أنطاكيا – «القدس العربي»:
نفى قائد “الحرس القومي العربي” أسعد حمود الملقب بـ”ذو الفقار” مساندة “الحرس” لقوات النظام السوري في الاشتباكات التي خاضتها الأخيرة ضد ثوار درعا (جنوب البلاد) مؤكداً في حديث خاص لـ”القدس العربي” أن الحرس خفض تواجده في سوريا منذ نحو عام، إلى مستوى التمثيل، بسبب انتفاء الحاجة لهذا الوجود، لكن صوراً تداولها ناشطون أظهرت عناصر من الحرس القومي مرتدين الزي العسكري الخاص بهم، خلال مشاركتهم في معركة درعا دون وجود ما يؤكد أن تلك الصور التقطت في درعا.وقال حمود المتحدر من جنوب لبنان “نحن شركاء الجيش العربي السوري دائماً، لكن حالياً لم نشارك في معارك درعا وغيرها”،
وأضاف: “أن مشاركتنا في المعارك السورية، كان الهدف منها نفي مذهبية المعركة في سوريا، كما يدعي الاحتلال الإسرائيلي بأن ما يجري في سوريا جزء من الصراع المذهبي في المنطقة” حسب تعبيره.
وتابع: “نحن نرى أن الهدف من الحرب السورية إسقاط رمزية حكم قومي عربي قائم برئاسة بشار الأسد، ونعتقد أن الجيش العربي السوري، أهم أسباب الحفاظ على وحدة سوريا”، مضيفاً: “لم نشارك في القتال بسوريا، حباً بالقتال أو ضد الشعب السوري، بل كنا نقاتل مع الشعب السوري ضد مقاتلين من عشرات الجنسيات، هدفهم إسقاط الدولة العلمانية القومية العربية القائمة، وإحلال نظام مذهبي”، لكن حمود يتجاهل على ما يبدو ان جل قادة القيادة العسكرية والامنية للنظام السوري تنتمي الى لون مذهبي واحد!«الفكر الناصري»وسُئل حمود عن توزع عناصر “الحرس القومي” على الجنسيات العربية، والفكر الذي يتبناه الحرس وعناصره، ومذهبهم، فقال: “الحرس القومي مبادرة جاءت من منظمة الشباب العربي، والشباب بمعظمهم يعتنقون الفكر الناصري، والمبادرة الأولى نشأت في قطاع غزة، تماشياً مع الحراك العربي لفك الحصار عن القطاع المحاصر من قبل العدو الصهيوني”.
وأردف، أن المبادرة كانت تضم مجموعة من الشباب القومي العرب من تونس ولبنان والجزائر والعراق ومصر والأردن، وحينها كان الاتفاق على البقاء في غزة، وبطبيعة الحال في الحرس له تواجد في جنوب لبنان، وحالياً يقتصر تواجدنا المعلن على لبنان فقط، وعناصرنا حالياً من معظم الدول العربية.
وبما يخص الفكر الذي يتبناه الحرس، قال حمود: “الحرس في غالبيته يتبنى الفكر الناصري، وبيننا من يؤمن بالعروبة البعثية، وكذلك هناك من يؤمن بوحدة بلاد الشام (قومي اجتماعي)، بعبارة أخرى نؤمن بالقومية العربية الشمولية، ونلتقي مع القوميين الاجتماعين على قاعدة أن سوريا يحكمها حليف لنا، وهو حزب البعث العربي الاشتراكي”.
وعن التوزع الطائفي لعناصر الحرس، قال حمود: “الحرس إطار عروبي وحدوي، ومجلس قيادته لا يميز بين مسلم وغير مسلم، وسني أو شيعي، مستدركاً: “لا يوجد سوى شيعي واحد بمجلس قيادة الحرس، و90 في المئة من مقاتلي الحرس هم ليسوا شيعة”، لكن حمود رفض تزويد “القدس العربي” بأسماء لقيادات حالية من خارج المذهب الشيعي، مرجعاً ذلك إلى طبيعة الحرس، وقال: “هناك تضخيم للحالة الشيعية، عند الحديث عن الحرس القومي إعلامياً” دون أن يقدم ما يثبت التوزيع الطائفي المتوازن لكل المكونات في تنظيمه، ويشير معظم المطلعين على تركيبة الحرس أن معظم قياداته من الوان طائفية معينة وهي مرتبطة بحزب الله، كما ان “حمود” نفسه لبناني شيعي.
وحول علاقة الحرس بإيران، أشاد حمود بعلاقة الحرس مع إيران، قائلاً: “تربطنا علاقات قوية مع الجمهورية الإسلامية، لكن على سبيل المثال لا علاقة مع “الحرس الثوري” الإيراني”.
وفي سياق الحديث عن الانتماء المذهبي لقيادات وعناصر الحرس، سألت “القدس العربي” حمود عن الكيفية التي استطاع بها الجمع بين الخطاب القومي والخطاب المذهبي الشيعي، فرد بقوله: “أنا مسلم عربي من المذهب الشيعي الاثني عشري، ولا أنكر تأثري ببعض الخطاب العاملي التاريخي الشيعي”، ولعل “ذو الفقار” لا ينكر عنا ميوله الشيعية الظاهرة من كنيته بل ومن تغريداته التي قال في احداها قبل ايام انه “يشهد ان عليا ولي الله” وهي عبارة من ضمن الخطاب السياسي العقدي للحركة الشيعية السياسية.
