لطالما أنتهج المجلس الوطني الكُردي ومنذ بداية نشأته نهج الصمت والتحسّر واتخاذ الحجج والتبريرات المصطنعة مطية وبرنساً له لإخفاء عجزه وخواره السياسي ، فكان بالنسبة له إرهاب الـ ب ي د وجرائمه وممارساته الإستبدادية ضد الشعب الكُردي خير مشكاة ليعلق عليها فشله وهشاشة سياساته تارةً ، وتارةً أخرى ليستجدي به و من خلال ممارساة تلك الآفةً المسماة بمنظومة الــ PYD تعاطف الشعب الكُردي ليُزيد بها رصيده عند التائهين الباحثين عن بديل لا وجود له مع الأسف ، وللحفاظ على حاضنته من التصدع وإذكاء الشكوك لديهم والتخلص من ألسنة الناقدين لها ، وليتنصل بذلك من مسؤولياته الوطنية الملقاة عليه تجاه شعبٍ أناخ به البلاء والذل .
– خلال السنوات الثمانية العجاف لم ينفك هذا المجلس في كل محفل أو ندوة إعلامية أو أجتماع وجلسة عن الحديث عن الأقتتال البيني ” الكُردي ، الكُردي ” كنوع من النصل التخديري و عبارة عن خطوط حمراء وبطاقة إنذار يلوحها بوجه كل من ينتقد عملها أو يتحدث عن تقصيرها ووهن سياساتها وفشلها في إدارة المرحلة خلال السنوات المنصرمة ، حتى باتت تلك المقولة مجرد بعبع يضج مضاجع البسطاء من الشعب من كثر ترديدها وعزفها ، ولكننا لم نعد نسمع هذ اللغب منذ فترة حتى كدنا ننساها كما نسينا مقولتهم الأخرى الشهيرة أيضاً و التي كانت كالآتي ( الـ PYD زائل بزوال النظام الطاغي ) هاتان المقولتان جعلتا من الـ PYD حصان طروادة يمتطيها المجلس ليلوي بهما عنق الحقيقة الموجعة التي كانت كالشعرة التي قد تقصم ظهرها الغض و المتكور أصلاً .
– لو نظرنا إلى حال الكُرد السوريين هذه الأيام لشاهدنا الكارثة والغائلة في كل تجلياتها من هول الفظائع والمأساة التي يعيشها الشعب الكُردي ضمن المناطق الكُردية ، مأساة لا يمكن للأقتتال البيني ( الكُردي ، الكُردي ) أن يشكّل شيئاً أمامها ولو بنسبة واحد بالمئة ، وياليتنا رضينا بالأقتتال البيني في بداية الأمر و قضينا على الدودة التي كانت تكبر يوم بعد يوم ، و قبل تزايد و نمو قوة الـ PYD ولم نسمع كلام قاداة المجلس من خلال آفاقهم ورؤاهم السياسية ، فيدمينا أن نتحدث عن الأرقام التي خسرناها من الأرواح على أيدي المنظومة الآبوجية خلال السنوات الثمانية والتي تجاوزت أعتاب الـ 25000 ألف قتيل ، إضافةً إلى تدمير البنى التحتية والمباني ودمار المدن والقرى جرّاء حروبها الطوباوية و بسبب أستئثارها و أستفرادها بالقرار والمصير الكردي سياسياً كانت أم عسكرياً ، فلم يتورع يوماً عن ممارسة أية جريمة إلا ومارسها على الشعب ، من قتل وتهجير ونفي وسرقة الأموال العامة ، واعتقال وتغيير ديمغرافية المناطق و تدمير المجتمع من خلال توظيف المرأة خدمة لأجنداتهم الحزبوية ، و هدم التعليم ونشر الجهل والرذيلة ، وسرقة الأطفال والمراهقين و زجّهم في حروبه الطوباوية ، و قائمة الجرائم تتطول مع الأسف ، كل هذا كان نتاج السنوات التي أكتفت فيها هذا المجلس برفع شعار ” لا للأقتتال البيني ” والـ PYD زائل بزوال النظام ؟؟
– ولكن المفارقة هنا وبعد كل ما لاقاه الشعب في جحيم هذه المنظومة المافيوية ، وبعد مئات الأرواح التي خسرناها ، و دمار المدن وخسارة عفرين ووصول الـ PYD إلى الدرك الأسفل و تثيط قوتها و قضقضة حجمها وقربها من نقطة النهاية ، إلا أننا نلتمس وجود نية لدى هذا المجلس في التقارب من الـ PYD إن أستغنت الأخيرة عن جزء ولو بسيط من كرسي السلطة لصالح المجلس ، وكأنها تريد إعطاء جرعة مقوية للـ PYD لتعود المنظومة من جديد وتقف على أرجلها الغض التي أصابها الضمور والضعف !!
فهل يمكننا هنا أن نستخلص ونستقرئ مسيرة تلك السنين التي مرت علينا كالسخام فيما يتعلق بالـ PYD والمجلس الوطني الكُردي لنقول وبصريح العبارة أن ما حصل بين القطبان المتناحران في العلن خلال تلك السنوات كانت عبارة عن تبادل في الأدوار وأتفاق ضمني تحت الطاولة من قبل الجهات المتحكمة بقيادات المجلس الوطني والمنظومة الآبوجية لنرى ما رأيناه ، أم أن الجهل لدى قادة المجلس مستفحل ومتفاقم لدرجة وصولهم إلى مرحلة الطفلنة السياسية وهي مرحلة متقدمة من مرض الذهان !!
فحوى المنتهى : أية تقارب مع منظومة الـ ب ي د لا يمكن لها أن ترى الشمس إن لم يمر من خلال العدالة والحساب ومعاقبة المجرمين الضالعين في الخيانة والعمالة ، ولا يمكن القبول بأية حجة و ذريعة أو أستكانة كما حصل سابقاً من أجل التقارب وردم الهوّة مع الـ PYD الذي ينشد الألحان الحزينة و الأخيرة على وتر الأرتزاق والعمالة لهذه الجهة وتلك ؟