قالت صحيفة “الغارديان” إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع العراق لاستقبال المقاتلين المشتبه بانتمائهم لتنظيم “داعش”، بصحبة عوائلهم المتواجدة في مخيمات الاعتقال شمالي سوريا.
وبحسب الصحيفة، يسعى المسؤولون العراقيون للحصول على رسوم مالية تقدر بمليارات الدولارات، لإتمام الصفقة.
وتأتي هذه المناقشات بعدما ضغطت الإدارة الأمريكية بشكل مكثف على شركائها الدوليين لاستقبال مواطنيها المشتبه بانتمائهم إلى “داعش”، الذين يفوق عددهم الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمتواجدين حالياً في شمال شرق سوريا.
وبحسب الصحيفة، طلب العراق رسمياً 10 مليار دولار مقدماً للبدء بالاتفاق، على أن يدفع له سنوياً مبلغ مليار دولار، وذلك وفقاً لمسؤولين غربيين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن أسمائهم.
دفع المبلغ الذي طلبه العراق المسؤولين في واشنطن ولندن إلى الاعتقاد بأن السعر هو مراوغة عراقية، هدفها رفض المشاركة في عملية حساسة وخطيرة للغاية، خصوصاً أن البلد لا يزال يستعيد عافيته بعد الحرب التي أنهكته ضد التنظيم.
ووضع العراق شروطاً أخرى، منها عدم إدخال العاملين في المجال الإنساني إلى أي منشآت تقع داخل الأراضي العراقية، أو عدم الاعتراض على قوانين الإعدام، والطلب قد لا يلقى صدى إيجابي في بريطانيا وفرنسا، اللتين ترفضان إرسال مواطنيها إلى دول تنفذ عقوبات الإعدام.
ولم تستجب وزارة الخارجية الأمريكية لطلب التعليق، بينما قال مسؤولون أميركيون، إن الإدارة الأمريكية تريد أن تفعل كل ما هو ممكن لضمان أمن حلفائها المحليين في سوريا، بما في ذلك إزالة الأعباء المترتبة على احتجاز مقاتلي “داعش”.
ومن الممكن أن يؤدي أي اختراق في المعتقلات المقامة في شمال شرق سوريا، إلى تقويض مبررات سحب القوات الأمريكية التي يصر الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) على تنفيذها.
وبحسب ما كشف مسؤول استخباراتي رفيع المستوى في المنطقة، فإن المحادثات مع العراق، والتي تهدف لترحيل كل أعضاء “داعش” من غير السوريين، بدأت آواخر العام الماضي، وكان الهدف منها إعادة المعتقلين العراقيين.
وتوقفت المحادثات بسبب الخلاف حول مكان إيواء ما يصل إلى 35,000 عراقي، من بينهم 2,000 مقاتل تم احتجازهم خلال المعارك.
وتم اقتراح إقامة معسكر احتجاز في عوينات الواقعة بين تلعفر وسنجار؛ إلا أنه رُفض سريعاً لأنه يشكل تهديداً على الإيزيديين الذين تعرضوا لمحاولة إبادة جماعية. كما تم رفض مواقع قريبة من الموصل، لأنها تعتبر مركز ثقل بالنسبة للتنظيم.
وقال مسؤول غربي مطلع على المحادثات الدائرة بين واشنطن وبغداد: “حالياً، وضع العراقيون مقترحاً على الطاولة، مما يعني أن الولايات المتحدة ستعمل لتحقيق ما هو أبعد من المقترح. قد لا يؤدي المقترح إلى الوصول لشيء، ولكن بغض النظر عنه، فإن الولايات المتحدة تراه فرصة للبدء بالتفاوض. ستحدد الأسابيع المقبلة مدى التقدم في الموضوع، وإلا فإن الغرب أصبح فعلياً بلا خيارات”.
وقال مصدر قريب من الحكومة العراقية، إن واشنطن كانت تضغط بقوة على بغداد للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا، بسبب التهديد المستمر من مراكز الاحتجاز التي تأوي أعداد هائلة، وبسبب الظروف الفوضوية التي تشكل تهديدا لمرحلة ما بعد الحرب.
ونفى في الوقت نفسه طلب العراق رسوم مالية لإيواء المحتجزين، بينما أكد أربعة مسؤولين غربيين وضع العراق رسوم مالية بالإضافة إلى فرضه شروطاً مسبقة لاستقبال المحتجزين.
المصدر: أورينت نت