في الوقت الذي تحترق فيها سوريا كلها و يرزح فيه السوريون تحت نير أشد أنواع العذاب وأقساه ، حيث عاد السوريون إلى فترة العصور الوسطى نتيجة وحشية أساليب التعذيب وحيوانية الجلاد و ضاق الخناق على الشعب السوري في كافة مقومات الحياة، واستمرار تنظيم الأسد الإرهابي وحلفاؤه من قوات الاحتلال الروسي والمليشيات الإيرانية وحزب الله وp k k _pyd في حرق ما تبقى من سوريا من خلال عمليات القصف والتدمير والقتل الجماعي وتطبيق ابشع الممارسات ضد أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته،يستذكر السوريون اليوم الجمعة 13 تشرين الثاني الذكرى السنوية 62 لحريق “دار سينما شهرزاد” في مدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا عام 1960.
هذه الفاجعة التي عُرفت باسم “حريق سينما عامودا”.
راح ضحيتها آنذاك ما يقارب 200 طفلاً من طلاب المرحلة الابتدائية، بعدما تمّت دعوتهم من قبل مدير ناحية عامودا، لحضور أحد الأفلام المصرية القديمة في صالة السينما، من أجل دعم الثورة الجزائرية ضدّ الاستعمار الفرنسي 1954-1962 آنذاك، على أنّ يتم إرسال ثمن التذاكر كمساهمة في دعم الثورة.
وقامت الجهة المنظمة بتكديس الأطفال داخل الصالة بما يفوق طاقتها الاستيعابية، فبينما كانت الصالة تتسع لحوالي 200 شخصاً، تمّ حينها إدخال أكثر من ذلك ولم يكن عامودا لم تكن فيها محطة إطفاء أو أيّ سيارات إطفاء آنذاك فقد كانت بلدة صغيرة مقارنة مع وضعها الحاليفي العرض الأخير اشتعلت النيران بالسينما، وان الشرارة خرجت من المحرّك وما لبثت أن اشتعلت بالسقف الخشبيّ والقشّي والجدران الخيشيّة والكراسي الخشبيّة تاليا، أي كلّ ما فيها كان مهيّأ لاشتعال سريع.
وما زاد الأمر صعوبة هو الازدحام الكبير للأطفال، ولم يكن هنالك من مخارج سوى مخرج وحيد سدّ لشدّة الازدحام وأغلق الباب الخشبيّ المرتفع عن الأرضيّة،ما أبقى الأطفال محاصرين في الداخل، ولم يكن برفقتهم أيّ من المعلمين ولا المدير، فقط بعض الفنيين الذين لم يتمكّنوا من إنقاذ الأطفال وسط الهياج والجنون والرعب والنار والازدحام هرع أهل المدينة لنجدة أطفالهم، وكانت ألسنة اللهيب تقضي على اولادهم دفع قسم من الأهالي حياته ثمنا لمحاولة إنقاذ الأطفال، وكان في صدارتهم الشهيد البطل محمّد سعيد آغا الدقّوري الذي أنقذ عددا من الأطفال قبل أن تسقط عليه عارضة من السقف وتودي بحياتهممازالت حادثة حريق سينما عامودا حاضرة في كافة المناسبات حيث يتم الاحتفال بتلك الذكرى والوقوف على تفاصيلها .
واننا في رابطة المستقلين الكرد السوريين في الوقت الذي نستذكر شهداء حريق سينما عامودا ونتقدم بالتعازي والمواساة لذوي الضحايا فإننا نؤكد استمرارنا في الثورة السورية لإسقاط هذا النظام الإرهابي وتقديم كل من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري إلى القضاء .