باسنيوز
أكد قيادي كوردي سوري، اليوم السبت، أن بقاء حزب العمال الكوردستاني PKK كحزب غير سوري في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) يعني بقاءه تحت تهديد ضربات الجيش التركي، وتنامي الروح العدوانية ضد الكورد السوريين، داعياً PKK إلى احترام سيادة العراق وإقليم كوردستان والعودة إلى ساحته الأساسية.
وقال عبد الله كدو، ممثل المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS في الائتلاف الوطني السوري المعارض، في حديث لـ (باسنيوز): «إن PKK الذي حدد أهدافه في شعار تحرير وتوحيد كوردستان بأجزائها الأربعة، في بداية تأسيسه، تخلى عن ذلك الشعار بُعيد اعتقال رئيسه عبدالله أوجلان، ثم أعلن الحزب على الملأ إقراره احترام خصوصية كل جزء كوردستاني في كل من إيران والعراق وسوريا، وأعلن مؤيدوه في تلك الأجزاء أحزاباً بأسماء مختلفة».
وأضاف «إلا أن PKK، وبعد أن ضعف تواجده في ساحته الأم في تركيا، وبعد أن سخرت تركيا قواها لتقويضه، وبدلاً من أن يقوم بانتهاج سياسات واتخاذ أساليب ووسائل موضوعية مناسبة للحالة الكوردية في تركيا بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على انطلاقته هناك، اتخذ قراره بنقل مركز عمله السياسي والعسكري إلى جبال قنديل في إقليم كوردستان، مناقضاً بذلك طرحه المتمثل بانطلاق كل جزء كوردستاني من ظروفه الذاتية والموضوعية واحترام خصوصية الأجزاء الاخرى، وعدم التدخل فيها».
وتابع كدو بالقول: «بذلك، عرّض PKK أمن وسلامة أرض الإقليم وشعبه لخطر هجمات الجيش التركي، الذي استمر في قصف مناطق تواجد مقاتلي الحزب في قنديل، حيث أن الحكومة التركية لطالما طالبت بإخراج معارضيها من أعضاء ومسلحي PKK المطلوبين من قبل محاكمها، من تلك المنطقة».
وتابع القيادي الكوردي «بعد أن بدأت الثورة السورية، راح حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي يطرح – في أدبياته – الاهتداء بفلسفة عبدالله أوجلان، ويعتبر العمل على إطلاق سراحه إحدى مهام أعضائه، راح لعقد تفاهم مع النظام، ومدّه PKK بأعداد كبيرة من المقاتلين، حسب تصريحات أوساط قوات سوريا الديمقراطية».
وأردف كدو قائلاً: «بعد أن تسلم PYD المناطق الكوردية من النظام السوري بتفاهم سياسي، راح ليوسع نفوذه، ممتداً إلى محافظتي الرقة ودير الزور وفق اتفاق مع التحالف الدولي المناوئ لتنظيم داعش برئاسة أمريكا، حيث تم الحصول على مبالغ طائلة حسب تصريح الرئيس الأمريكي ترامب»
.وقال السياسي الكوردي: «كان من الدوافع الأساسية للتفاهم مع النظام أولاً، ثم لقبول القتال خارج المناطق الكوردية ثانياً، هو فك العزلة عن PKK، وشطب اسمه المدرج على لائحة الإرهاب من قبل كل من الاتحاد الأوروبي وأمريكا، إضافة إلى البحث عن موطئ قدم لـ PKK خارج تركيا، وكان له ذلك في كل من إقليم كوردستان العراق وغربي كوردستان، وذلك على حساب أمن واستقرار المنطقتين اللتين تعيشان هاجس الخوف والهلع من الهجمات التركية ضد عناصر PKK».
وبشأن انضمام عناصر PKK إلى ميليشيا الحشد الشعبي، قال كدو: «لا يوجد حزب سياسي يحترم القوانين ولا يتبنى جغرافية وطنية محددة، وعليه فإن PKK حزب ينتمي إلى الجغرافيا التركية، ويجب أن ينحصر وجوده فيها، وأن تنحصر أهدافه فيها، طالما أنه لم يعد يطالب بالانفصال وإقامة دولة كوردستان المستقلة، وبالتالي عليه احترام سيادة العراق وإقليم كوردستان، وعليه أن يلتزم بالسيادة الوطنية لكل من أربيل وبغداد على شنگال».
وختم عبد كدو حديثه قائلاً: «إن بقاء PKK كحزب غير سوري، في كوردستان سوريا يعني بقاءه تحت تهديدات ضربات الجيش التركي، ويعني تنامي الروح العدوانية ضد الكورد السوريين من قبل نسبة كبيرة من السوريين غير الكورد».