أكدت مصادر من المعارضة السورية في جنوب سوريا لـ”السورية نت”، توصلها إلى هدنة لوقف إطلاق النار، و ذلك عقب مباحثات أجراها وفد من قادة الفصائل مع الجانب الروسي في العاصمة الأردنية عمان.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، إلا أن خرقت من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، تمثلث بغارات جوية على بلدة الغارية الشرقية، بالإضافة لقصف مكثف براجمات صواريخ أرض – أرض من نوع فيل استهدف أحياء درعا البلد.
كما حاولت قوات النظام و ميليشيا “حزب الله” التقدم باتجاه القاعدة الجوية غرب درعا فجراً، وأفاد بيان صادر عن غرفة العمليات المركزية في الجنوب التابعة لفصائل المعارضة، أن قوات الغرفة تتصدى لتلك المحاولات وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف على حد تعبيرها.
الهدنة وإن كانت هشة بحسب ما أفاد مراسل “السورية نت”، إلا أن ما يشير إليه تطور الأحداث في جنوب البلاد ينذر بتكرار سيناريو حلب و الغوطة وحمص والقلمون في جنوب سوريا، وذلك بعد سيطرة النظام والميليشيات على عدة قرى شرقي درعا بدعم جوي روسي، إضافة لتهجير أكثر من 300 ألف مدني من قراهم باتجاه الحدود الأردنية والحدود مع الجولان المحتل، ما شكل عبئاً إضافياً على فصائل المعارضة، جعلهم يتجهون إلى التفاوض مع الروس للحد من المجازر التي ترتكب بحق المدنيين.
مصادر من المعارضة قالت إن الأمور في الجنوب تتأرجح بين من يؤيد تفاوضاً مع روسيا، وبين من يرغب في استكمال القتال، وصد الهجمة العسكرية الشرسة، ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك، وأصر على القيام بمعارك باتجاه مناطق سيطرة النظام في درعا و القنيطرة، ما جعل الجانب الأردني يطلب من جميع قادة فصائل المعارضة مغادرة الأراضي الأردنية إلى سوريا خلال الليلة الماضية، للتشاور والوصول إلى حل يضمن وقف العمليات العسكرية، ومنع تدفق اللاجئين على حدود الأردن.
و في السياق ذاته أكدت المصادر ذاتها، أن الأردن يمارس ضغوطاً كبيرة على قادة المعارضة للقبول بالشروط الروسية التي قدمت خلال جولة مفاوضات أمس الخميس، والتي تتضمن دخول قوات من الشرطة العسكرية الروسية إلى مناطق سيطرة المعارضة، وتثبيت نقاط فيها بالاتفاق مع الفصائل، بالإضافة إلى تسليم السلاح الثقيل والخفيف لروسيا، وإدخال مؤسسات النظام المدنية كمرحلة أولى، وتسليم معبر نصيب، ودخول قوات النظام كمرحلة ثانية مع بقاء المطلوبين للنظام و تسوية أوضاعهم، و”محاكمة المتورطين” بحسب ما تصفه الشروط الروسية.
المصادر أشارت أيضاً، إلى أن الضغوط الأردنية الروسية بالإضافة للتخلي الأمريكي الغربي عن المعارضة، ربما تؤدي للقبول ببعض الشروط مقابل إخراج مقاتلي الفصائل وعائلاتهم إلى إدلب، إلا أن استمرار التعنت الروسي بفرض شروطه ربما جعل من فصائل المعارضة تفكر جدياً باتخاذ قرار المواجهة حتى النهاية.
وذكرت المصادر أيضاً، أن قادة المعارضة وبعد أن وصلوا ليلة أمس إلى سوريا بدأوا على الفور بإجراء مشاورات مع عدد من وجهاء العشائر والهيئات المدنية في الجنوب لبحث تطورات الوضع، وما يمكن أن يتم العمل عليه خلال الفترة القادمة.
تطور الأحداث جنوب البلاد بات مرهوناً برد المعارضة على الشروط الروسية التي قدمت لهم في عمان، ما يعني أن الساعات المقبلة ستقرر مصير أكثر من 750 ألفاً يعيشون هناك، وسط كارثة إنسانية هي الأسوأ ، وفي ظل غياب لأي جهود دولية لاحتوائها.
المصدر: السورية نت