تشهد محافظة الرقة خاصة ومناطق أخرى تسيطر عليها ميليشيا “قسد” عمليات سرقة تستهدف المدنيين بشكل منظم ينفذها عناصر الميليشيا أمام أعين الناس، كان آخرها قبل يومين عندما تمت سرقة منزل (فهد ناصيف) صاحب محل صرافة في مدينة الرقة.
لم تكن قصة سرقة (ناصيف) الأولى من نوعها لكنها كانت الحاسمة على ما يبدو في إشعال الشارع الرقاوي ضد ممارسات “قسد” (تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري)، فمنذ حدوث السرقة (ناصيف) أعلن أصحاب محلات الصرافة في الرقة دخولهم في إضراب عام وأغلقوا محالهم احتجاجاً على ما تقوم به الميليشيا بحق أبناء جلدتهم.
ماهي ورقة المهمة؟
في ظل حالة الفلتان الأمني التي تعم مناطق “قسد” استغل عناصرها ضعف المدنيين الموجودين هناك، وراحوا يمارسون عليهم سلطتهم في التشليح “الخوّة” على الحواجز وصولاً إلى سرقة المنازل والمحلات والمستشفيات.
كما لوحظ مؤخراً تشابه حوادث السرقة في الرقة من حيث الأسلوب والطريقة، وباتت تُعرف جريمة السرقة بين الأهالي بـ “ورقة المهمة”.
فعظم السرقات التي حدثت مؤخراً في الرقة كانت عبر أشخاص يرتدون زي “قسد” حيث يدخلون إلى الشخص المُستهدف ويقومون بفعلتهم بحجة أن لديهم “ورقة مهمة”.
كيف تتم العملية
يقول (مضر) أحد سكان الرقة لأورينت نت، قبل أشهر بدأنا نسمع بأن ملثمين قاموا بتشليح مجموعة من المارة في الطريق وفي ساعات الليل المتأخر تحت تهديد السلاح حيث يأخذون منهم مبالغ مالية، لكن الأمر تطور لاحقاً.
وأضاف “الآن بتنا نشاهد مجموعات ملثمة ترتدي زي قسد وتركب سياراتها وتحمل شعاراتها تجوب في الشوارع وتعتدي على المنازل وتسرقها كما حدث مع فهد ناصيف”.
وأوضح أن هذه المجموعات تقوم بالدخول إلى المنزل بحجة أن لديها مهمة وأمر تفتيش عن السلاح أو أمور أخرى ومن ثم تقوم باحتجاز من في المنزل وسلبهم أموالهم وما يملكونه من ذهب.
تتخلل حالة سرقة المنازل عادة الكثير من عمليات السطو على المحال التجارية ليلاً دون معرفة الجاني ويقول الأهالي في الرقة إنهم اكتفوا من مراجعة “قسد” ومطالبتها في التحقيق في هذه الجرائم وكشف الجنات لأنها تقوم بتخديرهم وبيعهم أوهام كما قال (فارس) أحد سكان الرقة.
ويضيف (فارس) لأورينت نت أن الأمر تعدّى السرقة بل باتوا يعتدون بالضرب والتعذيب على كل من يعارضهم كما حدث مع جارته قبل يومين (لم يذكر اسمها خوفاً على حياتها).
وقال “جارتي امرأة تعيش لوحدها في المنزل دخلت عليها مجموعة ملثمة من “قسد” وطالبوتها بجميع أموالها فعارضتهم فقاموا بتكميم فمها وجرحوا ظهرها بآلة حادة ومن ثم سرقتها”.
في ريف ديرالزور
لا تقتصر علميات سرقة “قسد” على أهالي الرقة فحسب، حيث تعرّض صاحب مستشفى خاص في منطقة (الجزرة) بريف ديرالزور قبل نحو شهر لعملية سطو منظمة رواها لأورينت شاهد عيان.
يقول “الشاهد” (فضل عدم ذكر اسمه) إن “مجموعة تستقل سيارة فان سوداء داهمت المستشفى في الجزرة وأخذت مالكها واقتادته إلى منزله في منطقة الحوس ومن ثم سرقت جميع ما يملك”.
وأوضح أن السيارة كانت تنتقل عبر حواجز “قسد” مستخدمة “ورقة المهمة” دون أن يعترضها أحد، مشيراً إلى أن جميع الطرق المؤدية من منطقة (الجزرة) إلى منطقة (الحوس) مليئة بحواجز المليشيا، في إشارة إلى تواطؤ عناصر الحواجز مع الخاطفين.
وختم حديثه بالقول “بعد أن تمت سرقة الرجل في منزله (ذهب وأموال) قاموا بضربه واقتياده في نفس السيارة إلى منطقة أبو خشب ورميه هناك حتى عثر عليه لاحقاً مضرجاً بدمائه”.
المصدر: أورينت نيوز