موقع تلفزيون سوريا:24/12/2020
حذّر المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، “قوات سوريا الديمقراطية” من ارتكاب ما سماها “أخطاء مميتة”، حتى يتسنى لها الحفاظ على مناطق شمال وشرق سوريا، وإلّا، فقد تتعرض لـ “ضربات مضادة”.
وقال جيفري في مقال نُشر بمركز “ويلسون” للأبحاث في واشنطن، الذي يشغل فيه حالياً رئيس برنامج غرب آسيا، إن على “قسد” تجنب اتخاذ أربع خطوات، “قطع شحنات النفط عن دمشق، إعلان الحكم الذاتي أو الاستقلال عن سوريا، وتعزيز العلاقات مع حزب العمال الكردستاني الذي يعتبر جماعة إرهابية في تركيا، وأخيراً، مهاجمة تركيا من شمال شرقي سوريا”.
ولفت إلى أن “قسد” تسيطر على حقول النفط في شمال شرقي سوريا، التي تنتج نحو 100 ألف برميل يومياً، يُستهلك جزء منه في شمال شرقي سوريا، ويباع جزء، “عادة بأسعار منافسة”، لمختلف الجهات الفاعلة المحلية، بما فيها نظام الأسد.وأوضح أنه بدون دعم أميركي، أو في حال مغادرة القوات الأميركية من سوريا، فمن “غير المحتمل” أن تحافظ “قسد” على تماسكها، وسيكون من الصعب عليها احتواء تنظيم “الدولة”، بسبب افتقارها إلى أي قوة جوية وفقدان صدقيّتها ومكانتها بين المجتمعات العربية، حيث يكون خطر “التنظيم” أكبر.واعتبر جيفري أن “قسد”، لا تستطيع التعامل مع تنظيم “الدولة” إذا استغلت روسيا ونظام الأسد الانسحاب الأميركي للسيطرة على شمال شرقي سوريا، كما “لن تستطيع إيقافهم بمفردها”، بحسب تعبيره.ووفق جيفري فإن “قسد” تحتاج إلى دعم عسكري مباشر محدود في التدريب والأسلحة، كما أنها تعتمد على القوة الجوية الأميركية لضرب أهداف تنظيم “الدولة”، وفي الوقت ذاته فهي بحاجة إلى “دعم دبلوماسي أميركي لصد الجهود العسكرية والسياسية التي تبذلها تركيا وروسيا والحكومة السورية لإضعافها (قسد) أو السيطرة على الأراضي التي توجد فيها، وأخيراً، فهي بحاجة إلى الاستقرار والمساعدات الإنسانية، وخاصة للمناطق العربية السنية”.
وفي سياق الحديث عن تنظيم “الدولة” قال جيفري إنه “لن يكون هناك نهاية لداعش حتى. تنتهي الحرب الأهلية في السورية، ويكون لدى دمشق حكومة تضم الغالبية السنية”، مضيفاً: في ظل عناد بشار الأسد ورضوخه لروسيا، لن تنتهي الحرب إلا بضغط مستمر من عدة محاور”.وأشار جيفري إلى أن المحاور تتمثل في “الحملات السياسية والاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة ضد نظام الأسد، مع ضغط عسكري تركي في شمالي سوريا، وآخر جوي من قبل إسرائيل، يرافقها ردع عسكري من قبل أميركا وبريطانيا وفرنسا ضد استخدام الأسلحة الكيماوية”.
ووصف الوجود الأميركي في شمال شرقي سوريا بـ “المحور” الذي ستنهار بدونه العناصر الأخرى، أو تفقد فعاليتها على أقل تقدير.