نفى رأس النظام في سوريا بشار الأسد مسؤوليته عن مقتل وتشريد آلاف السوريين مدعياً أنه يحارب الإرهابيين منذ سنوات وأن التاريخ سيذكره على أنه رئيس دافع عن بلاده.
وفي مقابلة مطولة أجرتها صحيفة “ميل اون صنداي” مع الأسد ونشرت اليوم على وكالة أنباء النظام “سانا” انتقد العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا الاستعمارية في سوريا فيما أثنى على الدعم الروسي لنظامه.
وزعم الأسد أنه لم يقتل شعبه، ونفى أن يكون مسؤولاً عما آلت إليه البلاد من خراب وتدمير وتهجير وقال: “قد يكون أي سوري مسؤولاً عما يحدث في سورية، هذه قضية أخرى، وهذه قضية سورية لا نناقشها مع الغرب، ليس دور الغرب أن يخبرنا من هو المسؤول في سورية، الرئيس أو الحكومة أو الجيش أو الإرهابيون، هذه قضية سورية، ونحن نقرر من هو المسؤول، الغرب ليس في موقع يخوله أن يحدد لنا ذلك”.
ومنذ مارس/آذار 2011 قام نظام الأسد بقمع الشعب السوري، وواجه مطالبهم بالحرية والكرامة وإنهاء حكم نظام عائلة الأسد المستبدة والتي تحتكر السلطة في البلاد منذ خمسة عقود بالحديد والنار والقصف والتهجير والاعتقال.
كما استعان بميليشيات طائفية وقوات إيرانية وروسية وسلمها مقدرات سوريا بعد عقد اتفاقات عسكرية واقتصادية تسمح لهم بالسيطرة على سوريا لعقود قادمة.
وحول سؤال كيف سيذكره التاريخ، قال الأسد: “آمل أنه سيذكرني بوصفي شخصاً حارب الإرهابيين لإنقاذ بلاده، وإن ذلك كان واجبي كرئيس”.
كما هاجم الأسد دعم بريطانيا لمنظمة الخوذ البيضاء متهماً المنظمة بأنها فرع من “القاعدة”. ومنظمة الخوذ البيضاء منظمة دفاع مدني تعمل على إنقاذ المدنيين من تحت أنقاض البيوت التي يهدمها نظام الأسد فوق رؤوسهم بعد قصفها في مناطق سيطرة المعارضة.
كما أنكر استخدام نظامه للسلاح الكيمياوي في الغوطة وادعى أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة فبركوا الهجوم الكيميائي في دوما “وهم كذبوا في هذا المجال” على حد زعمه.
العلاقات مع روسيا
وحول علاقات نظامه مع روسيا نفى الأسد وجود إملاء روسي في الشؤون السورية، مدعياً أن نظامه يعمل بشكل مستقل عن حلفائه الروس والإيرانيين، بحسب مقابلة أجرتها معه صحيفة بريطانية ونشرت اليوم.
ومنذ التدخل الروسي في سوريا نهاية سبتمبر/أيلول 2015م، أصبح القرار الروسي هو المسيطر في سوريا، خاصة فيما يتعلق بسير المعارك والمصالحات والاتفاقيات الأخرى والعلمية السياسية في سوريا.
وقال الأسد مدافعاً عن حلفائه الروس: “لدينا علاقات جيدة مع روسيا منذ نحو سبعة عقود وعلى مدى هذه الفترة، وفي كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئاً، حتى لو كانت هناك اختلافات”.
وبرر الأسد حدوث خلافات بين نظامه وروسيا وإيران قائلاً إن “هذا طبيعي جداً، لكن في المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سوريا وما سيحدث هو قرار سوري، لا ينبغي أن يشك أحد في هذا”
وساهم السلاح الجوي الروسي ووجود عدد من المستشارين العسكريين بتغيير الخريطة العسكرية في سوريا. كما أرسلت طهران مستشارين عسكريين إلى البلاد، لكن الأسد نفى وجود قوات إيرانية في سوريا، رغم وجود آلاف المقاتلين الذين تدعمهم إيران.
ونفى الأسد أن تكون موسكو على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية على مواقع وجود قوات مدعومة من إيران في سوريا رغم التعاون الوثيق بين إسرائيل وروسيا. وادعى في مقابلته مع الصحيفة أنه “هذا غير صحيح بالتأكيد”
وقال: “كيف يمكنهم مساعدة الجيش السوري في تحقيق التقدم وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا على تدمير جيشنا؟”
وأكد الأسد أن نظامه أوقف تبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول الأوروبية. وقال “يريدون تبادل المعلومات رغم أن حكوماتهم تقف سياسياً ضد حكومتنا، وبالتالي قلنا لهم، عندما تكون لديكم مظلة سياسية لهذا التعاون، أو لنقل عندما تغيرون موقفكم السياسي سنكون مستعدين”
وأضاف: “أما الآن فليس هناك تعاون مع أي أجهزة استخبارات أوروبية بما في ذلك الأجهزة البريطانية”.
المصدر: السورية نت