– أعتبر البعض من الساسة الكُرد في تحليلاتهم الأخيرة على المواقع الأخبارية و الإعلامية ومانشيتات الصحف المحلية والألكترونية بأن اللقاء الذي جمع المبعوث الأمريكي ” جيمس جيفري ” مع وفد من المجلس الوطني الكُردي في مدينة عنتاب التركية كانت عبارة عن تصحيح للخطأ الذي أرتكبته أمريكا في علاقاتها السابقة مع حزب الإتحاد الديمقراطي الـ PYD ، و تريد إعادة تصويب مسار السياسة الأمريكية في شرق الفرات ووضعها على السكة الصحيحة ، على أن أمريكا كانت في الضفة الخطأ في علاقاتها مع حزب الأتحاد الديمقراطي ، و اعتبروا أن هذا الحزب ليس ممثلاً عن الشعب الكُردي ولا يمثل الإرادة الكُردية ، بينما أعتبروا أن المجلس الوطني الكُردي هو الممثل الشرعي للكُرد السوريين و اللقاء الأخير بين الممثل الأمريكي مع وفد من المجلس الوطني الكُردي جاء على أساس ذلك ، على أن أمريكا تعتبر المجلس كممثل وحيد وشرعي للكُرد السوريين وتريد توطيد العلاقة معها وإعادة ترتيب أوراقها في مناطق غرب الفرات .
– فيما يتعلق بهذه الجزئية فإن أمريكا لا ترى أنها كانت على خطأ في تعاملها مع حزب الأتحاد الديمقراطي الـ PYD من الناحية العسكرية، فهي كانت و لا تزال ترى في علاقتها مع منظومة الـ PYD على أنها علاقة عسكرية تكتيكية و مرحلية ، وقد سمعناها في مناسبات عديدة جاءت على ألسنة القيادات الأمريكية التي كانت تُصرِّح بشكل علني وبدون تدليس ، بأن علاقاتهم مع الـ PYD تشمل الجانب العسكري فقط ولا تربطهم بهذه المنظومة علاقات سياسية ، واعتبروها علاقة تكتيكية و مرحلية آنية ، فأمريكا لا ترى في منظومة الـ PYD سوى منظومة أرتزاقية وجنود طائعين تحت الطلب ، فالقيادة الأمريكية عرفت كيف توظّف هذه المنظومة لخدمة مصالحها في مناطق شرق الفرات و المناطق الشرقية من سوريا ،
– أما من ناحية أعتبار حزب الأتحاد الديمقراطي ليس ممثلاً للشعب الكُردي ، فبالتأكيد هذا الحزب المافيوي لا يمثل الشعب الكُردي ولا يُعبّر عن تطلعاتهم المستقبلية في سوريا ، و سلطتهم في المناطق الكُردية غير شرعية والجميع يعلم كيف جاؤوا وكيف حكموا الكُرد بالترهيب ومنطق القوة والسلاح خلال هذه السنوات السبعة ، ولكن بالمقابل لا يمكننا أعتبار المجلس الوطني الكُردي ممثلاً شرعياً يمثل الشعب الكُردي في سوريا قاطبةً ، فهؤلاء لايمثلون سوى شريحة معينة ضمن تكتلات حزبية منغلقة و متكورة على نفسها ، وغير قابلة للتطوير والتوسيع في تمثيلها ، ولا نزيع سراً إن قلنا بأنه جسم هزيل وضعيف ساهم في وضع العصي في عجلات القضية الكُردية السورية ، ولم يكن على قدر المسؤولية في هذه المرحلة من تاريخ سوريا ، و قد قلناها في مناسبات عديدة ، فمذّ أن عرفنا هذا المجلس ولا يزال على حاله في موته السريري قابع في برجه العاجي يتخبط في خواره السياسي ويتعلق بمشكاة ممارسات الـ PYD الديكتاتورية ومن خلال تناول ديكتاتورية الـ PYD كان يتنصل من مسؤولياته ، فالأعتقاد الخاطئ من البعض على أن الأمريكان أجتمعت بوفد المجلس لأنهم يمثلون الشعب الكُردي فهذا مجرد ذر الرماد في العيون و عبارة عن تضليل إعلامي ومحاولة غير موفقة لتأهيل المجلس وإعادة مجدها ، لأن المجلس الوطني الكُردي لم يكن يوماً يمثل كافة الشرائح والأطياف والألوان ، وفقدت شعبيتها بشكل واضح ضمن المناطق الكُردية في السنوات الأخيرة ، وما الإجتماع الأخير بين المبعوث الأمريكي ” جيمس جيفري ” مع وفد المجلس إلا لمحاولة دراسة حالة هذا المجلس ومعرفة أفقها السياسي و محاولة الإحاطة الكاملة برؤيتهم المستقبلية ، فأمريكا تحاول إعادة ترتيب أوراقها في مناطق شرق الفرات ، وقد ذكرت ذلك في مقالاتي السابقة أن أمريكا لن ترضى بحزب الأتحاد الديمقراطي على شاكلته الحالية ، وسيأتي اليوم الذي تنتهي فيه مهمة هذا الحزب الإرتزاقي ، و ستكون أمريكا جاهدة في البحث عن تشكيل جسم جامع لكافة الشرائح والتوجهات وبهيئة مقبولة خاصةً من الدول الإقليمة ، ليكون ممثلاً شرعياً للكُرد السوريين ومقبولين من عامة الشعب الكردي ، لذلك نعود ونكرر ، لا الـ PYD ولا المجلس الوطني الكُردي يمثلون الشعب الكُردي في الوقت الحالي .