عبد الله البشير//العربي الجديد:15/10/2022
تسببت المواجهات بين فصائل المعارضة السورية في تضرر عدة مخيمات، بمنطقة عفرين في ريف حلب شمال سورية، على إثر استهداف “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، مخيم “كويت رحمة” القريب من مدينة عفرين بشكل مباشر.
ومن بين المخيمات التي تضررت في المنطقة، مخيم “كورتك”، على الطريق الواصل بين مدينتي اعزاز وعفرين، حيث أوضح خضر محمود أحد سكان المخيم لـ”العربي الجديد” أن اليومين الماضيين مرّا بخوف ورعب على سكان المخيم، خاصة أنه تعرّض للقصف، مما أسفر عن احتراق خيام ضمن المخيم بالكامل، وتضرر خيام أخرى.
وتابع محمود “أجبرنا الرصاص العشوائي على مغادرة المخيم ليلة الجمعة، بالنسبة لي أقمت مع عائلتي في بيت قريب من المخيم، كان الوضع مأساويا للغاية، أما بقية العائلات فقد تم إخلاؤها من قبل الدفاع المدني”.
بدوره، قال عبيدة أبو محمد (40 عاما) لـ”العربي الجديد”: “خلال الأيام الأربعة الماضية منذ بدء الاشتباكات في المنطقة كان الخطر واضحا، لكن لم نكن نتوقع أن نكون في مرمى استهداف الفصائل العسكرية، في اليوم الثاني للاشتباكات التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي، بدأت تطاول المخيم بعض رشقات الرصاص العشوائي، وأصبح الوضع أكثر خطورة، ومع اشتداد المواجهات خلال اليومين الماضيين لم يكن أمامنا سوى إخلاء المخيم.
حتى اليوم السبت لم يعد أحد إلى المخيم، وبالنسبة لي لن أعود حتى تستقر الأمور وأكون متأكدا تماما أن أطفالي وزوجتي بخير إذا عدنا”.
ووفق ما بيّن الدفاع المدني السوري، احترقت 6 خيام في مخيم كورتك بشكل كامل، وتضررت أكثر من 25 خيمة بشكل جزئي، مساء الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، حيث يضم المخيم 200 عائلة مهجرة، وذلك نتيجة المواجهات التي دارت في المنطقة.
وأوضح مصدر خاص لـ”العربي الجديد” أن ثلاثة صهاريج إطفاء تابعة للدفاع المدني أخمدت الحريق الذي اندلع في المخيم القريب من قرية مشعلة الواقعة بين بلدة كفر جنة ومدينة عفرين.
وتضرر نتيجة الإشتباكات 11 مخيما في المنطقة، وفق رصد “فريق منسقو استجابة سورية”، حيث تضررت أكثر من 58 خيمة بشكل جزئي وكلي في هذه المخيمات، كما قتل 5 مدنيين وأصيب 38 آخرون، معظمهم نساء وأطفال.
وتسببت الاشتباكات، وفق بيان الفريق، في نزوح أكثر من 1600 عائلة من المخيمات، وأكثر من 1200 عائلة من المدن والبلدات التي امتدت إليها المواجهات بين الفصائل.
وحذر الفريق كافة الأطراف من استهداف المدنيين وقاطني المخيمات، مبينا أن هذه الفئات المستضعفة ليس لديها مكان تنزح إليه، مطالبا كافة الجهات الإنسانية في المنطقة بالعودة للعمل وتعويض المتضررين في المخيمات وإعادة تأهيل المأوى لهم.