• السبت , 23 نوفمبر 2024

واشنطن تطالب «هيئة تحرير الشام» بسحب قواتها

أنطاكيا – «القدس العربي»:

في أول تعليق منها على الأحداث الأخيرة التي شهدها الشمال السوري، الذي كان مسرحاً لجولات اقتتال بين الفيلق الثالث التابع لـ«الجيش الوطني» و»هيئة تحرير الشام»، دعت الولايات المتحدة، الثلاثاء «تحرير الشام» إلى انسحاب فوري من مناطق في ريف حلب الشمالي. وأعرب حساب السفارة الأمريكية في دمشق على مواقع التواصل الاجتماعي، عن بالغ قلق واشنطن إزاء أعمال العنف الأخيرة في شمال غربي ســوريا.

وأضافت السفارة «نشعر ببالغ القلق من التوغل الأخير لهيئة تحرير الشام، وهي منظمة مصنفة كإرهابية، في شمال حلب، يجب سحب قوات هيئة تحرير الشام من المنطقة على الفور»، مطالبة جميع الأطراف بحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم.بعض المراقبين وصف البيان بـ»الموقف الأمريكي المتأخر»، لأن تمدد «تحرير الشام» في منطقة «عفرين» أو ما يعرف بمنطقة عمليات «غصن الزيتون» بدأ قبل أيام، بينما اعتبرت أوساط أخرى أن تركيا هي ايضا معنية بالتصريحات الأمريكية لكن من دون أن يقدموا أدلة على ذلك، وخاصة أن تركيا لم تعلق على التطورات الأخيرة.

أما رئيس مركز «إدراك للدراسات» باسل حفار، فيصف الموقف الأمريكي الأخير بـ»الطبيعي والمتوقع» نظراً لتصنيف واشنطن «تحرير الشام» على قائمة التنظيمات «الإرهابية»، وهناك عمليات مستمرة ينفذها «التحالف الدولي « بقيادة واشنطن ضد «تحرير الشام» ورموزها

ويضيف لـ«القدس العربي» أن تمدد «تحرير الشام» إلى ريف حلب الشمالي يضعها إلى حد ما بمواجهة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» حليفة الولايات المتحدة. ويقول حفار، كذلك إن توسع نفوذ «تحرير الشام» الأخير يجعلها أقرب إلى القواعد الأمريكية أو الطرق التي تستخدمها القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا، وهو ما قد يزيد من مخاوف واشنطن.

في المقابل، يضع الكاتب والمختص بالشأن الأمريكي، الدكتور رضوان زيادة، الموقف الأمريكي الأخير في إطار رغبة الإدارة الأمريكية بتجنب التصعيد، ويقول لـ«القدس العربي»: «الولايات المتحدة لا ترغب بتصعيد العنف من أي طرف وبالتالي طالبت بالعودة إلى الهدوء».

ويشيد نائب رئيس «رابطة المستقلين الكرد السوريين» رديف مصطفى بالموقف الأمريكي، ويقول لـ«القدس العربي»: «البيان جيد من حيث المبدأ خصوصاً طلبها بسحب قوات هيئة تحرير الشام المصنفة على لوائح الإرهاب»، ويستدرك: «لكن هل يكفي القلق لوحده، فلا بد للولايات المتحدة أن تنتقل من الأقوال للأفعال، ليس من أجل رد عدوان «تحرير الشام» بل أيضاً من أجل رد العدوان الروسي الإيراني وعدوان النظام على الشعب السوري بشكل عام، وفي هذه المناطق بشكل خاص»

يأتي ذلك بعد اشتباكات خاضتها «تحرير الشام» ضد «الفيلق الثالث»، رغم الإعلان عن اتفاق تهدئة، ووفق مصادر «القدس العربي» وصلت «تحرير الشام» إلى مشارف مدينة أعزاز من الجهة الغربية بعد سيطرتها على بلدة كفر جنة التي تعد بوابة عفرين على أعزاز.

وعلى إثر ذلك، خرجت مظاهرات حاشدة في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي رفضاً لدخول «تحرير الشام» إلى المنطقة، قبل أن يتم الإعلان عن وقف إطلاق نار بضغط تركي على الأرجح، وتدخل «هيئة ثائرون للتحرير» كقوة فصل بين الجانبين.

يذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد استثنت في أيار/مايو الماضي، منطقة عمليات «درع الفرات» من عقوبات قانون «قيصر» الأمريكي لحماية المدنيين في سوريا، ومن شأن توسع نفوذ «تحرير الشام» إلى هذه المنطقة إلغاء الاستثناءات.

مقالات ذات صلة

USA