3- الجيش والامن لم يخصعا لما يكفي من الهيكلة وتعزيز القيم الديمقراطية
4- حافظ الجيش التونسي على مكاسبة بل وزادت مصالحه في السلطة وزادت قوته كمؤسسة تضاعفت ميزانيتها مرتان عل. الاقل حلال 10 أعوام.
5- الاحزاب والقوى السياسية منقسمة وليس لها موقف موحد ضد الانقلاب
6- شباب من الحراك الثوري القديم داعمة للانقلاب
7- الرئيس نفسه متحالف مع العسكر لاحداث هذا الانقلاب وهذه انجح صيغ الانقلاب على الاطلاق واخطرها