وعن موقف الحرس من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، قال: “صدام حاول بناء نظام علماني دون الانتباه لمحيطه، وعندما رسمت له الفخاخ من القريب والبعيد وقع بها، ويحسب على صدام أنه لم يحارب نظام الشاه الإيراني على حدوده الشرقية، لكن عندما أصبح نظام إيران معاد للاحتلال الإسرائيلي، بدأ بمحاربته”. وباعتبار صدام رئيساً قومياً، كما هو حال جمال عبد الناصر، هل للرئيسين مكانة واحدة لدى الحرس القومي؟، يجيب حمود: “أبداً، نحن ننتمي للمذهب الفكري الناصري، ولا يمكننا مقارنة أي شخصية مهما كانت بجمال عبد الناصر” وهو ما يشير بوضوح لتأثر “ذو الفقار” بروح العداء المتأصلة لصدام حسين لدى الحركات الشيعية في العراق ولينان والمشرق العربي.
وأكد أن الحرس القومي ملتزم بالقضية الفلسطينية، وفي هذا السياق تربطنا علاقة بالقوميين العرب الفلسطينيين، ومنهم الشهيد نزار بنات، رغم أنهم غير منظمين في صفوفنا.
من جهته، قال القيادي في “الحرس القومي” حسان السيد، ان حمود استقطب بعض الشباب من المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا، وجرى إخضاعهم خلال معسكراتهم التدريبية لأقسى أنواع التدريب في أماكن تدريب مخصصة بهدف تأهيلهم جسدياً بدعم من إيران. وأضاف السيد لـ”القدس العربي” أن هناك تعاوناً عسكرياً وأمنياً كبيراً بين “حزب الله” و”الحرس القومي” في سوريا، واتفاقاً يقضي باستمرار تدريب مجموعات من الحرس القومي في سوريا ولبنان من قبل الحزب.
وأشار حسان إلى هناك مجموعة من الشباب العرب الشباب القومي العربي تحديداً يتبنون فكر القومية العربية والتيار اليساري، بادروا إلى المجيء إلى سوريا دفاعاً عن أفكارهم ومعتقداتهم وعن سوريا، عن وحدتها، وعن عروبتها، وهؤلاء الشباب ارتأوا بأن لهم دوراً على الجبهة العسكرية.
تجنيد مناصرين
وذكرت مصادر لـ “القدس العربي” أن الحرس القومي المدعوم من إيران، يستمر في تجنيد الشباب في مخيم النيرب الفلسطيني، ففي الفترة الأخيرة، تم تجنيد ما يقارب 200 شاب من مدينة حلب، وقالت تلك المصادر: إن “من يتولى قيادة عمليات التدريب قادة من حزب الله اللبناني، وقادة من الحرس الثوري الإيراني”. ولم يسجل حضوراً إعلامياً كبقية الفصائل العسكرية الداعمة لقوات النظام والقادمة من الخارج إلا مؤخراً، على الرغم من تسليحه الجيد حيث يمتلك بالإضافة للأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة منصات إطلاق صاروخ أرض – أرض قصيرة المدى التي تعرف باسم “صواريخ بركان”.
وقال مصدر آخر مقرّب من الحرس القومي، رفض الكشف عن اسمه، لـ”القدس العربي”، إنّ مقاتليه مدربون ويتمتعون بقدرة قتالية عالية، ولا سيما الفلسطينيون اللاجئون في سوريا، ولفت إلى مشاركة الحرس أيضا في معارك “السيدة زينب” في دمشق، ودرعا والقنيطرة حيث سجّل مقتل عناصر له من الجنسية المصرية، إضافة إلى حضور محدود في حمص وحلب.
أما أبرز عمليات الحرس القومي” في سوريا، فهي عملية السيطرة على حلب والغوطة الشرقية، حيث دخل إلى خط المواجهات العسكرية مع قوات النظام ضد فصائل المعارضة في درعا، والتي فرضت حصاراً كاملًا عليها في الأيام الماضية.ويأتي الحرس القومي العربي في المرتبة الثالثة على صعيد المليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، بعد حزب الله ولواء فاطميون، ويضم في صفوفه حوالي 700 مقاتل. وتدعي المصادر المقربة من الحرس القومي أن تمويل الحرس القومي العربي يتم بشكل مباشر من إيران، وهي وراء تشكيل وتمويل الحرس، كون اغلب كوادره القيادية تنتمي للمذهب الشيعي وتتبع لـ”حزب الله” بشكل مباشر، وتستغل شعور القومية لتجنيد الشباب المتحمس لهذا الفكر.
وإلى جانب مهامه القتالية فإن الحرس القومي يقوم بأنشطة تدريبية وتربوية لإعداد أجيال قادمة تحمل فكرهم المسلح، وتتمترس تلك المليشيا خلف صور وشعارات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، لتخفي الولاء لمشروع تقوده أحزاب مذهبية صرفة من العراق حتى لبنان كما يعتقد كثيرون، كما تتمترس خلف شعارات الدفاع عن فلسطين.