أعلنت روسيا في وقت متأخر يوم الأربعاء، التوصل مع تركيا لاتفاق تهدئة في ريفي إدلب وحماة، وإعلان هدنة جديدة لوقف القصف والقتال المستمر منذ أكثر من شهر ونصف، إلا أن الهدنة المزعومة لم تبصر النور، ووصل الأمر بقوات النظام السوري باستهداف نقطة مراقبة للقوات التركية.
وسبق أن أعلنت روسيا قبل أيام عن هدنة من طرف واحد، كذلك الأمر لم تدم لساعات حتى عاودت قواتها وقوات النظام خرقها ومواصلة القصف ونشر الموت والدمار في المنطقة، في تكرار لمسلسل الهدن الروسية التي اعتاد السوريون عليها إبان حملات القصف على ريف حمص ودرعا والغوطة الشرقية، والتي كانت ورقة روسية مؤقتة لتحقيق أهدفها فقط.
قيادي سابق في الجبهة الوطنية للتحرير أكد في حديث لـ “بلدي نيوز”؛ أن روسيا لاتريد من وراء الهدن التي تدعوا إليها تهدئة حقيقية، بقدر ماتريد كسب الوقت، بعد ما واجته من انتكاسات كبيرة على جبهات القتال من ريف اللاذقية وصولاً إلى ريف حماة، فباتت بحاجة لإعادة ترتيب خططها وأوراقها لخوض معركة جديدة.
وأوضح القيادي “أبو علاء” وهو ضابط منشق عن النظام، أن اللعب على أوراق الهدنة والمعابر الآمنة هي أوراق روسية قديمة جديدة، استخدمتها لمرات عديدة في معارك الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص، ونقضتها جميعاً وغدرت بالمدنيين والفصائل والأطراف التي ضمنت تلك الهدن.
ولفت إلى أن روسيا أخطأت في حساباتها في معركتها شمال سوريا، وتوقعت أن تحسم عبر القصف الجوي المعركة لصالح النظام والميليشيات المساندة له خلال أقل من شهر، ولكنها فوجئت بالرد وصمود الفصائل، وحجم الخسائر التي منيت بها، مادفعها لطلب التهدئة بهدف كسب الوقت لا أكثر.
وعن إمكانية تراجع روسيا عن حملتها ووقف القصف، استبعد المتحدث أن تقبل روسيا بالهزيمة وتقر بها، مشيراً إلى أنها تعيد حساباتها وتبحث عن أوراق جديدة تستخدمها في المعركة، محذراً من مغبة التساهل في القضية والركون لأي تهدئة أو توقف للقصف، حتى لايتكرر سيناريوا درعا والغوطة وريف حمص.
وأشار إلى أن روسيا استخدمت اتفاقيات خفض التصعيد التي أبرمتها في سوريا وفق تقسيمات مناطقية، وفي كل منطقة مع دولة ما، لتمكين تهدئة مناطق على حساب آخرى والتفرد بمناطق ثانية، استطاعت عبر هذه الاتفاقيات السيطرة على منطقة تلو الأخرى من ريف حمص الشمالي حتى الغوطة الشرقية والقلمون وصولاً لدرعا، ليأتي الدور على إدلب، حسب تعبيره.
وختم القيادي العسكري حديثه بالتأكيد على أن روسيا أدخلت نفسها في مغامرة ومعركة طويلة الأمد في إدلب، وأنها أخطأت الحساب والتقدير العسكري، وخسرت عدة أوراق، منها خلايا المصالحات والتفجيرات التي لاحقتها الفصائل قبل بدء العملية العسكرية، كما أن صمود فصائلها والحاضنة رغم كل القصف، كان العامل الأكبر في خلط أوراق روسيا وتأكيد خسارتها.
المصدر: بلدي نيوز